دعا مسؤولون في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الثلاثاء، إلى زيادة المساعدات لأوكرانيا لمواجهة زيادة الإنفاق العسكري الروسي الذي بلغ 40% من ميزانيتها، مشيرين إلى أن “الدفاع عن كييف يشكل مفتاح الدفاع عن أوروبا”، وذلك خلال اجتماعات وزراء خارجية الحلف المنعقدة في بروكسل.
وأضاف أحد المسؤولين أن “روسيا ضاعفت الإنفاق العسكري ثلاث مرات، مع تعزيز عمليات التصنيع لمواكبة الحرب الطويلة”، داعياً إلى “تقديم دعم عسكري واقتصادي أكبر لأوكرانيا من أجل وقف ما أسماه الزخم الذي بدأ يسير لصالح موسكو في هذه الحرب”.
وحذّر أحد كبار المسؤولين في الحلف من أن روسيا تتقدم في الأراضي الأوكرانية بعدد أقل من الخسائر، مضيفاً أن “روسيا كانت تخسر 1000 جندي لكي تتقدم مسافة قدرها 10 أمتار في أوكرانيا، أما اليوم فإنها تخسر 10 جنود في مسافة قدرها 10 كيلومترات”.
واعتبر متحدثون رفضوا كشف هويتهم، أن “الدفاع عن أوكرانيا يشكل مفتاح الدفاع عن أوروبا والديمقراطية وحقوق الإنسان والاستقرار الدولي”.
وخصص كبار المسؤولين في الحلف العدد الأكبر من لقاءاتهم للحديث عن التهديدات التي تتعرض لها أوكرانيا، ومن خلفها دول أوروبا على أيدي روسيا التي وصفوا أعمالها بالوحشية.
“ضرورة استمرار هذا الدعم”
وأشار أحد المسؤولين إلى أن “الولايات المتحدة تقدم نصف حجم العسكري لأوكرانيا، وباقي الدول الغربية تقدم النصف الآخر”، مشدداً على “ضرورة استمرار هذا الدعم إلى كييف”.
واستعرض مسؤول آخر حجم المساعدات المقدمة من دول حلف “الناتو” لأوكرانيا، مشيراً إلى أنه بلغ منذ بداية الحرب وحتى عام 2024 نحو 40 مليار يورو سنوياً.
وأعرب المسؤول عن “أمله أن يزيد هذا المبلغ في العام المقبل، نظراً لحاجة أوكرانيا الملحة في مواجهة الحملة العسكرية الروسية، مشيراً إلى أن الأخيرة زادت من إنتاجها العسكري لهذا الغرض، ولا تواجه مشكلة في تجنيد المحاربين بدلاً من الذين تفقدهم في الحرب.
في المقابل، زاد إنفاق دول حلف “الناتو” على الدفاع بنسبة 18% العام الحالي، مع التزام 23 دولة بإنفاق ما لا يقل عن 2% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع”.
وناقش الوزراء الأوضاع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما بحثوا أيضاً التوترات في البحر الأسود مؤكدين على زيادة الرقابة العسكرية هناك لتحسين الأمن الإقليمي.
استنزاف مخزونات “الناتو”
من جانب آخر، أشار المسؤولون إلى استنزاف مخزونات “الناتو” من الذخائر والأسلحة بسبب دعم أوكرانيا، ما قالوا بأنه يستدعي تسريع الإنتاج الدفاعي في الدول الأعضاء. وأكدوا أن أوكرانيا تواجه ظروفًا صعبة مع اقتراب فصل الشتاء، حيث تتعرض بنيتها التحتية الحيوية للهجمات الروسية.
وأعرب مسؤولون كبار في الحلف عن مخاوفهم من تصعيد الصراع مع روسيا، محذرين من احتمالية نشوب “حرب شاملة” في المستقبل. وقال الأدميرال روب باور، رئيس اللجنة العسكرية للناتو، بأن المدنيين يجب أن يكونوا مستعدين لاحتمالات تعبئة عامة تشمل جنود الاحتياط.
كما أكد على ضرورة تعزيز القدرات الصناعية لإنتاج الأسلحة والذخائر بسرعة، نظرا لأن المخزونات الحالية قد استنزفت بسبب الحرب في أوكرانيا.
وشدد المسؤولون على أهمية المناورات العسكرية الضخمة التي يخطط لها “الناتو”، والتي تهدف إلى تعزيز الجاهزية وإرسال رسالة واضحة لروسيا بشأن وحدة وقوة الحلف.