مع سقوط بشار الأسد في سوريا، نهاية الأسبوع الماضي، واقتراب الرئيس المنتخب دونالد ترمب من تولي منصبه رسمياً في يناير المقبل، بدأ مشرعون أميركيون وقادة المعارضة الإيرانية في التعبير عن أملهم في أن تطيح إيران بقيادتها بنفس الطريقة وبدعم من الولايات المتحدة، حسبما نقلت شبكة “فوكس نيوز” الأميركية.
والأربعاء الماضي، نظم مجلس الشيوخ الأميركي، غداء عمل حضره عدد من المشرعين البارزين والدبلوماسيين والقادة العسكريين لمناقشة سبل جعل إيران “جمهورية حرة وغير نووية”.
وتحدثت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين، عن دعم جهود الإطاحة بالمرشد الإيراني علي خامنئي، من خلال العودة إلى مقاربة “الضغط الأقصى” التي نهجها الرئيس المنتخب دونالد ترمب في ولايته الأولى عبر فرض عقوبات اقتصادية، إلى جانب دعم حركات المعارضة الإيرانية.
وعرضت الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، مريم رجوي، خطة المعارضة الإيرانية الشاملة المكونة من 10 نقاط لتغيير النظام وتحقيق الإصلاح الديمقراطي.
سياسة الضغط الأقصى
وألقى السيناتور الجمهوري البارز تيد كروز، خطاباً قوياً، أكد فيه “حتمية انهيار النظام الإيراني”، والحاجة الملحة لإعادة فرض سياسة “الضغط الأقصى”. ووصف خامنئي بأنه “مجنون ثيوقراطي قاتل ومرتكب إبادة جماعية”، مضيفاً أن “المتنمرين والطغاة لا يحترمون الضعف، لكنهم يحترمون القوة فقط”.
وفي لمحة عن المقاربة التي ستتبعها الإدارة المقبلة، قال كروز: “في 20 يناير، سنعود إلى سياسة (الضغط الأقصى)”، متعهداً بفرض عقوبات صارمة، وإغلاق المنشآت النووية الإيرانية، بما في ذلك منشأة “فوردو”، والقضاء على مبيعات النفط الإيراني.
كما تحدَّث كروز خلال خطابه عن جهوده خلال إدارة ترمب الأولى، مسلطاً الضوء على قرار إنهاء إعفاءات النفط الإيرانية، الذي أدى إلى خفض صادراتها من مليون برميل يومياً إلى 300 ألف برميل، دون أن يتسبب ذلك في ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية.
وانتقد السيناتور الجمهوري في المقابل تراجع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عن هذا القرار، مما سمح لمبيعات النفط الإيرانية بالارتفاع إلى مليونَي برميل يومياً على حد قوله، وهو ما وفَّر لها عائدات بقيمة 100 مليار دولار خصصت لـ”تمويل الإرهاب”.
وسلط السيناتور كروز، الضوء على ما وصفه بـ”نقاط ضعف” وكلاء طهران الإقليميين، قائلاً: “لقد انهار وكلاء إيران تماماً، من (حماس) إلى (حزب الله) إلى بشار الأسد في سوريا”. وأكد دعوته لتغيير النظام، وقال: “سيسقط آية الله، وسيسقط الملالي، وسنرى انتخابات حرة وديمقراطية في إيران”.
وفي الختام، أعرب السيناتور كروز عن أمله في تحقيق ذلك، قائلاً: “الحرية قادمة، ويمكن أن تأتي بسرعة يمكن أن تدهش الجميع تقريباً. التغيير قادم، وهو قادم قريباً جداً”.
“لحظة مثالية”
ويعتقد المتتبعون للشأن الإيراني، أن سقوط الأسد، الذي كان مدعوماً بقوة من إيران و”حزب الله”، هو اللحظة المثالية للقيام بذلك.
وقال الجنرال جيمس جونز، مستشار الأمن القومي السابق للبيت الأبيض والقائد الأعلى لقوات الحلفاء في أوروبا: “التحول التكتوني في الحكومة السورية… يجب أن يعني لشعب إيران أن التغيير ممكن في الواقع في الشرق الأوسط”.
وسلط الجنرال جونز، الضوء على المخاطر العالمية، مشيراً إلى أنه “لا ينبغي السماح للأنظمة الاستبدادية أن تنجح”. وأضاف: “عواقب الفشل في الوقوف في وجه هذا التحالف الجديد.. خطيرة. يجب أن ننتصر”.
وفي معرض حديثه عن الدور المزعزع للاستقرار الذي يلعبه النظام الإيراني في الشرق الأوسط، وصف جونز، النظام الإيراني بـ”رأس الأفعى”.
وعبَّر جونز، الذي عمل مساعداً خاصاً لوزير الخارجية الأميركي في فترة سقوط شاه إيران، عن رفضه ما وصفه بـ”سياسة الاسترضاء”، قائلاً: “الاسترضاء لا يجدي نفعاً. نقطة. النظام الإيراني لا يجيد التعامل مع الفروق الدقيقة”.
كما دعا إلى تجديد السياسة الأميركية التي تجمع بين العقوبات والدعم النشط للمعارضة الإيرانية. وقال في هذا الصدد: “الشراكات بين القطاعين العام والخاص ستكون بالغة الأهمية”، مؤكداً على الحاجة إلى التخطيط الشامل لفترة ما بعد النظام.
كما أشاد جونز بخطة مريم رجوي، المكونة من 10 نقاط، واقترح أن تكون جزءاً من دستور مستقبلي لإيران.
خطة من 10 نقاط
وتقوم خطة الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، مريم رجوي، على إعادة بناء حكومة إيرانية قائمة على الفصل بين الدين والدولة، والمساواة بين الجنسين، وإلغاء عقوبة الإعدام، ونزع السلاح النووي.
وقالت رجوي في كلمة لها خلال اللقاء: “هدفنا ليس الاستيلاء على السلطة، بل إعادتها إلى أصحابها الشرعيين، الشعب الإيراني وأصواتهم”.
وأشارت إلى “ضعف موقف النظام الديني”، مشيرة إلى الهزائم الاستراتيجية في سوريا والنكسات التي تعرَّض لها “حزب الله” في لبنان.
وقالت: “لقد شهد العالم كيف ذابت قوات الأسد المسلحة بشكل كبير وعشرات الآلاف من وكلاء قوة القدس مثل الثلج تحت شمس الصيف”، وقارنت ذلك بالانهيار المحتمل للحرس الثوري في مواجهة الانتفاضات الوطنية في إيران.
وشرحت تفاصيل خارطة الطريق للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لتغيير النظام، والتي تتضمن حكومة مؤقتة للإشراف على انتخابات حرة للجمعية التأسيسية في غضون ستة أشهر من سقوط النظام.
وأكدت أن “وجود بديل كفء لا يترك مجالاً للفوضى”، مضيفة أن برنامج المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية يؤيد المساواة والحرية الدينية وحقوق المرأة والتخلي عن الطموحات النووية.