دعت حكومة تصريف الأعمال في سوريا، مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ إجراءات، لإجبار إسرائيل على الوقف الفوري لهجماتها على الأراضي السورية، والانسحاب من المناطق التي توغلت فيها في الشمال، على نحو يشكل انتهاكاً لاتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، حسب ما ذكرت وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية.
وقال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك، في رسائل متطابقة إلى المجلس، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، حصلت عليها “أسوشيتد برس” الجمعة، إنه كان يتصرف “بناءً على تعليمات من حكومته” في تقديم المطالب، ويبدو أن هذه هي الرسالة الأولى للأمم المتحدة من الحكومة السورية الجديدة.
وأشارت الوكالة الأميركية إلى أن الرسائل مؤرخة في 9 ديسمبر، بعد يوم واحد من إطاحة فصائل المعارضة المسلحة السورية بالرئيس السوري السابق بشار الأسد، وإنهاء حكم عائلته الذي دام أكثر من 50 عاماً في سوريا.
وكتب السفير الضحاك: “في الوقت الذي تشهد فيه الجمهورية العربية السورية مرحلة جديدة في تاريخها، والتي يتطلع فيها شعبها إلى إقامة دولة حرية ومساواة وسيادة قانون، وتحقيق آماله في الرخاء والاستقرار، توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي في مناطق إضافية من الأراضي السورية في جبل الشيخ ومحافظة القنيطرة”.
ولا تزال إسرائيل تسيطر على مرتفعات الجولان المحتلة، التي استولت عليها من سوريا خلال حرب عام 1967. وأنشأ اتفاق فض الاشتباك، الذي أنهى حرب عام 1973 بين إسرائيل وسوريا منطقة عازلة منزوعة السلاح بين البلدين، تراقبها قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة، تُعرف باسم “قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك” (UNDOF).
وفي رسالة إلى مجلس الأمن، نشرت، الجمعة، وكُتبت أيضاً في 9 ديسمبر، قال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون، إن إسرائيل اتخذت “تدابير محدودة ومؤقتة”، ونشرت قوات بشكل مؤقت في المنطقة الفاصلة، “لمنع الجماعات المسلحة من تهديد الأراضي الإسرائيلية”.
توغل إسرائيلي
وتنقل إسرائيل منذ الانهيار المفاجئ لحكومة الأسد في مطلع الأسبوع قوات إلى المنطقة العازلة على الجانب السوري من الخط الفاصل مع هضبة الجولان المحتلة، كما تنفذ مئات الغارات الجوية لتدمير أسلحة الجيش السوري وعتاده.
وبعد ساعات من الإطاحة بالنظام السوري، ضربت طائرات مقاتلة وسفن حربية إسرائيلية أهدافاً عسكرية، بما في ذلك مقاتلات وطائرات هليكوبتر وسفن عسكرية ومخازن صواريخ ومواقع تصنيع أسلحة، لتجنب وقوعها في أيدي فصائل المعارضة المسلحة التي أطاحت بالأسد.
ونددت دول عدّة، بالخطوة التي اتخذتها إسرائيل لدخول المنطقة العازلة، فيما تقول إسرائيل إن توغلها في المنطقة العازلة واستيلاءها على مناطق استراتيجية في جبل الشيخ المطل على دمشق إجراء مؤقت ومحدود لضمان أمنها.
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن انهيار حكومة الأسد يعني عدم وجود سلطة لتطبيق اتفاقية فض الاشتباك، التي أدت إلى إنشاء المنطقة العازلة بعد حرب عام 1973، وإن إسرائيل ستبقى هناك فقط حتى يتم التوصل إلى ترتيب مناسب.