رحبت أطراف سورية، الأحد، بنتائج اجتماع لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا في الأردن، معتبرة أنها تشكل “خارطة طريق”، تعبر عن تطلعات الشعب السوري، فيما يخص دعم العملية الانتقالية، بعد الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد.
وأكد دبلوماسيون غربيون وعرب في ختام اجتماعاتهم بمدينة العقبة بالأردن، السبت، على ضرورة تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة يتوافق عليها السوريون، في الوقت الذي تتسابق قوى إقليمية وغربية على بسط نفوذها على أي حكومة مقبلة في سوريا.
وقال رئيس هيئة التفاوض السورية بدر جاموس، إن “خارطة الطريق”، التي أقرتها اجتماعات العقبة، هي “مشروع حقيقي متوازن لإنقاذ سوريا وضمان وحدتها”.
وأضاف رئيس الهيئة التي تأسست في 2015 بهدف توحيد مواقف المعارضة: “ندعم مبادرة لجنة التواصل العربية، ونرى أنها خارطة طريق وبرنامج عمل للسوريين للوصول إلى بر الأمان بأفضل الصيغ التي تتناسب مع تضحيات السوريين الهائلة”.
فيما قال “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، إن البيان الختامي لاجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية، يعبر عن “الدعم الصادق والهام لتطلعات الشعب السوري، فيما يخص دعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية-سورية جامعة”.
وأكد الائتلاف الوطني على أهمية ما جاء في البيان بخصوص المرحلة الانتقالية، مضيفاً: “هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية، لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات”.
وقال رئيس الائتلاف هادي البحرة، إن ما صدر عن اجتماع العقبة، “يؤيد محددات تشكيل الحكومة الانتقالية، أي أن تكون شمولية (أي تشمل كل المكونات السياسية والاجتماعية للشعب السوري، لا تقصي أحداً، بما فيهم الثوار، والفصائل العسكرية الحالية، والأحزاب والتيارات السورية)، ولا تشمل النظام البائد، وتنتج عن مشاورات واسعة بين تلك المكونات وأطياف الشعب السوري”.
وأضاف البحرة: “كما أنها تضمن جدول زمني للانتقال السياسي المحدد في قرارات الأمم المتحدة بـ18 شهراً، يجري خلالها انتخاب أو الاتفاق على تشكيل جمعية تأسيسية بآليات متوافق عليها وتحقق المعايير (الشمولية، والمصداقية، ولا تقام على أسس طائفية)”.
بدوره، رحب القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” مظلوم عبدي، بالبيان الختامي لقمة العقبة، فيما أشاد “بالدور العربي الفعّال في إخراج سوريا إلى بر الأمان”.
وشدد عبدي عبر حسابه على منصة “إكس”، على ضرورة وقف العمليات العسكرية في سوريا “كخطوة أساسية لتمهيد الطريق نحو حوار بنّاء يؤدي إلى بناء سوريا جديدة”.
وأكد قائد قوات سوريا الديمقراطية، أن استقرار سوريا “يبدأ بإشراك جميع الأطراف وضمان وحدة أراضيها، مما يمهد الطريق نحو سلام مستدام”.
اجتماعات العقبة
واستضاف الأردن، اجتماع لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا، السبت في العقبة، ولم يوجه الدعوة إلى روسيا وإيران اللتين كانتا تدعمان الأسد.
واجتمع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ومبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا جير بيدرسون، ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس، ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ووزراء خارجية الأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر والإمارات والبحرين وقطر، ولم يشارك في الاجتماع أي ممثل لسوريا.
واجتمع وزراء الخارجية العرب في وقت سابق على نحو منفصل، وأصدروا بياناً دعوا فيه إلى انتقال سياسي سلمي وشامل يؤدي إلى إجراء انتخابات ودستور جديد لسوريا.
وأكد المجتمعون بحسب بيان صادر عن اجتماع لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا “الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته في ضوء أنه يشكل خطرا على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم”.
وسيطرت فصائل المعارضة السورية المسلحة على العاصمة دمشق، الأسبوع الماضي، إثر تقدم خاطف دفع الأسد للفرار إلى روسيا بعد حرب استمرت 13 عاماً، وإنهاء أكثر من 5 عقود من حكم عائلته.
وأعربت عدة دول فضلاً عن الأمم المتحدة وقادة مجموعة الدول السبع الكبرى عن استعدادهم لدعم عملية انتقالية في إطار يؤدي إلى حكم “موثوق وشامل وغير طائفي” في سوريا.