اعتبرت شركة “نوفو نورديسك” للأدوية (Novo Nordisk)، الأربعاء، أن عقارها من الجيل التالي لإنقاص الوزن “كاجري سيما” (CagriSema) أكثر فاعلية من عقار “ويجوفي” (Wegovy) الذي تنتجه أيضاً، مشيرة إلى أن الآثار الجانبية لم تكن مشكلة في أثناء التجارب.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة الدنماركية لارس فرويرجارد يورجنسن إنهم يدرسون زيادة الجرعة ومدة التجربة لإظهار إمكانات العقار بشكل أكبر، موضحاً أن التجارب السابقة أظهرت الحاجة إلى مرونة في الجرعات.
في المقابل، أكد المدير المالي للشركة أن البيانات أظهرت أن بعض المشاركين تمكنوا من تحقيق انخفاض كافٍ في الوزن عند تناول جرعات أقل.
وتتعرض شركة Novo Nordisk لضغوط من المستثمرين للحصول على مزيد من المعلومات بشأن عقارها الجديد، في ظل حالة عدم الوضوح بشأن نتائج التجارب التي أضرت بأسهمها في ديسمبر الماضي.
منافسة محتدمة
ترى شركة “نوفو نورديسك” أن عقار “كاجري سيما” قد يكون أقوى من حقنة “ويجوفي”، لكن المستثمرين قلقون بشأن ما إذا كان العقار سيكون جيداً بما يكفي لاستعادة الصدارة من منافستها الأميركية “إيلي ليلي” للأدوية (Eli lilly) التي أنتجت عقارَي أمراض السكري وخسارة الوزن الشهيرين “مونجارو” Mounjaro و”زي باوند” Zepbound، وذلك في ظل المنافسة المحتدمة التي تعرفها سوق عقاقير علاج السمنة.
وفي مقابلات مع وكالة “رويترز”، قال 5 أشخاص شاركوا في التجربة التي نُشرت نتائجها في ديسمبر الماضي، أو كانوا جزءاً من دراسة منفصلة إن الحقنة الأسبوعية ساعدتهم على التخلص من الوزن الزائد بسرعة، لكنهم واجهوا ما وصفوه بـ”الآثار الجانبية الكبيرة” والتي تشمل “الغثيان، والإمساك، والتعب”.
وفي قراءتها لشهر ديسمبر، قالت “نوفو نورديسك” إن الأعراض الجانبية الأكثر شيوعاً في التجربة كانت معوية، وإن الغالبية العظمى كانت خفيفة إلى معتدلة وتضاءلت بمرور الوقت، بما يتفق مع فئة أوسع من عقاقير مستقبلات GLP-1 من CagriSema.
وGLP-1 أو ناهضات الببتيد المشابه للجلوكاجون، هي فئة من أدوية السكري من النوع الثاني التي لا تقتصر فائدتها على تحسين التحكم في سكر الدم فقط بل قد تؤدي أيضاً إلى إنقاص الوزن.
وفي حين أن مقابلات “رويترز” مع الأشخاص الخمسة قدمت فقط رواية عن تجربتهم، إلا أنها ألقت بعض الضوء على “كاجري سيما” ويمكن أن تقدم إجابات عن الأسئلة التي أثارتها البيانات بشأن الآثار الجانبية المحتملة ونظام الجرعات.
وكانت البيانات الأضعف من المتوقع للتجربة بمثابة ضربة لطموحات “نوفو نورديسك” لإيجاد منافس أقوى لـ”زي باوند” من Eli lilly.
أعراض جانبية
قالت إحدى المشاركات في التجربة التي تم الإبلاغ عنها في ديسمبر، إنها فقدت الوعي أكثر من مرة خلال الأشهر الستة الأولى من تناولها “كاجري سيما”، وخلال التجربة التي استمرت 68 أسبوعاً، فقدت 29% من وزنها.
