قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إن إدارته ستعطي الأولوية للوضع في الشرق الأوسط والصراع الروسي الأوكراني، فيما يواصل اختيار أعضاء إدارته، التي من المقرر أن تتولى السلطة رسمياً في 20 يناير، بينما التقى رئيس الأرجنتين خافيير ميلي، وهو أول زعيم أجنبي يلتقي به منذ فوزه في الانتخابات الأسبوع الماضي.
وأوضح ترمب، في أول خطاب علني له منذ فوزه بانتخابات عام 2024، أن إدارته “ستتعامل مع الوضع في أوكرانيا بشكل أفضل ونعمل الوصول إلى حل للأزمة”، فيما أشار إلى أن “فوزه بالانتخابات انعكس بشكل إيجابي على حركة الأسواق والمؤشرات الاقتصادية وهذا أمر في غاية الأهمية”.
ووصف ترمب، خلال كلمة في مارالاجو ببالم بيتش في ولاية فلوريدا، الانتخابات الرئاسية الأخيرة أنها “الانتخابات الأكثر أهمية منذ أكثر من 129 عاماً.. لم يكن أحد يعلم أننا سنفوز بها بالطريقة المذهلة التي فزنا بها”، متذكراً كيف خسر التصويت الشعبي في عام 2016، لكنه فاز حينها أيضاً، حسبما ذكرت سبكة ABC NEWS.
ومازح الرئيس المنتخب الحضور قائلاً: “كان يجب أن أتولى مهامي في 5 نوفمبر (تاريخ فوزه) لأنّ الأسواق (منذ ذلك الحين) ارتفعت إلى أعلى مستوياتها”.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس”، نقلاً عن مصدر رفض الكشف عن هويته، بسبب عدم الإعلان عن اللقاء بشكل رسمي، إن الاجتماع جرى “على نحو جيد”، مشيراً إلى أن الرئيس الأرجنتيني التقى أيضاً مع العديد من المستثمرين.
وهنَّأ رئيس الأرجنتين ترمب على “انتصاره الكبير” في الانتخابات، قائلاً: “اليوم، رياح الحرية تهب بقوة أكبر”، واصفاً الانتصار بأنه “دليل قاطع على أن قوى السماء إلى جانبنا”.
ترشيد عمل الحكومة
وأوضح ترمب أن لجنة الكفاءة الحكومية التي سيرأسها الملياردير إيلون ماسك ستصدر تقارير ضمن مهمتها الهادفة إلى ترشيد عمل الحكومة الأميركية.
وتحدث ترمب على العديد ممن اختارهم في إدارته الجديدة، حيث قال إنه “قضى مع ماسك وقتاً طويلاً منذ فوزه”، لافتاً إلى أن لديه “معدل ذكاء مرتفع للغاية. كما تعلم، أنا شخص يؤمن بمعدلات الذكاء العالية”.
وقال الرئيس المنتخب: “سيصدرون تقارير فردية وتقريراً مجمعاً في النهاية”، في أول تفاصيل جديدة عن مخرجات اللجنة منذ الإعلان عنها في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وأضاف ترمب: “سيوفر مايك و(فيفيك) راماسوامي الكثير من المال ويجعلون بلدنا أقوى وأفضل.. أن تضع الاثنين معاً، سيكون الأمر رائعاً حقاً. لذلك نتطلع إلى رؤية إيلون والعمل معه وستكون هذه تجربة رائعة”.
وكان ترمب أشار إلى أن اللجنة “ستقدم المشورة والتوجيه من خارج الحكومة” بشأن تقليص حجم الإدارة وتبسيط القواعد التنظيمية وخفض الإنفاق وإعادة هيكلة الوكالات الاتحادية.
وفي مسعى لتحقيق الشفافية، قال ماسك إن اللجنة ستنشر “إجراءاتها” من أجل النقاش العام.
كيندي للصحة وبورجم للداخلية
وقال ترمب خلال كلمته إن اختيار حاكم ولاية نورث داكوتا دوج بورجم، وهو مدير تنفيذي سابق لشركة برمجيات، لتولي وزارة الداخلية “سيكون رائعاً”، مضيفاً أنه
وسيشرف وزير الداخلية على السياسات التي تحكم استخدام 500 مليون فدان من الأراضي الاتحادية والقبلية، أي خمس مساحة البلاد.
ومن المتوقع أن يتولى بورجم مهمة زيادة إنتاج النفط والغاز والمعادن بالأراضي والمياه الاتحادية.
وترشح بورجم ضد ترمب للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري لسباق الرئاسة قبل أن ينسحب ويصبح من أنصار الرئيس الجمهوري، ويظهر في فعاليات جمع
التبرعات ويدافع عن ترامب على شاشات التلفزيون.
وأعلن ترمب قبل ساعات، اختيار روبرت إف كينيدي جونيور، ليكون وزيراً للصحة والخدمات الإنسانية. وعلق على ذلك بأن “بقيادة روبرت كينيدي ستؤدّي الوزارة دوراً كبيراً في المساعدة على ضمان حماية الجميع من المواد الكيمياوية الضارّة والمواد الملوثة والمبيدات الحشرية والمنتجات الدوائية والمواد المضافة للأغذية التي ساهمت في الأزمة الصحية الكبيرة في هذا البلد”.
بدوره، تعهد كينيدي، بالتخلص مما وصفه بـ”الفساد” في الوزارة. وشكر ترمب على ترشيحه لهذا المنصب، ووضّح خططه لتلبية “فرص للأجيال” من أجل إنهاء “وباء الأمراض المزمنة”.
وقال كينيدي: “أتطلع إلى العمل مع أكثر من 80 ألف موظف في وزارة الصحة والخدمات الإنسانية لتحرير الوكالات من استيلاء الشركات، حتى تتمكن من متابعة مهمتها لجعل الأميركيين مرة أخرى أكثر الناس صحة على وجه الأرض”.
وأضاف: “معاً سنعمل على تطهير الفساد، وإعادة وكالاتنا الصحية إلى تقاليدها الغنية بالعلم القياسي القائم على الأدلة”، وتابع: “سأوفر للأميركيين الشفافية والوصول إلى جميع البيانات، حتى يتمكنوا من اتخاذ خيارات مستنيرة لأنفسهم وأسرهم”.
وعمل روبرت كينيدي في السابق محامياً في مجال المناخ، وكان من المرشحين البارزين لمنصب رئيس وكالة حماية البيئة في عهد الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما.