قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، السبت، إن إيران لن تعرقل دخول ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى مواقعها وتفتيشها.
ووفقاً لتقرير صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس، قبلت إيران بتشديد الرقابة على منشأة فوردو النووية بعدما سرعت طهران بشكل كبير من تخصيب اليورانيوم ليقترب من مستوى صنع الأسلحة.
وقبل أيام ذكرت الوكالة، أن إيران ضاعفت وتيرة تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو إلى درجة نقاء تصل إلى 60%، ما يقربها من نسبة 90% اللازمة لإنتاج أسلحة نووية.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن إسلامي قوله: “لم ولن نضع أي عقبات أمام عمليات التفتيش والمراقبة التي تنفذها الوكالة (الدولية للطاقة الذرية)”.
وأضاف: “نعمل في إطار الضمانات كما تعمل الوكالة وفقاً لضوابط، لا أكثر ولا أقل”.
عقوبات أوروبية محتملة
والثلاثاء، أبلغت بريطانيا وفرنسا وألمانيا وهي الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي المبرم في 2015، والمعروفة بـE3، مجلس الأمن الدولي، التابع للأمم المتحدة، باستعدادها، إذا تطلب الأمر، لتفعيل ما يسمى بآلية “الرد السريع” سناب باك Snapback، وإعادة فرض جميع العقوبات الدولية على إيران لمنعها من امتلاك سلاح نووي.
وستفقد هذه الدول الثلاث المعروفة بشكل غير رسمي باسم “الترويكا” الأوروبية، القدرة على اتخاذ مثل هذا الإجراء في 18 أكتوبر من العام المقبل، عندما ينتهي أجل العمل بقرار صدر عن الأمم المتحدة في عام 2015.
ويدعم القرار الاتفاق الذي توصلت إليه إيران مع بريطانيا وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا والصين، وتم بموجبه رفع العقوبات عن طهران في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
وقال مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، لوكالة “رويترز”، الأسبوع الماضي، إن إيران تُسرّع “بشكل كبير” تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء تصل إلى 60% القريبة من مستوى 90% تقريباً اللازمة لتصنيع أسلحة.
وتقول دول غربية إنه لا يوجد مبرر لتخصيب اليورانيوم إلى هذا المستوى العالي في إطار أي برنامج مدني، وإنه لا توجد دولة وصلت لهذا المستوى من التخصيب دون أن تنتج قنابل نووية. وتنفي إيران السعي لامتلاك أسلحة نووية.
تحذير إلى إيران
وفي رسالة إلى مجلس الأمن في السادس من ديسمبر الجاري، كتب سفراء بريطانيا وألمانيا وفرنسا لدى الأمم المتحدة: “يتعين على إيران خفض وتيرة برنامجها النووي من أجل خلق البيئة السياسية المواتية لتحقيق تقدم ملموس، والتوصل إلى حل عبر التفاوض”.
وأضافوا: “نؤكد تمسكنا باستغلال كل السبل الدبلوماسية لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، بما في ذلك استخدام آلية الرد السريع إذا تتطلب الأمر”.
وجاءت هذه الرسالة رداً على رسائل وجهتها روسيا وإيران في وقت سابق من الأسبوع الماضي، والتي أعقبت مذكرة أولية وجهتها بريطانيا وألمانيا وفرنسا إلى المجلس في 27 نوفمبر الماضي. وواصلت روسيا وإيران إرسال رسائل أخرى هذا الأسبوع.
جاءت الردود المتبادلة في وقت التقى فيه دبلوماسيون أوروبيون وإيرانيون أواخر الشهر الماضي، لمناقشة ما إذا كان بإمكانهم العمل على تهدئة التوتر الإقليمي، بما في ذلك ما يتعلق بالبرنامج النووي لطهران، قبل عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.
وخلال فترة ولايته الأولى، انسحب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب من الاتفاق النووي في عام 2018.
وفي نوفمبر الماضي، قال تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن إيران، اطلعت عليه “رويترز”، إن طهران أبلغت الوكالة أنها تنوي ضخ اليورانيوم الخام في أجهزة الطرد المركزي الثمانية من طراز IR 6، التي تم تركيبها مؤخراً في منشأة فوردو، لتخصيبه إلى درجة نقاء تصل إلى 5%.