كشف البابا فرانسيس، الأحد، عن “مزود الميلاد” في قاعة بولس السادس داخل حرم الفاتيكان، أنجزه فنانون فلسطينيون من جامعة “دار الكلمة” في بيت لحم، وهو عبارة عن مهد الطفل يسوع، مغطى بالكوفية الفلسطينية التقليدية، مع عناصر أخرى أنتجها حرفيون محليون وفقاً للتقاليد القديمة.
وقال البابا في خطابه في 7 ديسمبر: “كفى حروب، كفى عنف”. وكثيراً ما أدان رأس الكنيسة الكاثوليكية الحرب الإسرائيلية على غزة، ووصفها بأنها “غير أخلاقية”.
كما التقى بعائلات العديد من الإسرائيليين الذين احتجزتهم “حماس” كرهائن في 7 أكتوبر 2023، ودعا إلى عودة الرهائن الباقين، والتقى بمجموعة تمّ إطلاق سراحهم الشهر الماضي.
بيت لحم
الشخصيات الثلاث تجسّد المشهد الميلادي، وتمثّل الطفل يسوع محاطاً بوالديه مريم ويوسف، وهي مصنوعة يدوياً من شجرة زيتون واحدة بواسطة، بيتر خانو.
وتعدّ ممارسة النحت على خشب الزيتون، إحدى ركائز الهوية الاقتصادية والثقافية للمجتمع، ويعود تاريخها إلى القرن الرابع.
أما نجمة بيت لحم المعلّقة في الأعلى، فهي مصنوعة من عِرق اللؤلؤ من قبل مركز “Piccirillo”، واستخدام نوع من الزخرفة التي جلبها الرهبان الفرنسيسكان من دمشق إلى بيت لحم، في القرن الخامس عشر.
النجمة محاطة بنقش باللغتين اللاتينية والعربية جاء فيها: “المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وللناس المسرّة”.
كما أن الأغنام الموجودة في محيط المزود، مصنوعة من الخشب الملبّد يدوياً، على يد أطفال من “معن ليلهيت”، وهي مؤسسة خيرية كاثوليكية، توفّر فرص عمل للأشخاص ذوي الإعاقة.
وقال القسّ المسيحي الفلسطيني، متري الراهب، الرئيس المؤسس لجامعة “دار الكلمة”: “تمرّ فلسطين بوقت عصيب، في الضفة الغربية مع الضم الفعلي، وفي غزة من خلال التطهير العرقي”.
السلام لفلسطين
أضاف: “رسالتنا التي كرّرها البابا هي، أوقفوا هذه الحرب، أوقفوا إطلاق النار الآن، ليعمّ السلام على الأرض في فلسطين”.
وأشار إلى أن العرض الفني، “هو بمثابة تذكير بأن فلسطين لديها الكثير من المواهب، والعديد من الأشخاص المهرة، والكثير من الإمكانات، لكن الشعب يحتاج إلى السلام كي يتحقّق الازدهار”.
جوني أندونيا، وهو فنان في جامعة “دار الكلمة” أشرف على المشروع، إلى جانب فاتن ناستاس متواسي، قال: “نأمل أن يتمّ تسليط الضوء على الحِرف اليدوية في بيت لحم، باعتبارها “قصّة مجتمع وتراث وصمود”.
أضاف: “إن حرفة نحت خشب الزيتون، وزخرفة عرق اللؤلؤ، وتلبيد الصوف، تجسّد كلها صمود الاشعب وترابطه المجتمعي، لتكون بمثابة منارة للأمل والاستمرارية”.
وكان المتحدث باسم منظمة التحرير الفلسطينية، رمزي خوري، حاضراً في المناسبة، ونقل تحيات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى الفاتيكان. كما أعرب عن “الامتنان العميق لدعم البابا الثابت للقضية الفلسطينية، وجهوده الدؤوبة لإنهاء الحرب على غزة وتحقيق العدالة”.
في وقت سابق من هذا العام، أصبح البابا أول بابا يزور “بينالي البندقية”، لرؤية جناح الكرسي الرسولي في النسخة الستين من البينالي 2024.