قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الجمعة، إن الوضع في سوريا “خطير للغاية”، محذراً من أن سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد قد يعني “استبدال ديكتاتور بآخر”.
وأضاف بلينكن في حوار مع صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، أنه “كان من المهم أن نتدخل مبكراً، ونحاول جمع كل الأطراف في سوريا، وهذا ما فعلناه”.
وأشار إلى أن زيارته الأخيرة إلى الأردن، وتركيا، والعراق، أدت إلى “بعض التوافق” بين البلدان بشأن “التوقعات” المنتظرة من السلطات في دمشق عبر “إنشاء خريطة طريق”، لكنه حذر في الوقت نفسه من أن الوضع في سوريا “خطير للغاية”.
كما حذر الوزير الأميركي، من مخاطر “استبدال دكتاتور بآخر”، مشيراً إلى أنه فوجئ بالسرعة التي سقط بها نظام الأسد، معتبراً أن لـ”الضغوط الأميركية” على “رعاة الأسد وهم روسيا وإيران”، دور ولو “بشكل جزئي”، على حدة تعبيره، وأردف: “لم يكونوا في وضع يسمح لهم بالتدخل لإنقاذه بالفعل”.
ورداً على سؤال بشأن زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الضغط الإسرائيلي على إيران خلق الظروف المؤدية إلى انهيارها، أجاب بلينكن: “أتخيل أن رئيس الوزراء سيكون من بين أول المعترفين بأن الدعم غير المسبوق الذي قدمناه (الولايات المتحدة) لإسرائيل، لمواجهة الهجمات الإيرانية غير المسبوقة، كان سبباً في صناعة الفارق الكبير”.
وأضاف: “إيران ليست في وضع يسمح لها بخوض صراع مع أي أحد”، معتبراً أن ذلك سيكون له تداعيات “إيجابية حقيقية على سوريا”، وذكر الوزير الأميركي، أن “التحدي يكمن في ترجمة الوضع الحالي إلى نتيجة إيجابية ودائمة، وتقديم أفضل دعم ممكن لإدارة (الرئيس المنتخب دونالد) ترمب حتى تتمكن من حمل راية القيادة”.
وتطرق وزير الخارجية الأميركي، إلى تهديدات “داعش”، قائلاً إن ترمب سيكون لديه “حافز قوي” لعدم عودة نشاط التنظيم في المنطقة.
الحرب في قطاع غزة
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة قد حققت “التوازن المناسب” بين دعم إسرائيل ومساعدة الفلسطينيين، أجاب بلينكن: “الولايات المتحدة لديها 3 أهداف وهي: الوقوف مع إسرائيل، ومنع وقوع هجوم آخر كما حدث في 7 أكتوبر 2023، وتجنب خوض حرب واسعة النطاق، وبذل كل ما في وسعها لحماية الفلسطينيين الأبرياء”.
ووصف بلينكن الوضع في غزة بـ”المعقد”، زاعماً أن حركة “حماس”، “تتخفى وسط السكان”، لكنه أضاف: “هذا لا يلغي مسؤولية إسرائيل بالقيام بكل ما في وسعها لتجنب الخسائر المدنية، وضمان وصول المساعدة إلى الناس”.
الولايات المتحدة والصين
وتطرق وزير الخارجية الأميركي، إلى دعوة 4 دول في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وهي اليابان وأستراليا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية لحضور قمم حلف شمال الأطلسي “الناتو” خلال فترة إدارة بايدن، وقال إن “الحلف بات ينتقد الصين حالياً، وهو أمر لم يكن بالإمكان تصوره من قبل”.
وأشار إلى أن الشركات الصينية “لا تزال تزود روسيا بالمواد الأساسية لمساعدتها في إعادة بناء قاعدة صناعتها الدفاعية”، مضيفاً: “هذا دليل قوي للأوروبيين على أن أكبر تهديد لأمنهم، للأسف يأتي بشكل جزئي من مساهمات البلدان التي تقع في منطقة المحيطين الهندي والهادئ”.
ولفت إلى أن الصين “تسعى إلى تحقيق أمرين معاً”، وهو إرسال مواد ذات استخدام مزدوج إلى روسيا، وفي الوقت نفسه المساعدة في إحلال السلام في أوكرانيا.
وأضاف أن الدول التي فرضت مع الولايات المتحدة عقوبات على الكيانات الصينية التي تساعد روسيا في الحرب، أبدت لبكين “قلقها” من ذلك.
وعن عدم وجود تأثير للعقوبات الأميركية على المواقف الصينية، قال بلينكن: “ليست مفتاح إضاءة، لكنني أعتقد أنها تضع الصين في موقف صعب بشكل متزايد، ومن المؤكد أنهم لا يحبون الإجراءات التي اتخذناها ضد الكيانات الصينية”.
وتابع: “أتخيل أنه سيكون هناك المزيد في المستقبل وذلك بحسب الضرورة، بما في ذلك خلال الأسابيع المقبلة”.
وبشأن مدى جدية تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتن النووية، أعرب الوزير الأميركي، عن “قلق” الولايات المتحدة من مجرد بدء بوتين التفكير في الخيار النووي.
وقال: “حتى لو ارتفع احتمال (استخدام السلاح النووي) من 5 إلى 15%”، فإن ذلك يعني أنه “لا يوجد شيء أكثر خطورة من ذلك”.
ويرى الوزير، أن بوتين عانى من “هزيمة استراتيجية”، وأن “حلف شمال الأطلسي أصبح أكبر، ويملك موارد أكثر من أي وقت مضى”.