قالت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، إن معاناة لبنان لا تزال مستمرة في ظل “الاحتياجات الصحية المذهلة غير الملباة”، محذرة من أن النظام الصحي في البلاد “يقف أمام طريق صعب للغاية، وينتظره مستقبل مجهول”.
وأضافت المنظمة، في بيان، أن “النظام الصحي في لبنان المجاور لسوريا وإسرائيل يعاني بالفعل من آثار الأزمة الاقتصادية، والجمود السياسي، وأزمة اللاجئين، وازدادت معاناته باندلاع الحرب”.
وأشارت المنظمة إلى أن شبكات المياه والصرف الصحي تعرّضت لأضرار شديدة وهو ما أدى إلى تفاقم خطر تفشي الأمراض.
وأوضحت أنه “مع تدمير ما يقرب من 7% من المباني في المحافظتين الجنوبيتين الأكثر تضرراً، لا يزال الآلاف في وضع نزوح ولن يتمكنوا من العودة إلى ديارهم في وقت قريب.
وحذّرت من أن الأشخاص الذين عادوا إلى ديارهم يواجهون “مخاطر المتفجرات الباقية من آثار الحرب، فضلاً عن مخاطر متزايدة للإصابة بالمشكلات الصحية بوجه عام”.
“استراحة مؤقتة”
وأوضحت المنظمة الأممية، أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة “حزب الله” اللبنانية، وفر “استراحة مؤقتة” لملايين المدنيين المحاصرين في النزاع في لبنان، لكن “لا تزال معاناة لبنان مستمرة في ظل الاحتياجات الصحية المذهلة التي لا يجري تلبيتها”.
وأشارت إلى أنه لا تزال مرافق صحية عديدة مغلقة ومعظم المستشفيات تعمل بأقل من طاقتها بسبب القيود المالية ونقص الموظفين، وهي مشكلة قائمة منذ فترة طويلة في لبنان.
وأكدت المنظمة أن الأحداث الجارية في سوريا “تؤثر بالضرورة على لبنان وعلى عمليات منظمة الصحة العالمية”.
وقال ممثل المنظمة في لبنان، عبد الناصر أبو بكر، إن “الطريق إلى التعافي سيكون طويلاً ومليئاً بالعقبات، وهدفنا هو مساعدة النظام الصحي على التعافي وأن يكون مستعداً للأزمات وقادراً على الصمود أمامها”، مؤكداً أن الحاجة إلى الدعم التقني والمالي “أشد من أي وقت مضى”.
وأضاف: “النظام الصحي المنهك بالفعل تمكن من الصمود بشجاعة أمام العاصفة الأخيرة، ولكنه ازداد ضعفاً، وتتطلب التحديات المعقدة، التي نواجهها دعماً متخصصاً ومستداماً”.
البنية التحتية في “حالة يرثى لها”
ووفقاً للبنك الدولي، تقلص الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي التراكمي في لبنان بنسبة 38% منذ عام 2019، وكانت الحرب هي الحلقة الأحدث في سلسلة الأزمات.
وحتى اليوم، عاد أكثر من مليون شخص ممن نزحوا بسبب الأعمال العدائية إلى جنوب لبنان، حيث تعد البنية التحتية المادية والصحية في حالة يرثى لها. ولا تزال مرافق صحية عديدة مغلقة ومعظم المستشفيات تعمل بأقل من طاقتها بسبب القيود المالية ونقص الموظفين، وهي مشكلة قائمة منذ فترة طويلة في لبنان.
وسقط أو جُرح أكثر من 530 عاملاً صحياً ومريضاً في الهجمات على مرافق الرعاية الصحية، ونزح آلاف العاملين الصحيين أو هاجروا تاركين المستشفيات والمراكز الصحية تكافح من أجل تلبية الاحتياجات الصحية للسكان. وللحفاظ على تشغيل المستشفيات، ثمة حاجة ماسة إلى توفر العاملين الصحيين.
ومنذ 8 أكتوبر 2023، سقط أكثر من 4 آلاف شخص وأصيب 17 ألف بجروح في لبنان وحده. ومنذ تنفيذ وقف إطلاق النار وتيسير الدخول إلى المناطق المتأثرة بالنزاع، تعد حصيلة الضحايا آخذة في الارتفاع مع اكتشاف المزيد من الجثث في 16 ألف مبنى تعرض للتدمير الكلي أو الجزئي، وخلف هذا التدمير ما يقدر بنحو 8 ملايين طن من الركام.
ومضت 3 أسابيع منذ بدء تنفيذ وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الذي مدته 8 أسابيع، وخلال هذه المدة تعمل المنظمة ووزارة الصحة العامة على تجديد الإمدادات الطبية واستعادة الخدمات الصحية في جميع أنحاء البلاد.