بحث أندريه يرماك، أقرب مستشار للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، مع مسؤولين من فريق دونالد ترمب الانتقالي، تضييق الخلافات الواسعة بشأن التوصل إلى تسوية للغزو الروسي المستمر منذ نحو 3 سنوات، قبل تولي الرئيس المنتخب منصبه في يناير المقبل.
ووفقاً لما أوردته صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلاً عن مصادر مطلعة، فقد التقى أندريه يرماك، مع مبعوث ترمب إلى روسيا وأوكرانيا، كيث كيلوج، ومستشار الأمن القومي القادم مايك والتز، كما انضم نائب الرئيس المنتخب جي دي فانس إلى المناقشات.
وقال مصدر مقرب من الرئاسة الأوكرانية: “هذا يجب أن يكون سلاماً مستداماً. فالسلام غير المستقر والمؤقت لا يخدم المصالح الأميركية أو الأوكرانية”.
ومنذ توسع حرب أوكرانيا، عمل يرماك، الذي يوصف بأنه يد زيلينسكي اليمنى، بجهد وسيصور أوكرانيا كشريك لبناء للسلام، وليس كعقبة أمامه، ما يعكس مرارة كييف إزاء القيود المفروضة على المساعدات العسكرية من قبل إدارة جو بايدن.
وفي وقت سابق من الأربعاء، التقى زيلينسكي برئيسة موظفي البيت الأبيض في إدارة ترمب، سوزي وايلز، في فلوريدا، إذ تخطط أوكرانيا، التي أنهكتها الحرب، للتعبير عن استعدادها للسلام.
عضوية الناتو
وأشار زيلينسكي مؤخراً إلى أن أوكرانيا قد توافق على وقف إطلاق النار إذا سُمح لها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”. وقال إن كييف ستسعى إلى استعادة الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا من خلال الضغط الدبلوماسي، وليس القوة، كما أصر لفترة طويلة.
وأضاف زيلينسكي أن عضوية الحلف ستكون ضرورية لعرضها على الأجزاء غير المحتلة من أوكرانيا حتى تفكر كييف في إنهاء ما سماه “المرحلة الساخنة من الحرب”. وبينما ستستمر أوكرانيا في المطالبة بكامل أراضيها، كما اقترح مؤخراً أن تسعى كييف إلى “استعادتها بطريقة دبلوماسية”.
وكان وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيا، قال، الثلاثاء الماضي، إن كييف سترفض أي ضمانات أمنية بخلاف عضوية الحلف.
وكتب سيبيا في رسالة إلى الدول أعضاء الحلف البالغ عددهم 32 عضواً في الحلف: “لن نقبل أي بدائل”. وناقش مستشارو ترمب خطط السلام التي من شأنها أن تعترف باستيلاء روسيا على ما يقرب من 20% من الأراضي الأوكرانية والتي من شأنها أن تغلق الباب، في الوقت الحالي، أمام محاولة كييف الانضمام إلى الحلف.
خطة كيلوج
بدوره، أشار كيلوج إلى دعمه لجهود إدارة بايدن في الإسراع بإرسال الأسلحة إلى أوكرانيا، قائلاً إن ذلك سيعطي ترمب نفوذاً مع موسكو في التفاوض على تسوية، لكن فريق ترمب أبدى القليل من الاهتمام بعرض عضوية أوكرانيا في حلف الناتو، والتي قال زيلينسكي إنه يعتبرها ضمانة أمنية حيوية ضد “العدوان الروسي” مستقبلاً.
ولفتت الصحيفة إلى أن موقف كيلوج نفسه بشأن تمهيد الطريق للمحادثات لوقف الحرب “دقيق”، إذ اقترح هو وأحد المحاربين القدامى في إدارة ترمب الأولى، تعليق تسليم الأسلحة الأميركية إلى أوكرانيا في وقت سابق من العام الجاري لإقناع كييف بالانضمام إلى محادثات السلام مع روسيا.
وقال هذا الأسبوع، إن تسريع بايدن لشحنات الأسلحة “يعزز موقف ترمب التفاوضي مع موسكو”، وأضاف كيلوج في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”: “كلما فعلت إدارة بايدن ذلك، فإنها تخلق فرصة أكبر للرئيس المنتخب للقيام بما يريد القيام به. كل هذا يعتمد على النفوذ. والرئيس يفهم ذلك، وسيستخدم ذلك لصالحه”.
بدوره، سيواجه ترمب قراراً بعد توليه منصبه بشأن ما إذا كان سيستمر في تقديم المساعدات لكييف، حيث كان مسؤولو إدارة بايدن يسرعون تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا، لكنهم يفتقرون إلى الوقت الكافي قبل انتهاء ولايته لإنفاق المبلغ المتبقي بالكامل البالغ 6.5 مليار دولار لنقل الأسلحة والمعدات من مخزوناته.
من جانبه، قال لوسيان كيم، محلل أوكرانيا في مجموعة الأزمات الدولية، وهي منظمة لحل النزاعات: “يضع الأوكرانيون موقفهم المتطرف في المحادثات المحتملة. قد يدركون في الواقع أن عضوية حلف الناتو ليست قريبة، ولكن لماذا يجب عليهم الاعتراف بذلك قبل بدء المفاوضات؟”.
وأضاف كيم: “هناك إحباط عميق للغاية في كييف تجاه الإدارة المنتهية ولايتها. لقد أعطت إدارة ترمب القادمة الناس في كييف الأمل في تحقيق تقدم. كيف سيبدو الأمر هو السؤال. لكن من الواضح أن الوضع الراهن سينتهي”.
واستبعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السابق المشاركة في محادثات السلام، ما لم تخضع أوكرانيا لمجموعة من المطالب، إذ تكثف روسيا هجماتها ضد خطوط الدفاع الممتدة لأوكرانيا، وبمساعدة حوالي 10 آلاف جندي كوري شمالي، استعادت ما يقرب من نصف الأراضي التي استولت عليها أوكرانيا في منطقة كورسك الروسية، لكن موسكو لم تحقق اختراقاً في شرق أوكرانيا، الذي يحتلها جيش كييف أو في كورسك، رغم خسارة أكثر من ألف جندي يومياً.