قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، إن الإدارة السورية الجديدة عازمة بشدة على وحدة أراضي البلاد، و”استئصال جذور الانفصاليين”، واعتبر أن حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه أنقرة “منظمة إرهابية”، أصابته “خيبة أمل” كبيرة بسبب الأحداث الأخيرة في سوريا.
وأضاف أردوغان، في خطاب ألقاه خلال مشاركته في المؤتمر العام الثامن لحزب العدالة والتنمية بولاية طرابزون، أن تركيا استطاعت، بفضل عملياتها في شمال سوريا، إبعاد ذراع تنظيم “بي كي كي” (حزب العمال الكردستاني) في سوريا عن حدودها.
وذكر أن استراتيجية تركيا في القضاء على “التنظيمات الإرهابية” بمعاقلها، آتت ثمارها خلال الفترة الأخيرة، بحسب قوله.
وتعتبر تركيا حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية “جماعات إرهابية”، وتشن هجمات عسكرية في مناطق تمركزهم في العراق وسوريا.
ودارات اشتباكات في شمال سوريا بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وفصائل موالية لتركيا، خلال الأيام الماضية، وتركزت في جنوب وشرق مدينة منبج بمحافظة حلب.
وسبق أن قال أردوغان إنه على المسلحين الأكراد في سوريا إلقاء أسلحتهم وإلا “سيُدفنون” في الأراضي السورية مع أسلحتهم”.
وتعهد أردوغان بـ”حماية أراضي سوريا ووحدتها تحت أي ظرف كان”، مؤكداً عزم بلاده على مواصلة تنفيذ عمليات عسكرية “دقيقة” ضد من أسماهم “الإرهابيين في سوريا” دون إلحاق أي ضرر بالمدنيين.
أهمية استراتيجية
ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، ديسمبر الماضي، برز الحديث عن مصير ما يُعرف بـ”الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا”، وذلك في خضم التوترات العسكرية بين “قسد”، التي تسيطر على هذه المنطقة، وفصائل موالية لتركيا.
وباتت المنطقة التي تديرها الأقلية الكردية محطاً للأنظار، انطلاقاً من أهميتها الاستراتيجية بالنسبة لباقي المناطق السورية، حيث تُعتبر “خزان النفط والغاز” لاقتصاد البلاد، بالإضافة إلى مستقبل “قسد” كقوة عسكرية، ترفضها تركيا.
وتتولى “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا” إدارة المنطقة منذ أكثر من عقد من الزمن، وهو ما دفع مسؤوليها لوضْع قوانين وشكل حكم خاص بهم، بعدما كانت هذه المناطق تحت سيطرة تنظيم “داعش” قبل طرده على يد التحالف الذي قادته الولايات المتحدة.
واستمرت “الإدارة الذاتية” في توسيع نطاق الأجزاء الخاضعة لها من مدن شمال الحسكة ومدينتَي عين العرب (كوباني) وعفرين، باتجاه شرق وجنوب الحسكة ومركز مدينة الرقة وغالبية مناطقها الإدارية، بالإضافة إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات في دير الزور بمدنها وبلداتها في الفترة بين عامي 2014 و2019، مما يجعل الحديث عن مستقبلها العسكري والإداري أمراً مهماً لدى الإدارة السورية الجديدة، وفي ظل أهميتها الاقتصادية كذلك.
وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” هي الحليف الرئيسي في التحالف الأميركي المناهض لتنظيم “داعش” في سوريا. وتقود هذه العملية وحدات حماية الشعب، وهي الجماعة التي تعتبرها أنقرة امتداداً لمسلحي حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا والذي يقاتل الدولة التركية منذ 40 عاماً.