قال قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا أحمد الشرع المعروف بـ”أبو محمد الجولاني” خلال لقائه الأحد، بالزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط بقصر الشعب في دمشق، إن سوريا لن تتدخل في شؤون لبنان، مؤكداً أن عهداً جديداً “بعيداً عن الحالة الطائفية” قد بدأ.
وأضاف الشرع، وهو أيضاً قائد “هيئة تحرير الشام” التي ساهمت في الإطاحة بنظام الرئيس السابق بشار الأسد، أننا “دخلنا مرحلة جديدة من البناء ونقف على مسافة واحدة من الجميع. نريد بناء شراكة استراتيجية مع لبنان، لأنه يشكل العمق الاستراتيتجي بالنسبة لسوريا”.
واتهم الشرع نظام الأسد بـ”قتل (رئيس وزراء لبنان الراحل) رفيق الحريري”، لافتاً إلى أن “تدخُّل نظام الأسد في لبنان كان سلبياً. لن ندعم أي طرف في لبنان على حساب الآخر، ونأمل انتهاء الانقسام هناك.. أنقذنا المنطقة من حرب إقليمية كبيرة ولن نتدخل في شؤون لبنان”.
وتابع في تصريحات بثتها قناة “الجديد” اللبنانية: “مع اعتزازنا بثقافتنا وبديننا وإسلامنا… ولا يعني وجود الإسلام إلغاء الطوائف الأخرى، بل على العكس هذا واجب علينا حمايتهم”.
وأردف بالقول: “اليوم يا إخواننا نحن نقوم بواجب الدولة في حماية كل مكونات المجتمع السوري”.
وفي وقت سابق الأحد، وصل وفد من “الحزب التقدمي الاشتراكي” اللبناني برئاسة جنبلاط، برفقة نواب من كتلة “اللقاء الديمقراطي” والمشايخ الدروز إلى دمشق، حيث التقى جنبلاط برئيس حكومة تصريف الأعمال السورية محمد البشير.
جنبلاط: الإطاحة بالأسد ستفتح الباب أمام علاقات بنَّاءة
بدوره، قال السياسي اللبناني البارز وليد جنبلاط، إن الإطاحة بنظام الأسد ستفتح الباب أمام علاقات بنَّاءة جديدة بين لبنان وسوريا.
وأضاف جنبلاط في تصريحات أوردتها “الوكالة الوطنية للإعلام”: “نحيّي الشعب السوري في انتصاراته الكبرى ونحييكم في معركتكم التي قمتم بها من أجل التخلص من القهر والاستبداد. الطريق طويل ونعاني نحن وإياكم من التوسع الإسرائيلي وسأتقدم بمذكرة باسم (اللقاء الديمقراطي) حول العلاقات اللبنانية السورية”.
وتابع: “نتمنى أن تعود العلاقات اللبنانية- السورية إلى الأصول الطبيعية من خلال العلاقات الدبلوماسية، ونتمنى أن يحاسب كل الذين أجرموا بحق اللبنانيين، كما نتمنى أن تقام محاكم عادلة للذين أجرموا بحق الشعب السوري وأن تبقى بعض المعتقلات متاحف للتاريخ”.
من جهته، قال ممثل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى: “شعب سوريا يستحق هذا السلم والازدهار، لأن سوريا قلب العروبة النابض. أسبق الزمن لأقول يمكننا عقد قمة روحية تجمع القادة الروحيين بين البلدين لتعزيز روح الطمأنينة”.
وعلى مدى الأيام الماضية، التقى الشرع مع ممثلي وفود دول غربية بينها الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا.
وكشف الشرع مؤخراً عن ملامح رؤيته للأوضاع في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، قائلاً إن الحديث عن النظام السياسي سابق لأوانه، ونوّه إلى أن هناك عدة لجان مختصة تعمل على صياغة الدستور والقانون.