اعتبر رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو، الأربعاء، أن الاتحاد الأوروبي، وليس روسيا، من سيعاني كثيراً بعد توقف إمدادات الغاز الروسي إلى الدول الأوروبية عبر أوكرانيا.
ورفضت كييف تمديد اتفاقية العبور مع شركة الطاقة الروسية العملاقة “جازبروم”، والتي تسمح لموسكو بنقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا الوسطى عبر خطوط أنابيب تمر عبر الأراضي الأوكرانية، متجاهلة مناشدات دول مثل سلوفاكيا والمجر، التي تعتمد على الطاقة الروسية الرخيصة، وفق موقع “بوليتيكو”.
وانتهى الاتفاق في الأول من يناير، مما يمثل نهاية للعقد الذي كان قائماً منذ عقود.
وقال رئيس الوزراء السلوفاكي فيكو في خطاب بمناسبة العام الجديد، إن “وقف نقل الغاز عبر أوكرانيا سيكون له تأثير كبير علينا جميعاً في الاتحاد الأوروبي، ولكن ليس على الاتحاد الروسي”.
وتربط فيكو علاقة ودية بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي التقى به بموسكو في زيارة مفاجئة خلال عطلة عيد الميلاد، لمناقشة إمدادات الغاز. وسبق أن صرح في السابق أن نهاية الاتفاق من شأنه رفع التكاليف للاتحاد الأوروبي وضرب القدرة التنافسية للكتلة، فضلاً عن زيادة أسعار الطاقة في سلوفاكيا.
وهدد فيكو أيضاً باتخاذ “إجراءات” ضد أوكرانيا إذا لم تمدد الاتفاق، بما في ذلك وقف صادرات الكهرباء في ظل مواجهتها شتاءً قارساً.
وتجاهلت أوكرانيا التحذير وعرضت إنتاجها المحلي من الغاز كبديل لجيرانها. وقالت بولندا إنها مستعدة لتصدير المزيد من الكهرباء إلى أوكرانيا إذا نفذ فيكو تهديده.
“انتصار لكييف”
وأشاد وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي، الأربعاء، بنهاية صفقة الغاز الروسية باعتبارها “انتصاراً” لكييف.
وقال سيكورسكي على منصة “إكس”، إن “بوتين أنفق مليارات الدولارات لبناء خط أنابيب نورد ستريم للالتفاف على أوكرانيا وابتزاز أوروبا الشرقية بالتهديد بقطع إمدادات الغاز، واليوم قطعت أوكرانيا قدرته على تصدير الغاز مباشرة إلى الاتحاد الأوروبي”.
وكانت روسيا قد قطعت بالفعل إمدادات الطاقة عن دول في الاتحاد الأوروبي، مثل ألمانيا وبولندا، في أعقاب غزو أوكرانيا في فبراير 2022.
ومع ذلك، استمر عدد من الدول الأعضاء، بما في ذلك سلوفاكيا والمجر والنمسا، في شراء الغاز الروسي، على الرغم من التزام الكتلة بإنهاء الاعتماد على موسكو بحلول عام 2027.
وأنهت روسيا، الأربعاء، أيضاً تسليم الغاز إلى منطقة ترانسنيستريا المنفصلة عن مولدوفا، ما تسبب بنقص في الطاقة في عز الشتاء، مهدداً بأزمة إنسانية.
ومنذ تولي منصبه في عام 2023، برز زعيم سلوفاكيا كواحد من أقوى حلفاء الكرملين في الاتحاد الأوروبي، حيث تعهد بمنع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”.