سجلت أعداد معتقلي غزة ارتفاعاً كبيراً في ظل الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع، إذ تجاوزت حصيلة عمليات الاعتقال في الشمال ألف حالة، حسبما أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، إذ أكدا تعرض الأسرى الفلسطينيين لـ”كافة أساليب التعذيب الجسدي والنفسي” إلى جانب “التجويع” والاعتداءات الجنسية.
وأشارت الهيئة والنادي، إلى غياب معطى واضح لدى المؤسسات المختصة بشأن إجمالي أعداد المعتقلين من غزة في السجون والمعسكرات الإسرائيلية، وذلك بسبب “استمرار الاحتلال تنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحق المئات من معتقلي غزة” حسب البيان.
وأضاف البيان، أن المعطيات المتوفرة، هي تلك التي أعلنت عنها إدارة السجون الإسرائيلية في بداية شهر نوفمبر الجاري، حيث كشفت وجود 1627 أسيراً من غزة ممن تصفهم إسرائيل بـ”المقاتلين غير الشرعيين”، وأوضحت الهيئة والنادي، أن هذه الأرقام لا تتضمن كافة المعتقلين في القطاع، وخصوصاً من هم في المعسكرات التابعة للجيش الإسرائيلي.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، إنه “في ضوء استمرار جهود المؤسسات في إجراء زيارات لمعتقلي غزة في معسكر عوفر (..) فإن الإفادات، تعكس الفظائع التي مارسها الاحتلال بحقّهم، وتضمنت كافة أساليب التّعذيب الجسديّ والنفسيّ، إلى جانب الجرائم الطبيّة، وجرائم التّجويع، والاعتداءات الجنسيّة”.
وذكرت الهيئة والنادي، أن إدارة المعسكر تستخدم بشكل ممنهج، فتحة الزنازين لمعاقبة المعتقلين، ويتم ذلك من خلال إجبار المعتقلين المقيدين بإخراج أيديهم حتى الإبط من فتحة الزنزانة، وقيام السّجانين باستخدام عدة أدوات بضرب أيدي المعتقلين بشكل مبرّح، وثنيها بشكل مؤذي ومؤلم جداً، موضحة أن هذا النوع من التّعذيب الجسديّ، تحول إلى أبرز أشكال التّعذيب اليومية، وذلك دون استثناء أي من المعتقلين سواء القاصرين، أو المرضى وكبار في السّن.
ونقلت المؤسستان عن شهادة أحد المعتقلين المبتورة أقدامهم (أ أ)، أنه ” تم إجبار المعتقلين المحتجزين معه في الزنزانة، على حمله لكي يصل إلى مستوى فتحة الزنزانة لإخراج يديه منها، حيث تم ضربه على يديه وثنيها، كعقاب له لأنه لم يتمكن من النزول عن البرش أثناء ما يسمى (بالعدد – الفحص الأمني)، رغم أن قديمه مبتورتان”.
وأضافت أن الأسرى أكدوا وجود جملة من الإجراءات القائمة في المعسكر، أبرزها: استمرار تكبيلهم منذ أكثر من عشرة شهور على مدار الوقت، كما وفقدوا قدرتهم على تقدير الزمن، كما أنهم محرومون من استخدام المحارم، والصابون، إذ يتم السماح لهم بالاستحمام كل عشرة أيام لفترة ثلاثة دقائق.
وأوضحت الهيئة ونادي الأسير، أن إدارة المعتقل تستخدم (العدد)، كأداة من أدوات التّعذيب والتّنكيل بالمعتقلين، مشيرة إلى أنه يُجرى أربع مرات كل يوم، ويتم خلاله إجبار المعتقلين على الاستلقاء على البطن حتى انتهاء “العدد” من كل الزنازين أي بعد نحو ساعتين، وكل من يخالف يتم عقابه عبر “فتحة الزنزانة”.
وذكر المعتقلون في إفاداتهم، ما يجري خلال عملية نقلهم إلى جلسات المحاكم، مشيرين إلى أنهم ينقلون منذ الساعة 7:00 صباحاً إلى (قفص حديدي)، ويجبرون على الجلوس بوضعية غير مريحة (على الركب أو البطن) حتى انتهاء إجراءات المحاكم.