أعلنت الشرطة الإيطالية، الاثنين، عن تفكيك شبكة تزوير أوروبية، متّهمة بإنتاج وتوزيع نسخ طبق الأصل، من أعمال 30 فناناً، من بينهم بابلو بيكاسو، وجوان ميرو، وسلفادور دالي، وآندي وارهول، وبانكسي.
وأعلن مكتب المدعي العام في بيزا، الاثنين، أن 38 فرداً من إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وبلجيكا، يخضعون للتحقيق، بتهمة التعامل مع سلع مسروقة، وتزوير أعمال فنية وبيعها بطرق غير قانونية.
أطلق على التحقيق اسم عملية “Cariatide” نسبة إلى سيارة (Modigliani caryatid) المزوّرة التي تم الاستيلاء عليها من المجموعة.
بدأت القضية في مارس 2023، عندما صادرت شرطة الفنون الإيطالية 200 عمل فني حديث من رجل أعمال من بيزا. وأدى التحقيق إلى مصادرة نحو 2100 عمل، تقدّر قيمتها بأكثر من 200 مليون يورو (213 مليون دولار).
ارتاب المحقّقون بداية عندما تمّ بيع الأعمال الفنية بأسعار منخفضة على مواقع المزادات عبر الإنترنت. وأدى ذلك إلى اكتشاف 6 ورش عمل للتزوير، ثلاث منها في إيطاليا، والأخرى في أماكن عدّة من أوروبا، تحتوي على أكثر من 1000 عمل مزيّف، و450 شهادة غير أصلية، و50 طابعاً مزوّراً.
أعمال بانكسي الأكثر تزويراً
وقالت تيريزا أنجيلا كاميليو، المدعي العام الرئيسي في بيزا، في إشارة إلى الأماكن التي كانت بمثابة حلقات نهائية رئيسة في سلسلة توريد المزوّرين: “أتاحت لنا “عملية كارياتيد”، تسليط الضوء على نظام عابر للحدود الوطنية للمزوّرين المرتبطين بدور المزادات، وحظر الأعمال التي كان من الممكن طرحها في الأسواق بأسعار قريبة من أسعار الأعمال الأصلية”.
أما الأعمال الأكثر تزويراً فهي للفنان المجهول الهوية بانكسي، كما أقامت العصابة معرضين لأعمال بانكسي المزيّفة، أحدهما في ميستري في فينيتو، والآخر في كورتونا في توسكانا.
واعتبر ستيفانو أنتونيلي، الخبير بأعمال بانكسي الذي كان حاضراً خلال المؤتمر الصحفي، “أن القبض على العصابة هو أعظم حماية لأعمال بانكسي”.
وأشار إلى أن “العديد من المنتجات المزيّفة كانت مختومة بختم “Dismaland”، في إشارة إلى المتنزه الترفيهي الذي أنشأه بانكسي في منتجع ساحلي إنجليزي عام 2015.
وقال: “تزعم بعض الأعمال المطلية بالرش من الورق المقوّى، أنها من التسعينيات، لكن تم تسعيرها أقلّ بكثير من قيمتها السوقية”.
أضاف: “في حالات أخرى، أصبح المزوّرون مبدعين، من خلال تصوير أعمال جديدة تماماً، مثل جدارية قاذف الزهور الشهير على لافتة طريق، ولطالما طارد التزوير بانكسي، ولدى الفنان فريق عمل رسمي للتوثيق، وهو مكتب مكافحة التزوير”.
ومن بين الفنانين الآخرين بيت موندريان، فرانسيس بيكون، فاسيلي كانديسكي، مارك شاغال، فنسنت فان جوخ، جاكسون بولوك، هنري مور، وبول كلي.
العديد من الأعمال التي تمّت مصادرتها في عملية “كارياتيد” معروضة الآن في قصر توسكانيلي في بيزا، وهو قصر على طراز عصر النهضة يضمّ أرشيف الدولة.