أكدت شركة OpenAI، الجمعة، أن الرئيس التنفيذي سام ألتمان سيتبرع بمليون دولار من أمواله الشخصية للصندوق التابع لحفل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، في أحدث تحرك لشركات التكنولوجيا ووادي السيليكون لإظهار الدعم للرئيس الجديد.
وتأتي هذه الخطوة بعد أيام فقط من إعلان شركة التجارة الإلكترونية أمازون، وميتا، التي تمتلك فيسبوك وإنستجرام وواتساب، عن تبرعاتهما الخاصة بمبلغ مليون دولار لصندوق ترمب.
كما أكدت شركة بيربلكسيتي، وهي محرك بحث مدفوع بالذكاء الاصطناعي، تبرعها بمبلغ مليون دولار للصندوق، الجمعة، وفق ما نقلت صحيفة “فاينانشيال تايمز”.
كما يخطط “بنك أوف أميركا”، ثاني أكبر مقرض في الولايات المتحدة، للمساهمة في لجنة تنصيب ترمب، لكنه لم يقرر المبلغ بعد، حسبما نقلت “رويترز”.
وسارعت شركات التكنولوجيا إلى تهنئة ترمب بعد فوزه في الانتخابات في نوفمبر الماضي، إذ تسعى إلى بناء علاقات مع الجمهوري قبل توليه منصبه العام المقبل.
وذكرت الصحيفة البريطانية، أن الاحتضان المتزايد لشركات التكنولوجيا الأميركية للرئيس ترمب، يتناقض مع الاستقبال البارد الذي تلقاه منها، عندما فاز لأول مرة في انتخابات 2016.
وفي تلك الفترة، أيد عدد قليل من الشخصيات البارزة، مثل المؤسس المشارك لشركة “باي بال” و”بالانتير”، بيتر ثيل، لكن وادي السيليكون، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه “معقل ديمقراطي”، تجنبه إلى حد كبير.
وكان ألتمان، قال بعد فوز ترمب في انتخابات 2016 :”يبدو أن هذا أسوأ شيء يحدث في حياتي”.
ولكن ترمب أقام علاقة أوثق مع مجتمع التكنولوجيا على مدار العام الماضي، إذ زار سان فرانسيسكو لجمع التبرعات وظهر في برامج بودكاست، بما في ذلك برنامج جو روجان وبرنامج All-In، الذي يستضيفه أربعة مستثمرين من وادي السليكون.
وذكرت “نيويورك تايمز” أن الهدايا المقدمة إلى لجنة تنصيب ترمب، والتي لا تفرض حدوداً للمساهمة، تحظى بشعبية كبيرة بين الشركات والأفراد الحريصين على كسب ود الإدارة القادمة، مضيفة أن اللجنة تقدم مزايا من الدرجة الأولى للمانحين الذين يساهمون بمليون دولار.
واستعان ترمب بالملياردير الأميركي إيلون ماسك كواحد من أقرب مستشاريه، وجسر مهم بين واشنطن وسان فرانسيسكو. كما تم اختيار شخصيات بارزة أخرى في وادي السليكون لأدوار في إدارة ترمب المقبلة أو كمستشارين غير رسميين.
والأسبوع الماضي، عين ترمب، ديفيد ساكس، الرئيس التنفيذي السابق لشركة “باي بال”، “مستشاراً البيت الأبيض للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية”، كما يلعب المستثمر مارك أندريسن دوراً مهماً في تعيينات “إدارة كفاءة الحكومة” التي تم تشكيلها حديثاً، والتي سيقودها ماسك ورجل الأعمال فيفيك راماسوامي.
وقالت “فاينانشيال تايمز”، إن علاقة ألتمان بإدارة ترمب معقدة بسبب وجود ماسك، الذي يقاضي OpenAI بسبب رغبتها في التحول إلى شركة ربحية ذات منفعة عامة.
وزعم ماسك، المستثمر السابق والمؤسس المشارك لشركة OpenAI، أن هذه الخطوة هي محاولة لاحتكار سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي. كما أطلق ماسك شركته الناشئة الخاصة بالذكاء الاصطناعي، xAI.
وفي حدث لـ”رويترز” هذا الأسبوع، قالت المديرة المالية لشركة OpenAI، سارة فراير، إنها تثق في ماسك “كمنافس وضع المصلحة الوطنية في المقام الأول والتنافس بشكل مناسب”.
اجتماع مع رئيس أبل
وفي غضون ذلك، أفادت “بلومبرغ” أن ترمب استضاف تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل، في مأدبة عشاء مساء الجمعة، في منتجع مار إيه لاجو الذي يملكه الرئيس المنتخب.
وذكرت أن هذا اللقاء هو الأحدث في سلسلة من الاجتماعات بين الرئيس المنتخب والمديرين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا.
ويعد كوك أحدث مسؤول تنفيذي رفيع المستوى في مجال التكنولوجيا، حاول إصلاح العلاقات المتوترة مع الرئيس المنتخب، بما في ذلك جيف بيزوس من أمازون، ومارك زوكربيرج من ميتا، وسام ألتمان من OpenAI.
ويأتي عشاء الجمعة في أعقاب سفر قادة تقنيين آخرين إلى منتجع بالم بيتش للتحدث مع ترمب. وقال الرئيس المنتخب إنه يخطط للقاء مؤسس أمازون، الملياردير جيف بيزوس، الأسبوع المقبل.
وتتعارض سياسات ترمب وخطابه مع المواقف العامة لشركة أبل، لكن الشركة كانت لها علاقة عدائية مع إدارة الرئيس جو بايدن، وفق “بلومبرغ”.
ورفعت وزارة العدل الأميركية، دعوى قضائية ضد شركة أبل في قضية مكافحة الاحتكار، والتي قد تستمر لسنوات، كما أن التدقيق التنظيمي المتزايد في جميع أنحاء العالم يهدد عملياتها.
وكانت علاقة كوك مع ترمب ودية خلال فترة ولايته الأولى، إذ صد إلى حد كبير تهديدات التعريفات الجمركية بعد أن نجح في إقناعه بأن الرسوم الجمركية الإضافية على أجهزة “آيفون” من شأنها أن تفيد منافسة أبل الكورية الجنوبية سامسونج.
وفي فترة ولايته الثانية، تعهد ترمب مرة أخرى بفرض تعريفات جمركية جديدة شاملة، بما في ذلك تعريفات جمركية بنسبة 10-20% على جميع السلع الأجنبية ورسوم تصل إلى 60% على المنتجات الصينية. يتم تصنيع الغالبية العظمى من أجهزة “آيفون” من أبل في الصين، حتى مع سعي الشركة إلى تحويل التصنيع إلى مواقع أخرى في السنوات الأخيرة، وفق “بلومبرغ”.
وسارع الرئيس التنفيذي لشركة أبل إلى تهنئة ترمب بعد وقت قصير من فوزه في الانتخابات في نوفمبر الماضي، إذ نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، “نتطلع إلى التواصل معك ومع إدارتك للمساعدة في ضمان استمرار الولايات المتحدة في القيادة والتمتع بالإبداع والابتكار”.
وانتقد ترمب شركة أبل في الماضي لمقاومتها طلبات من سلطات إنفاذ القانون لبناء باب خلفي في نظام تشغيل الهاتف الخاص بها والذي من شأنه أن يسمح للسلطات بالوصول إلى البيانات دون كلمة مرور المستخدم.
خلال الحملة الانتخابية، دعا ترمب شركة أبل إلى مساعدة المحققين الفيدراليين في اختراق هواتف رجلين متهمين بالتخطيط لمحاولات اغتياله.