المستشار الألماني يهاتف بوتين للمرة الأولى منذ عامين
15 نوفمبر 2024 – 19:47
تحدث المستشار الألماني أولاف شولتس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمدة ساعة عبر الهاتف، وهي أول محادثة بين الزعيمين منذ ما يقرب من عامين.
قال متحدث باسم الحكومة الألمانية، اليوم الجمعة، إن المستشار أولاف شولتس حث الرئيس بوتين على إنهاء الحرب في أوكرانيا وسحب القوات، مشددا على أن ألمانيا ستدعم أوكرانيا طالما اقتضى الأمر.
وأضاف المتحدث أن شولتس أبلغ بوتين أيضا بأن روسيا يجب أن ترتب لمفاوضات مع أوكرانيا بهدف تحقيق سلام عادل ودائم.
جاء ذلك في اتصال هاتفي استمر ساعة بعد ظهر اليوم، في أول حديث مباشر بين الزعيمين منذ ديسمبر/ كانون الأول 2022.
قال المتحدث الألماني إن شولتس تحدث إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هاتفيا قبل الاتصال ببوتين، وأنه سيعاود الاتصال بزيلينسكي بعد اتصاله بالرئيس الروسي.
ونقلت رويترز عن مصدر في مكتب الرئاسة الأوكرانية، قوله إن زيلينسكي حذر شولتس من التحدث هاتفيا إلى بوتين، اليوم الجمعة، قائلا إن ذلك من شأنه أن يقلل من عزلة رئيس روسيا ويبقي الحرب مستمرة.
وأضاف المصدر لرويترز: «قال الرئيس إن هذا لن يؤدي إلى مساعدة بوتين من خلال الحد من عزلته، وبوتين لا يريد سلاما حقيقيا، وإنما استراحة (من الحرب)».
وأعلن الكرملين في بيان، اليوم الجمعة، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشار الألماني أولاف شولتس أجريا محادثة «صريحة» بـ«مبادرة» من برلين بشأن النزاع في أوكرانيا.
وقال الكرملين: «جرى تبادل وجهات النظر بصورة مفصلة وصريحة بشأن الوضع في أوكرانيا».
وأضاف الكرملين أن «الاتفاقات المحتملة يجب أن تأخذ في الاعتبار المصالح الأمنية لاتحاد روسيا وتنطلق من الواقع الجديد على الأرض والأهم من ذلك معالجة الأسباب الجذرية للنزاع».
يشار إلى أن الرئيس بوتين لم يتحدث مع معظم القادة الغربيين منذ عام 2022، حين فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات هائلة على روسيا بعد غزو أوكرانيا.
ويرفض عدد من القادة الغربيين – جو بايدن، وإيمانويل ماكرون… – باستثناء رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، التحدث إلى الرئيس الروسي.
في مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني، أعرب فلاديمير بوتين عن أسفه لأن زعماء الغرب «توقفوا» عن الاتصال به، وقال في منتدى فالداي (روسيا) آنذاك: «إذا أراد أحدهم استئناف الاتصالات، فقد قلت ذلك دائما وأريد أن أكرره: ليس لدينا أي شيء ضد ذلك».
منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022، أصبحت ألمانيا أكبر مورد للأسلحة لكييف بعد الولايات المتحدة.
وتأتي هذه المحادثة في سياق بالغ الصعوبة بالنسبة لأوكرانيا، التي تستعد لخوض شتائها الثالث تحت النيران الروسية، مع تعرض قسم كبير من بنيتها التحتية للطاقة للضرر أو التدمير الكامل.
كما حذَّرت الأمم المتحدة من آثار كارثية قد تتسبب بها ضربات روسية جديدة على منشآت الطاقة الأوكرانية في ظل اقتراب الشتاء.
وشهدت أوكرانيا التي تعصف بها الحرب منذ ألف يوم تقريبا نزوح 3,7 مليون شخص داخل حدود البلد، في حين فرَّ 6,7 مليون إلى الخارج، وفق أرقام الأمم المتحدة التي تفيد بأن 40 في المئة من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية.