ربطت دراسة حديثة بين وجود تأثير ملموس لحظر استخدام الطلاب للهواتف الذكية خلال اليوم الدراسي في المدارس، وبين جودة النوم لدى هؤلاء وحالاتهم المزاجية.
وبحسب الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة “يورك” البريطانية، فإن الاختبار، الذي تضمَّن مجموعة من الطلاب تتراوح أعمارهم بين 12 و13 عاماً، أُجري على مدار 21 يوماً على مستوى مدرسة ستانواي بمدينة كولشيستر في بريطانيا.
وأشار الفريق البحثي إلى أن متوسط وقت دخول الطلاب في النوم العميق ارتفع بنحو 20 دقيقة أسرع من المعتاد، وذلك على مستوى الطلاب الذين لا يستخدمون هواتفهم خلال اليوم الدراسي.
وإلى جانب ذلك، فإن الطلاب المبحوثين قد حصلوا على ساعة إضافية من النوم خلال الليل طوال فترة الدراسة.
وخلال فترة الدراسة، أصبح الطلاب يخلدون إلى النوم مبكراً بمعدل 50 دقيقة، حيث كان موعد النوم 11:02 مساء قبل تطبيق الدراسة، في حين أصبح الموعد خلالها 10:12 مساء، وذلك في الأسبوع الأول.
واعتمد الباحثون على الإبلاغ الذاتي من جانب المبحوثين، بالإضافة إلى الاعتماد على أجهزة مخصصة لتتبع توقيت وجودة النوم.
تحسُّن الحالة المزاجية
وأظهرت الدراسة أن تحسُّن النوم أدى إلى تحسُّن الحالة المزاجية لدى الطلاب المبحوثين، الذين أفادوا بانخفاض شعورهم بالاكتئاب بمعدل 17%، مع تراجع في الإحساس بالقلق بمعدل 18%، إلى جانب شعور أقل بالإحباط.
كما أظهر الطلاب الذين تحسَّن نومهم، تغييرات في معدل ضربات القلب، تشير إلى تحسُّن في حالاتهم الصحية العامة.
وقالت أستاذة علم النفس في جامعة “يورك” ليزا هندرسون: “تضمن هذا التجربة فترة انقطاع أطول بكثير مقارنة بالدراسات السابقة، ما أتاح لنا الفرصة لرؤية تأثير حظر الهواتف الذكية في المدارس على النوم، والحالة النفسية، والقدرات المعرفية، وكذلك الانتباه”.
وأضافت هندرسون: “أظهرت النتائج أن حظر الهواتف الذكية للأطفال تحت سن 14 عاماً قد يكون له تأثير إيجابي على النوم. ومع تحسين النوم، لاحظنا تحسُّن في المزاج العام”.
ومن المثير للاهتمام أن البحث لم يُظهر تحسُّناً ملحوظاً في القدرات المعرفية، حيث أظهرت المجموعة التي طبَّقت حظر استخدام الهواتف زيادة محدودة بنسبة 3% في الذاكرة العاملة، فيما لم تطرأ أي تحسينات على الانتباه المستمر.
ويرى الباحثون أن هذه النتائج قد تعني أن التغيرات في القدرات المعرفية قد تستغرق وقتاً أطول من فترة الدراسة التي استمرت 21 يوماً لتظهر بشكل ملحوظ.