قال أحد كبار مسؤولي الأمن السيبراني في الولايات المتحدة، الأربعاء، إنه قبل أقل من أسبوع من يوم الانتخابات في الخامس من نوفمبر، “لم يتمكن الخصوم الأجانب” من المساس بالبنية التحتية لنظام الانتخابات في الولايات المتحدة.
وقالت جين إيسترلي، رئيسة وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الفيدرالية، لشبكة NBC NEWS، لا توجد مؤشرات على أن روسيا أو الصين أو إيران تمكنت من اختراق البنية التحتية للانتخابات الأميركية”.
وأضافت في مقابلة مع الشبكة: “في رأيي، لن يكون ذلك ممكناً. لا أعتقد أنه من الممكن أن يتلاعب فاعل خبيث ببنيتنا التحتية للتصويت بطريقة من شأنها أن يكون لها تأثير مادي على نتيجة الانتخابات الرئاسية، دون أن يتم اكتشافه”.
وذكرت إيسترلي ومسؤولون آخرون في مجال الأمن السيبراني في الولايات المتحدة، أن ثقتهم في مواجهة الهجمات السيبرانية ترجع جزئياً إلى عدم وجود نظام فردي أو مركزي يمكن اختراقه، بالإضافة إلى التنوع الكبير في الأجهزة والبرامج وأنظمة الاتصالات المستخدمة في الولايات القضائية على المستويين الإقليمي والمحلي، والتعزيز التكنولوجي المكثف في جميع الولايات الخمسين منذ انتخابات عام 2000.
وقالت إيسترلي إن “هذه الطبيعة المتنوعة واللامركزية للبنية التحتية للانتخابات لدينا هي في الواقع مصدر قوة كبيرة، لأنها تعني عدم وجود نقطة فشل تكنولوجية واحدة”.
وأضافت: “في حين أن محاولات الهجمات الإلكترونية أو الجهود الأخرى قد تؤدي إلى إبطاء العملية بطريقة ما، لا يمكن لشخص سيئ العبث بمعدات الانتخابات بطريقة من شأنها أن يكون لها تأثير مادي على نتيجة الانتخابات الرئاسية”.
واعتبرت إيسترلي، أن أعظم تهديد للانتخابات الأميركية هو “التدفق الهائل للمعلومات المضللة” التي تواجه الناخبين الأميركيين.
وقالت إيسترلي: “أعتقد أنه من غير المسؤول حقاً ومن المؤسف أن يقوم أي شخص هنا في أميركا، بغض النظر عن الحزب أو السياسة، بنشر معلومات غير دقيقة تقوض ثقة الأميركيين في نزاهة وأمن العملية الانتخابية”.
وأضافت: “إنه أمر يضر بديمقراطيتنا. إنه يقوم بالعمل بالنيابة عن خصومنا الأجانب”.
وتابعت: “بالمناسبة، إنه يخلق تهديدات جسدية حقيقية للغاية للعاملين في الانتخابات ومسؤولي الانتخابات وأسرهم”.
اختراق صيني
وتأتي هذه التطمينات في الوقت الذي تسعى فيه لجنة حكومية أميركية إلى بدء تحقيقات تتعلق باكتشاف ثغرات أمنية سمحت لقراصنة صينيين باختراق العديد من شبكات الاتصالات الأميركية، سعياً للتجسس على سياسيين بارزين، بمن فيهم المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترمب ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس.
وكان مسؤولون أميركيون، أكدوا أن “متسللين صينيين استهدفوا هواتف يستخدمها أفراد على صلة بحملة هاريس”، وذلك بعد اختراق نظام شركة “فيرايزون”، فيما ذكرت تقارير إعلامية، أن متسللين صينيين اخترقوا شبكة “فيرايزون” واستهدفوا هواتف يستخدمها ترمب ومرشحه لمنصب نائب الرئيس جي دي فانس.
وسيفحص التحقيق، الذي يجريه مجلس مراجعة السلامة السيبرانية، الثغرات التي سمحت للمتسللين، الذين يُعتقد أنهم يعملون لصالح وكالة استخبارات صينية، بتنظيم سلسلة من الاختراقات التي يخشى بعض مسؤولي إدارة الرئيس جو بايدن أن ترقى إلى “انقلاب تجسسي كبير ضد الولايات المتحدة”.
تعقب إيراني
وكانت شركة مايكروسوفت، قالت إن قراصنة إيرانيين، عكفوا على تعقب مواقع إلكترونية ووسائل إعلام أميركية مرتبطة بالانتخابات، مشيرة في تدوينة، إلى أن القراصنة الذين أطلقت عليهم اسم “عاصفة الرمال القطنية” Cotton Sandstorm والمرتبطين بالحرس الثوري الإيراني قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة “مرتبطة بالانتخابات” في عدد من الولايات المتأرجحة لم تذكر أسماءها، كما قاموا في مايو الماضي، بمسح موقع إخباري أميركي مجهول الهوية لرصد نقاط ضعفه.
وأشار باحثون إلى أن هذا النشاط يشير إلى “استعدادات لمزيد من عمليات التأثير المباشر”. وكتب الباحثون “ستزيد المجموعة التي ينتمي لها القراصنة من نشاطها مع اقتراب موعد الانتخابات نظراً لسرعة عمليات المجموعة وتاريخها في التدخل في الانتخابات”.