أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف جالانت، الأربعاء، استقالته من الكنيست مع بقائه عضواً في حزب “الليكود” الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مشيراً إلى أن “رحلته لم تنته بعد”، وذلك بعد أقل من شهرين على إقالته من منصبه كوزير للدفاع.
واستعرض جالانت، في خطاب بثته القنوات الإسرائيلية على الهواء مباشرة، سنوات خدمته في المجالين العسكري والسياسي، وذكر دوره فيما قال إنه إضعاف القدرات العسكرية لـ”حماس” وجماعة “حزب الله” اللبنانية وإيران، معرباً عن تحمّله المسؤولية للفترة التي سبقت هجوم 7 أكتوبر 2023، والحرب الحالية ضد قطاع غزة.
وأكد جالانت، على أنه “لا يزال يؤمن بمسار وقيم حزبه”، لكنه انتقد بعض سياسات “الليكود” ومنها التعديلات القضائية التي اعتبرها بأنها “خطر واضح وفوري”.
وشهدت العلاقات بين نتنياهو وجالانت خلافات وتصادمات عدة منذ تولي الحكومة الحالية مهامها أواخر عام 2022. وأقال رئيس الوزراء، في مارس 2023، جالانت بعدما طالب بوقف خطة حكومية مثيرة للجدل الشديد لتقليص صلاحيات المحكمة العليا. وأثارت إقالته احتجاجات جماهيرية مما دفع نتنياهو للتراجع قبل أن يعود ويقيله في نوفمبر 2024.
وشدد الوزير السابق، خلال كلمته، على ضرورة “تجنيد جميع الإسرائيليين بشكل كامل ومتساوٍ”، معتبراً أن تجنيد اليهود المتشددين (الحريديم) “ضرورة عسكرية”. وربط بين إقالته من منصب وزير الدفاع بموقفه من تلك القضية، موضحاً أن خليفته في المنصب يسرائيل كاتس ونتنياهو يعملان على إعفاء “الحريديم” من الخدمة العسكرية، وهو أمر قال إنه “لا يمكن أن يكون شريكاً فيه”.
وتابع: “كما هو الحال في ساحة المعركة، كذلك في الخدمة العامة، هناك لحظات يتعين عليك فيها التوقف لتقييم الوضع، واختيار مسار العمل”، مشيراً إلى أن “رحلته لم تنته بعد”.
خطوة استباقية
ومن المتوقع أن تسهل خطوة جالانت عمل نتنياهو لحشد أصوات الأغلبية في البرلمان ودعم بعض مشاريع القوانين الحاسمة، إلا أن صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” نقلت عن وسائل إعلام محلية القول إن جالانت ربما استقال من “الكنيست” استباقاً لإعلان حزبه “الليكود” اعتباره منشقاً، وطرده، مما كان سيمنعه من الترشح ضمن قائمته في المستقبل.
وبحسب موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت”، بدأ منسق الائتلاف الحكومي أوفير كاتس إعداد ملف لطرد جالانت.
وقال عضو الكنيست عن حزب “الليكود” أفيخاي بوعرون، على منصة “إكس”، إن “جالانت كان يعلم أنه إذا لم يستقل الأربعاء، فإن كتلة (الليكود) كانت ستعلن اعتباره متقاعداً”.
وأضاف: “منذ إقالته، أرسل جالانت من خلال سلوكه رسالة واضحة: أنا لست ملتزماً بـ(الليكود) ولا بالائتلاف، حتى لو تطلب الأمر إخراج رئيس الوزراء من سرير المرض”، مشيراً إلى أن “جالانت يجب أن يغادر (الكنيست) و(الليكود) معاً”.
وادّعى بوعرون، أنه حظي “بدعم واسع” لمساعيه لطرد جالانت في ضوء قرار الأخير التغيب عن جلسة الهيئة العامة للبرلمان، مساء الثلاثاء، وهي الجلسة التي اضطر فيها نتنياهو إلى مغادرة سرير المرض، بعد أيام فقط من خضوعه لعملية جراحية، للمشاركة في تصويت حاسم على قانون جرى تمريره بأغلبية صوت واحد.
وكان جالانت غائباً عن “الكنيست”، مساء الثلاثاء، خلال تصويت على ميزانية 2025، والذي حضره نتنياهو رغم خروجه حديثاً من المستشفى بعد خضوعه لعملية جراحية.
وأقال نتنياهو في نوفمبر الماضي جالانت من الحكومة، وذلك بعد خلافات بينهما على مدى أشهر تتعلق بطريقة إدارة الحرب في قطاع غزة، لكنه احتفظ بمقعده كعضو منتخب في “الكنيست”.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مؤخراً مذكرات اعتقال بحق جالانت ونتنياهو، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في صراع غزة، لكن تل أبيب ترفض قرار المحكمة.