فاز الجمهوري مايك جونسون، بمنصب رئيس مجلس النواب الأميركي، بعدما حصد الأغلبية المطلوبة للفوز من الجولة الأولى، متفوقاً على منافسه الديمقراطي حكيم جيفريز.
وحصل جونسون، النائب الجمهوري عن ولاية لويزيانا، على 218 صوتاً وهي الأغلبية المطلوبة للفوز بالمنصب، فيما صوّت الديمقراطيون بالإجماع لصالح مرشحهم، حكيم جيفريز، الذي حصل على 215 صوتاً.
وفي بداية الجولة الأولى من التصويت، بدا أن جونسون لم يحقق الأغلبية المطلوبة لإعادة انتخابه للمنصب بعدما جمع 216 صوتاً فقط، ولم يصوت 3 نواب جمهوريين لصالحه، ولكن بعد أكثر من نصف ساعة من النقاشات معهم، غيّر نائبان صوتيهما لصالح جونسون، ليعلن بعد ذلك فوزه بمنصب رئيس مجلس النواب.
كان جونسون في البداية على وشك الخسارة بسبب تصويت ثلاثة نواب جمهوريين ضدّه: توماس ماسي الذي دعم توم إيمر، ورالف نورمان الذي دعم جيم جوردان، وكيث سيلف الذي صوت لصالح بايرون دونالدز، وبمجرد اكتمال التصويت الأولي، كان جونسون بحاجة إلى إقناع اثنين من المعارضين لتأمين الأغلبية.
كيف فاز جونسون؟
بعد انتهاء التصويت الأولي، مُدد وقت الجلسة قبل إعلان النتيجة رسمياً، ما منح جونسون فرصة للتفاوض مع المعارضين، وفي النهاية، نجح جونسون المدعوم بقوة من الرئيس المنتخب دونالد ترمب، إذ غيّر نورمان وسيلف موقفهما وأعلنا دعمهما لجونسون، مما منحه الأغلبية المطلوبة.
ونقلت شبكة CNN عن عدة مصادر قولهم إن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب تحدث مع رالف نورمان وكيث سيلف قبل أن يغيرا قرارهما، ويصوتان لصالح جونسون.
وهنأ ترمب على منصته Truth Social، جونسون بفوزه برئاسة المجلس، قائلاً: “مايك سيكون رئيساً عظيماً، وستستفيد بلادنا من ذلك.. لقد انتظر الشعب الأميركي 4 سنوات من أجل القوة والقيادة والمنطق”.
وقوبل إعلان فوز جونسون بتصفيق حار داخل القاعة، حيث شوهد جونسون يشكر النائبين اللذين غيرا أصواتهما، وحصل زعيم الأقلية الديمقراطية حكيم جيفريز على 215 صوتاً، بينما بقيت الأغلبية الجمهورية ضيقة عند 219-215.
ورغم الفوز، يواجه جونسون تحدياً كبيراً في قيادة مجلس النواب بأضيق أغلبية يشهدها الكونجرس منذ ما يقرب من 100 عام، وسيحتاج جونسون إلى العمل على توحيد صفوف الجمهوريين لمواجهة القضايا التشريعية القادمة.
دعم ترمب
وجاءت جلسة التصويت بعد ساعات تجديد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب دعمه لجونسون، قائلاً على منصة “إكس”، إن “جونسون رجل رائع يتمتع بقدرات عظيمة، وهو قريب جداً من الحصول على 100% من الدعم”.
واعتبر ترمب على منصته Truth Social، أن “فوز مايك سيكون بمثابة فوز كبير للحزب الجمهوري”، واصفاً الانتخابات الرئاسية بأنها “الأكثر أهمية منذ 129 عاماً”.
وكان ترمب قد أشار في حفل ليلة رأس السنة إلى أن جونسون لديه القدرة على كسب الأصوات اللازمة، وأضاف: “الجميع يحبونه تقريباً. إنه الشخص الذي يستطيع الفوز الآن”.
وحاول جونسون في وقت سابق من الأسبوع الجاري، إظهار الثقة بفوزه بالمنصب، وقال لشبكة FOX NEWS، الخميس: “لدينا أصغر هامش في تاريخ الولايات المتحدة، حيث سيكون بفارق صوتين على الأرجح، لكن أعتقد أننا سننجز ذلك، ولا نستطيع أن نتحمل أي دراما”.
وكثّف جونسون خلال الأيام الماضية، تواصله مع النواب الجمهوريين، والاجتماع بهم في الكابيتول، في محاولة لفهم مخاوف قرابة 12 عضواً من النواب الذين يحتاج دعمهم في انتخابات رئاسة المجلس.
وينتمي معظم هؤلاء النواب المتشككين في قيادة جونسون، إلى “كتلة الحرية” المحافظة والتي طالبت خلال العام الماضي، بتقليل الإنفاق الحكومي، وكانوا وراء الإطاحة بالرئيس السابق للمجلس، كيفين مكارثي.
وأعلن النائب توماس ماسي بالفعل، أنه سيصوت ضد جونسون، ما يعني أن الأخير بحاجة إلى جميع الأصوات الجمهورية المتبقية.
توجهات جونسون
تعهد جونسون، في بيان، قبل جلسة التصويت، بـ”العمل على استعادة المسؤولية المالية، والقضاء على الفساد والهدر في الإنفاق الحكومي”، معتبراً أن “الدين الوطني يشكل تهديداً خطيراً للاقتصاد والأمن القومي”.
وأشار جونسون، إلى أن “الشعب الأميركي طالب بإنهاء الوضع الراهن، والعودة إلى العقلانية المالية، وهو ما دفع المواطنون لمنح الرئيس ترمب السيطرة على البيت الأبيض والجمهوريين الأغلبية في كلا مجلسي الكونجرس”.
وتابع: “إذا لم يتم الوفاء بوعود الحملة الانتخابية المتعلقة بالمسؤولية المالية، فلا نستحق السلطة”.
وأوضح أن “الجمهوريين لديهم فرصة حقيقية خلال العامين المقبلين لإجراء إصلاحات إنفاق هامة تقضي على التريليونات من الهدر والاحتيال وسوء الاستخدام، بالإضافة إلى إنهاء استخدام الحكومة كسلاح ضد الشعب”.
أولى خطوات جونسون المتوقعة بعد انتخابه رئيساً لمجلس النواب
- إنشاء فريق عمل مستقل يضم خبراء غير مرتبطين بمصالح خاصة أو جماعات ضغط، للعمل مع وزارة العدل ولجان الكونجرس لتطبيق إصلاحات الإنفاق الحكومي، وحماية دافعي الضرائب الأميركيين.
- مراجعة التدقيقات السابقة للوكالات الفيدرالية والكيانات التي أنشأها الكونجرس، وإصدار تقرير شامل يتم نشره للعامة.
- تكليف لجان الكونجرس بمراجعات صارمة لتصاريح واعتمادات الإنفاق، بما يشمل توفير الموارد اللازمة لكشف الممارسات غير المسؤولة أو غير القانونية، ومحاسبة الجهات أو الأفراد المتورطين.