قالت فصائل سورية مسلحة بقيادة “هيئة تحرير الشام”، في بيان السبت، إن قواتها تتقدم في مختلف المحاور في أرياف حماة، بعد بسط سيطرتها على كامل محافظة إدلب، وأجزاء واسعة من مدينة حلب، فيما نفت وزارة الدفاع السورية انسحاب قواتها من مدينة حماة، مؤكدة أنها لا تزال تتمركز في مواقعها بالريف الشمالي والشرقي للمحافظة واستعدادها للتصدي لأي هجوم.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن قواتها الجوية نفذت ضربات على المعارضة السورية دعماً للجيش السوري.
وكانت الفصائل السورية سيطرت في وقت سابق اليوم، على مدينة خان شيخون بمحافظة إدلب، وعلى عدد من القرى وبلدات في ريف حماة، تشمل طيبة الإمام، وكفر زيتة، وكفرنبودة، وحلفايا، واللطامنة، وجبل زين العابدين المطل على المدينة، وذلك في إطار معركة “رد العدوان” التي انطلقت الأربعاء، بمشاركة فصائل مسلحة تقودها “هيئة تحرير الشام”.
كما سيطرت الفصائل على منطقة مورك الاستراتيجية بسبب وقوعها على الطريق الدولي “M5” الواصل بين حلب والعاصمة دمشق، وبهذا تكون باتت على مسافة نحو 20 كيلو متر عن مدينة حماة.
وأظهرت مقاطع فيديو وصول الفصائل المسلحة إلى مطار حلب الدولي والعديد من أحياء المدينة، إضافة إلى مطار كويرس العسكري في ريف حلب.
ونفت وزارة الدفاع السورية دخولها الفصائل المسلحة إلى بلدات ريف حماة الشمالي، وقالت إن قواتها قامت بتنظيم خط دفاعي معزز، وهي “في كامل الجاهزية والاستعداد والروح المعنوية العالية لصد أي هجوم محتمل”.
وفي وقت سابق الخميس، وصل الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو، في زيارة لم يُعلن عنها مسبقاً، لبحث ملفات استراتيجية تتعلق بمستقبل سوريا السياسي والعسكري.
وأفادت مصادر مطلعة لـ”الشرق” بأن الزيارة، التي تم الإعداد لها منذ أوائل نوفمبر الحالي، تتناول قضيتين أساسيتين، وهما إعادة إحياء المحادثات المتوقفة لتطبيع العلاقات مع تركيا، ومراجعة الدور العسكري الإيراني في سوريا بالتنسيق مع روسيا.
الجيش السوري ينفي انسحابه من حماة
في المقابل، اعترفت السلطات السورية بخسارة أجزاء واسعة من مدينة حلب، بعد دخول الفصائل المسلحة إلى عدد من الأحياء، وقالت وزارة الدفاع السورية في بيان إن قواتها انسحبت بهدف “تدعيم خطوط الدفاع لامتصاص الهجوم، والمحافظة على أرواح المدنيين والجنود”.
وأشارت إلى أن من وصفتهم بـ”التنظيمات الإرهابية” لم يتمكنوا من تثبيت نقاط تمركز داخل مدية حلب، بفعل استمرار توجيه القوات السورية لـ”ضربات مركزة وقوية ريثما يتم استكمال وصول التعزيزات العسكرية وتوزيعها على محاور القتال استعداداً للقيام بهجوم مضاد”.
وأكدت القيادة العامة للجيش السوري أن “هذا إجراء مؤقت وستعمل بكل الوسائل الممكنة لاستعادة سيطرة الدولة ومؤسساتها على كامل المدينة وريفها”.
كما نفت وزارة الدفاع السورية انسحاب قواتها من حماة، وقالت إنها لا تزال تتمركز في مواقعها بالريف الشمالي والشرقي لمحافظة حماة، وأضافت في بيان أنها “على استعداد كامل لصد أي هجوم إرهابي محتمل”، لافتةً إلى أن “الطيران الحربي السوري والروسي الصديق يقوم باستهداف تجمعات الإرهابيين وتحركاتهم وخطوط إمدادهم”.
وأدانت وزارة الخارجية الإيرانية ما وصفته بأنه “عدوان عناصر إرهابية” على قنصليتها في مدينة حلب السورية خلال تقدم الفصائل المسلحة حالياً.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي لوسائل الإعلام الرسمية “القنصل العام وجميع أفراد القنصلية الإيرانية في حلب بخير”.
السوداني والأسد يبحثان التطورات الأخيرة
على الصعيد السياسي، بحث الرئيس السوري بشار الأسد في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني التطورات الأخيرة والتعاون المشترك بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، وعدداً من القضايا العربية والدولية.
وأكد السوداني أن أمن سوريا والعراق هو “أمن واحد”، مشدداً على استعداد العراق لتقديم كل الدعم اللازم لسوريا لمواجهة الإرهاب وكافة تنظيماته، مؤكداً تمسُّك بلاده باستقرار سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها.
مباحثات إيرانية تركية روسية
وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية السبت، أن وزيري خارجية إيران وروسيا عبّرا عن دعمهما لسوريا في مواجهة الهجوم الكبير الذي تشنّه فصائل مسلحة منذ أيام.
وأضافت وسائل الإعلام أن الوزير الإيراني عباس عراقجي أبلغ نظيره الروسي سيرجي لافروف، خلال مكالمة هاتفية، أن “هجمات المعارضة السورية جزء من خطة إسرائيلية أميركية لزعزعة استقرار المنطقة”.
وبحسب بيان صدر عن الخارجية الروسية حول المكالمة، عبر الوزيران عن “القلق البالغ إزاء التصعيد الخطير للوضع في سوريا بسبب الهجوم الإرهابي الذي تشنه الجماعات المسلحة في محافظتي حلب وإدلب”.
واتفق الوزيران على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة الرامية إلى استقرار الوضع في سوريا.
وفي وقت سابق اليوم، بحث لافروف مع نظيره التركي هاكان فيدان الوضع في سوريا وعملية سلام آستانة.
وأكدت وزارة الخارجية الروسية إجراء المحادثات السبت، وقالت في بيان “عبر الجانبان عن بالغ قلقهما إزاء التطور الخطير للوضع في الجمهورية العربية السورية فيما يتعلق بالتصعيد العسكري في محافظتي حلب وإدلب”.
وأضافت الوزارة أن الوزيرين اتفقا على ضرورة تنسيق الجهود المشتركة للحفاظ على استقرار سوريا.
وأعلنت أنقرة أن وزير الخارجية الإيراني سيجري زيارة إلى تركيا، الاثنين.
ويُعد الهجوم المباغت الذي تشنّه الفصائل المسلحة هو الأكبر منذ سنوات، عندما توصلت روسيا وتركيا إلى تفاهمات بشأن مناطق خفض التصعيد شمالي سوريا.
اعتبر الكرملين أن ما يجري يُعد انتهاكاً لسيادة سوريا. وأضاف “نؤيد إعادة السلطات السورية النظام إلى المنطقة والعودة إلى النظام الدستوري بأسرع ما يمكن”.
ولم تُعلن تركيا عن تأييدها لهجمات الفصائل المسلحة رغم مشاركة مجموعات تابعة لها في المعارك، واعتبرت أن ااختراق اتفاق خفض التصعيد هو ما قاد إلى هذا التصعيد.