قال حرس الرئاسة في كوريا الجنوبية، الأحد، إنه لا يمكنه أن يتعاون مع مسؤولين آخرين يحاولون تنفيذ مذكرة اعتقال صدرت بحق الرئيس يون سوك يول الموقوف عن العمل رهن المساءلة التي قد تفضي إلى عزله.
وتحدى آلاف الأشخاص الثلوج الكثيفة في سول، الأحد، للتجمع تعبيراً عن تأييد أو معارضة اعتقال الرئيس المعزول يون سوك يول في الوقت الذي يبدو فيه أن الأزمة السياسية في كوريا الجنوبية تتجه نحو مواجهة أخرى عالية المخاطر.
ومع قرب انقضاء المهلة المحددة لمذكرة الاعتقال الصادرة بحق يون بتهمة التمرد عند منتصف ليل الاثنين (15:00 بتوقيت جرينتش)، نظمت عدة مجموعات احتجاجات بالقرب من مقر إقامته الرسمي، حيث دعا البعض إلى اعتقاله الفوري واحتج البعض الآخر على ذلك.
وتجمع بعض المحتجين طوال الليل في وسط مدينة سول، حيث انخفضت درجات الحرارة إلى أقل من 5 درجات مئوية تحت الصفر، فيما تراكمت الثلوج بسمك يتجاوز 5 سنتيمترات في بعض أنحاء العاصمة التي حذرت الأرصاد الجوية من أنها ستكون معرضة لهطول ثلوج كثيفة.
وقال يانج كيونج سو، زعيم اتحاد النقابات العمالية الكوري، وهي جماعة عمالية رئيسية شاركت في الاحتجاجات: “يتعين علينا إعادة إرساء أسس مجتمعنا من خلال معاقبة الرئيس الذي رفض الدستور”. وأضاف: “يجب علينا القبض على المجرم يون سوك يول واعتقاله واحتجازه في أقرب وقت ممكن”.
وفي مكان قريب، رفع أنصار يون لافتات كُتب عليها: “سنقاتل من أجل الرئيس يون سوك يول” و”أوقفوا السرقة”، وهي العبارة التي روج لها أنصار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بعد خسارته انتخابات عام 2020.
واستقطبت احتجاجات مماثلة عشرات الآلاف، السبت، مما دفع الشرطة إلى محاولة تفريق المحتجين التابعين لاتحاد النقابات العمالية الكوري الذين احتلوا الطرق وأعاقوا حركة المرور. وذكرت وكالة “يونهاب” للأنباء أن اثنين من المحتجين اعتقلا بتهمة الاعتداء على أفراد الأمن.
صدامات
وطلب مكتب التحقيقات في قضايا الفساد للمسؤولين رفيعي المستوى والذي يقود التحقيق الجنائي مع يون، السبت، من القائم بأعمال الرئيس تشوي سانج موك، وزير المالية، إصدار أمر إلى جهاز الأمن بالامتثال وتنفيذ أمر الاعتقال.
وأصبح يون أول رئيس في السلطة يواجه الاعتقال بسبب محاولته الفاشلة لإعلان الأحكام العرفية في الثالث من ديسمبر، والتي أثارت فوضى سياسية اجتاحت رابع أكبر اقتصاد في آسيا وأحد الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة.
وعزل البرلمان الرئيس ومنعه من ممارسة مهامه الرسمية إلى أن تقرر المحكمة ما إذا كانت ستعيده إلى منصبه أو ستقيله. ومنع الحرس الرئاسي وقوات الجيش، الجمعة، محققين من اعتقاله في مواجهة استمرت 6 ساعات.
وذكر المكتب المعروف اختصاراً بـCIO أن الحرس الرئاسي شكل حائطاً بشرياً قوامه 200 شخص، لمنع تنفيذ مذكرة الاعتقال بحق يون.
وقال المكتب للصحافيين إنه يعتقد أن تنفيذ مذكرة توقيف الرئيس يون يكاد يكون مستحيلاً بسبب استمرار حالة المواجهة الحرس الرئاسي، وأوقف محاولة تنفيذها في حوالي الساعة 1:30 ظهراً بسبب مخاوف بشأن سلامة المحققين بسبب عرقلة التنفيذ، وفق ما نقلت وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية.
“سأقاتل حتى النهاية”
وتعهد يون، الخميس، بالقتال حتى النهاية، وسلم رسالة إلى أنصاره الذين تجمعوا أمام مقر إقامته الرئاسي في منطقة يونجسان في سول لمعارضة عزله، وفقاً لمحاميه سيوك دونج-هيون.
وقال يون: “بسبب انتهاك القوى الداخلية والخارجية لسيادتها وأنشطة الجماعات المناهضة للدولة، أصبحت كوريا الجنوبية الآن في خطر”، وتعهد قائلاً: “معكم، سأقاتل حتى النهاية لحماية هذا البلد”.