انتخب البرلمان في جورجيا، السبت، السياسي المناهض للغرب ميخائيل كافيلاشفيلي، رئيساً جديداً للبلاد، في أعقاب استمرار احتجاجات مؤيدة للاتحاد الأوروبي، فيما قالت المعارضة إن هذه الخطوة تشكل “ضربة أخرى لطموحات البلاد” بشأن عضوية الاتحاد الأوروبي.
وحصل كافيلاشفيلي، وهو لاعب كرة قدم سابق في فريق مانشستر سيتي الإنجليزي، المرشح الوحيد في الانتخابات، على تأييد 300 صوت في البرلمان، الذي يهيمن عليه حزب الحلم الجورجي، المعروف بآرائه المناهضة للغرب والمؤيد لروسيا، وفق “بلومبرغ”.
وقالت أحزاب المعارضة، إنها لن تعترف بالنتائج، وأصرت على أن الرئيسة الحالية، سالومي زورابشفيلي، تظل رئيسة الدولة الشرعية.
وأدانت زورابشفيلي، الانتخابات البرلمانية التي فاز بها حزب الحلم الجورجي باعتبارها “غير شرعية”، ودعمت احتجاجات المعارضة بشأن التلاعب المزعوم في الأصوات، قائلة إن التصويت كان “نقطة تحول” في تحديد ما إذا كانت الدولة القوقازية التي يبلغ عدد سكانها 4 ملايين نسمة ستواصل جهودها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي “الناتو”، أو العودة إلى الخضوع لنفوذ روسيا.
قبل عام 2017، كان رئيس الدولة في جورجيا، وهو منصب شرفي إلى حد كبير، يُنتخب بشكل مباشر. لكن حزب الحلم الجورجي الحاكم، الذي يُنظر إليه على أنه يميل إلى موسكو ويعادي الغرب، عدل الدستور في ذلك العام، لوضع التصويت في أيدي هيئة انتخابية مكونة من أعضاء البرلمان وممثلين إقليميين.
ومن المقرر أن يتم التنصيب في 29 ديسمبر المقبل.
من يكون كافيلاشفيلي؟
قبل السياسة، كان كافيلاشفيلي لاعب كرة قدم محترف بدأ مسيرته في عام 1988، ولعب فترات كمهاجم مع مانشستر سيتي، وكذلك مع المنتخب الجورجي لكرة القدم، وأندية في سويسرا.
تم انتخابه لعضوية البرلمان الجورجي عن حزب الحلم الجورجي في عام 2016.
في عام 2022، شارك في تأسيس الحركة السياسية “قوة الشعب”، المناهضة للغرب. وكان أيضاً أحد المشاركين في إعداد قانون “العملاء الأجانب”.
وشهدت جورجيا احتجاجات في الشوارع ضد الحزب الحاكم منذ نهاية أكتوبر الماضي، مع تزايد الغضب العام عندما أرجأ رئيس الوزراء، إيراكلي كوباخيدزه، مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي حتى نهاية عام 2028.
وتتهم أحزاب المعارضة، حزب الحلم الجورجي، بتزوير التصويت البرلماني وتقويض الديمقراطية وتقريب الدولة الواقعة على البحر الأسود من روسيا، وهو ما يتعارض مع التطلعات الدستورية للبلاد للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وأعاد حزب الحلم الجورجي، العلاقات مع موسكو وزعم مؤسسه الملياردير، بيدزينا إيفانشفيلي، أن الغرب يتآمر لدفع جورجيا إلى صراع مع روسيا.
قوانين متشددة
وفي مناسبات عديدة، قامت شرطة مكافحة الشغب الجورجية بتفريق المظاهرات الليلية واستخدمت مدافع المياه والغاز المسيل للدموع والقوة البدنية ضد المحتجين، بينما قام المتظاهرون ببناء الحواجز وإلقاء الألعاب النارية.
وألقى رئيس الوزراء، إيراكلي كوباخيدزه، باللوم على “المتطرفين وزعمائهم الأجانب” في أعمال العنف.
ورداً على ذلك، يسعى حزب الحلم الجورجي إلى حظر تغطية الوجه وإكسسوارات الألعاب النارية وبعض الأجهزة الأخرى في التجمعات الكبيرة والمظاهرات.
كما اعتقلت الشرطة المتظاهرين بشكل شبه يومي، وداهمت مقار أحزاب المعارضة. كما احتجزت عدداً من النشطاء في منازلهم وفي الشارع بعيداً عن الاحتجاجات.
وأثار القمع العنيف للمتظاهرين، إدانة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. فقد علقت واشنطن شراكتها الاستراتيجية مع جورجيا، قائلة إن “الأفعال المناهضة للديمقراطية المختلفة” التي قام بها حزب الحلم الجورجي الحاكم تنتهك المبادئ الأساسية للمشروع، وعلقت إصدار التأشيرات لبعض أعضاء البرلمان والمسؤولين الحكوميين المتواطئين في “تقويض الديمقراطية”.
ودعت الرئيسة الحالية إلى إجراء انتخابات جديدة، وقالت إنها تستطيع أن تظل نقطة اتصال لشركاء جورجيا الدوليين.
وقالت زورابشفيلي: “يمكنني أن أكون جسراً، أو وسيطاً، في حالة رغبة السلطات في فتح شكل من أشكال الحوار مع الأشخاص الذين يحتجون في الشوارع عندما يحين ذلك الوقت وإذا جاء ذلك الوقت”.