وأضافت: “أعتقد أنه من الطبيعي أن تشعر بالسوء عندما تفقد 30 إلى 40 كيلوجراماً في غضون ستة أشهر”. وبعد الوصول إلى الجرعة القصوى، توقفت عن فقدان الوزن بسرعة. مبينة: “لقد اعتدت على هذا (الدواء). شعرت بتحسن”.
وفي ديسمبر، ذكرت “نوفو نورديسك” أن الأشخاص الذين التزموا بخطة علاج “كاجري سيما” حققوا خسارة إجمالية للوزن بنسبة 22.7% بعد 68 أسبوعاً، مع خسارة 40.4% من المشاركين في التجربة 25% من وزنهم أو أكثر.
وكانت نتائج هذه التجربة أقل من توقعات الشركة بتسجيل خسارة في الوزن تبلغ 25%. وأدى خيبة الأمل في الأسواق إلى محو ما يصل إلى 125 مليار دولار من قيمة “نوفو نورديسك” آنذاك.
وتحدَّثت “نوفو نورديسك” أيضاً عن أن 57.3% فقط من المرضى وصلوا إلى أعلى جرعة من الدواء، لكنها لم تشرح السبب، وما إذا كان ذلك بسبب شكاوى المرضى من آثار جانبية، أم لأنهم فقدوا الوزن بجرعات أقل.
كما فوجئ بعض المستثمرين والمحللين بأن التجربة استخدمت “بروتوكولاً مرناً”، يسمح للمرضى بتغيير قوة الجرعة بدلاً من الالتزام بجدول زمني.
وقالوا إن هذا قد يكون عاملاً في انخفاض تناول أعلى جرعة، وقالت “نوفو نورديسك” إنها ستبدأ تجربة جديدة بحلول يونيو المقبل.
“تغيير الحياة”
أجْرت “رويترز” مقابلات مع شخصين شاركا في تجربة “كاجري سيما” التي تم الإعلان عنها في ديسمبر الماضي، والتي تُسمى REDEFINE-1، و3 أشخاص في تجربة المرحلة الثالثة الجارية، والتي تُسمى REDEFINE-4، والتي تختبر أداء “كاجري سيما” ضد المنافسين “زي باوند” و”مونجاور”.
ولم يعرف الأشخاص المشاركون في تجربة REDEFINE-1 أي عقار تناولوه إلا بعد انتهاء التجربة، فيما كان يعرف المشاركون في تجربة REDEFINE-4 نوع العقار الذي يتلقّونه.
وقالت ميشيل ريفيرا، التي تعيش في دالاس بولاية تكساس، إنها واجهت صعوبة في تناول الطعام بعد أن بدأت في تناول “كاجري سيما” في تجربة REDEFINE-4، لافتة إلى أنها فقدت نحو 22% من وزنها، ثم عادت شهيتها ببطء بعد نحو 6 أشهر من تناول الدواء، لكنها لا تزال تأكل كميات أقل بكثير، وتعطي الأولوية للبروتين والماء والألياف لمحاربة الإمساك.
واستخدمت ريفيرا “كاجري سيما” لمدة عام وتبقَّت لها 6 أشهر في التجربة.
وقالت لي، وهي مشاركة أخرى في التجربة الجارية، إن الغثيان والتعب و”ضبابية الدماغ” الذي تعاني منه في غضون 24 ساعة بعد حقنة “كاجري سيما” الأسبوعية كان سيئاً لدرجة أنها لا تستطيع أحياناً مغادرة السرير.
والتفكير الضبابي أو ضباب الدماغ، هو أحد الاضطرابات الذهنية التي تؤثر على قدرة الشخص على التفكير و القيام بمختلف النشاطات اليومية، إذ يشعر المصاب بالتفكير الضبابي بأن ذهنه غير صافٍ.
ومع ذلك، فقد التزمت لي ببروتوكول الجرعات الموصى به على أمل فقدان المزيد من الوزن، وبعد عام من تناول “كاجري سيما”، فقدت نحو 18% من وزنها، وقالت إن الدواء “يغير الحياة”.