يواجه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب تحدياً كبيراً يتمثل في لعب دور الوساطة لإنهاء حرب غزة وإطلاق سراح المحتجزين لدى حركة “حماس” الفلسطينية.
وذكر موقع “أكسيوس” الأميركي في تقرير نشره، السبت، أن المسؤولين الإسرائيليين الذين يتطلعون للتوصل إلى صفقة لإنهاء الحرب باتوا يعلقون آمالهم على نجاح ترمب فيما فشل فيه الرئيس جو بايدن حتى الآن، وهو إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإنهاء الحرب في القطاع مقابل تحرير الرهائن المحتجزين لدى “حماس”.
وأوضح الموقع، أنه من غير المرجح أن يتم التوصل لاتفاق لإطلاق سراح الرهائن أو وقف إطلاق النار في وقت قريب، وذلك قبل أقل من شهرين من تنصيب ترمب، لذا من المحتمل للغاية أن يرث الرئيس المُنتخَب مسؤولية إطلاق سراح الأميركيين السبعة المحتجزين، والذين يُعتقد أن 4 منهم مازالوا على قيد الحياة.
ونقل “أكسيوس” عن كارولين ليفات السكرتيرة الصحافية القادمة للبيت الأبيض قولها إن “ترمب سيعيد فرض عقوبات أكثر صرامة على إيران، ويكافح الإرهاب، ويدعم إسرائيل”.
وتابعت ليفات: “سيكون الرئيس ترمب هو مفاوض أميركا الرئيسي، وسيعمل على إعادة الرهائن إلى وطنهم”.
كما نقل الموقع عن 3 مصادر مطلعة قولها إن الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ قال لترمب عندما اتصل به لتهنئته على فوزه في الانتخابات إن تأمين إطلاق سراح الرهائن الـ 101 هو “قضية مُلِحة”.
وأضاف: “يجب أن تنقذوا الرهائن”، لكن ترمب رد قائلاً إن “معظم الرهائن على الأرجح ماتوا”، إلا أن الرئيس الإسرائيلي أكد للرئيس المُنتخَب أن أجهزة الاستخبارات في تل أبيب تعتقد أن نصفهم ما زالوا على قيد الحياة.
وقال أحد المصادر لـ “أكسيوس” إن “ترمب تفاجأ وقال إنه لم يكن يعلم ذلك”، فيما أكد مصدران آخران مطلعان على المكالمة إن الرئيس المُنتخَب قال إنه كان يعتقد أن معظم الرهائن قد ماتوا بالفعل.
وعندما التقى هرتسوغ ببايدن في البيت الأبيض في 11 نوفمبر الجاري، طلب منه العمل مع ترمب بشأن هذه القضية خلال الفترة المتبقية من ولايته وحتى يوم التنصيب في 20 يناير المقبل، وفقاً لما نقله الموقع عن مصدر مطلع على الاجتماع.
تنسيق بايدن وترمب
وبعد يومين، عندما استضاف بايدن الرئيس المُنتخَب في اجتماع استمر لمدة ساعتين في المكتب البيضاوي، أثار الرئيس الأميركي مسألة الرهائن واقترح أن يتعاونا معاً للدفع نحو التوصل إلى صفقة.
وبحسب مصدرين مطلعين، فإن بايدن قال لعائلات الرهائن الأميركيين في اجتماع عُقِد بعد بضع ساعات من حديثه مع الرئيس المُنتخَب: “لا يهمني إذا نُسب كل الفضل إلى ترمب طالما أنهم (الرهائن) سيعودون إلى الوطن”.
وكان الرئيس الأميركي السابق رونالد ريجان قد واجه موقفاً مشابهاً عندما كان يستعد لتولي منصبه في عام 1981، إذ كان سلفه جيمي كارتر قد وقَع على صفقة رهائن مع إيران في 19 يناير 1981، وفي اليوم التالي، بعد تنصيب ريجان مباشرةً، تم إطلاق سراح الـ52 أميركياً الذين كانوا محتجزين لدى طهران لمدة 444 يوماً.
وفي رسالة مفتوحة كتباها إلى ترمب في صحيفة “واشنطن بوست”، قال أورنا ورونين نيوترا، وهما والدا المواطن الأميركي المُحتجز في غزة عُمير نيوترا، إنهما يعتقدان أنه يمكنه أن يحظى بلحظة ريجان الخاصة به.
وفي اجتماع عُقِد في وقت سابق من هذا الأسبوع، أخبر قادة الجيش الإسرائيلي والموساد، والشاباك نتنياهو أنهم يعتقدون أنه من غير المرجح أن تتنازل حركة “حماس” عن شروطها المتمثلة في انسحاب إسرائيل من غزة وإنهاء الحرب.
تخفيف حدة المواقف
وأخبر القادة رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه إذا كانت الحكومة مهتمة بالتوصل إلى صفقة، فإنه يجب عليها تخفيف حدة مواقفها الحالية، وفقاً لما نقله “أكسيوس” عن مسؤولين إسرائيليين.
لكن نتنياهو رفض إنهاء الحرب مقابل التوصل لصفقة لإطلاق سراح الرهائن، قائلاً إن ذلك “سيسمح لحماس بالبقاء، وسيشير إلى أن إسرائيل قد هُزمت”.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير لـ”أكسيوس”، إنه إذا تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، فإن ذلك سيؤدي إلى زيادة الضغوط على “حماس”، وإعادة تركيز الجهود على التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة.
ويقول بعض المسؤولين الإسرائيليين إن الرئيس المُنتخَب، الذي قال إنه يريد إنهاء الحرب في غزة بسرعة، سيكون له تأثير ونفوذ أكبر بكثير من بايدن على نتنياهو.
ونقل “أكسيوس” عن مارك دوبويتز، وهو الرئيس التنفيذي لمؤسسة “الدفاع عن الديمقراطيات”، ومُقرب من العديد من أعضاء فريق الرئيس المُنتخَب، قوله إن “ترمب يجب أن يتحرك الآن للتوصل إلى صفقة”.
وأضاف دوبويتز: “يجب على الرئيس ترمب أن يعلن بشكل فوري عن مطلب واضح وهو الإفراج عن جميع الرهائن، وأن يكلف كبار مسؤوليه بالبدء في العمل على ذلك قبل 20 يناير، وأن يُحذر جميع الأطراف من عواقب تحدي الرئيس الأميركي القادم”.
وتابع: “يجب أن يكون ترمب واضحاً في أن إطلاق سراح الرهائن هو شرط مُسبَق لوقف إطلاق النار ولا يمكن التفاوض عليه”.