قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن فوز دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية لن يغير نهج الولايات المتحدة تجاه أزمة أوكرانيا، معتبراً أن واشنطن لن تتخلى عن “مصالحها الاستراتيجية” هناك.
وأضاف لافروف في مقابلة مع الصحفية الروسية مارينا كيم، تم بث مقتطفات منها على قناة “روسيا-1”: “لن يتغير النهج الأساسي لواشنطن تجاه القضايا المتعلقة بأوكرانيا، وكذلك القضايا المتعلقة بأوروبا، لأن واشنطن دائما ما تسعى للسيطرة على كل ما يحدث ضمن نطاق حلف الناتو، خاصة على أراضي الحلف”، وفق ما أوردت وكالة “تاس” الروسية للأنباء.
وتابع: “بالإضافة إلى ذلك، أصبح الخط الفاصل بين الاتحاد الأوروبي و(حلف شمال الأطلسي) الناتو غير واضح سواء من الناحية العسكرية أو السياسية. كيف ستجري هذه السيطرة هو أمر غير مؤكد، وليس من اختصاصي التنبؤ به، ولكن هناك العديد من الخيارات. ومن المؤكد أنهم سيحاولون الحفاظ على السيطرة على هذه العمليات”.
ووضعت روسيا شروطاً لحل الأزمة الأوكرانية، تتضمن انسحاب قوات كييف من عدة مناطق، والتخلي عن خطط الانضمام إلى الناتو. كما تعتقد موسكو أنه ينبغي رفع جميع العقوبات الغربية المفروضة عليها، وضمان الوضع غير المنحاز وغير النووي لأوكرانيا.
والأسبوع الماضي، هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب على فوزه بالسباق الرئاسي، معرباً عن استعداده للتحدث مع الأخير، كما اعتبر أن أي أفكار بشأن تسهيل إنهاء “أزمة أوكرانيا”، واستعادة واشنطن العلاقات مع موسكو “تستحق الاهتمام”.
وأكد بوتين في منتدى فالداي للحوار بمنتجع سوتشي على البحر الأسود، استعداده لإجراء حوار مع ترمب، مشدداً على “استعداد موسكو للعمل مع أي رئيس أميركي يثق به الشعب الأميركي”.
خطة ترمب
وسيتولى ترمب منصبه في 20 يناير المقبل بعد هزيمة نائبة الرئيس كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية، التي أجريت في الخامس من نوفمبر الجاري.
وقال ترمب خلال حملته الانتخابية، إنه يستطيع إحلال السلام في أوكرانيا خلال 24 ساعة، إذا عاد إلى البيت الأبيض، لكنه لم يذكر سوى تفاصيل قليلة عن طريقة إنهاء أكبر حرب برية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
ومنذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير عام 2022، لم يعط بوتين أي إشارة إلى أن استعداد روسيا لتقديم تنازلات من أجل إنهاء الحرب، لكنه يكرر دائماً استعداده لإجراء محادثات، ويشدد على ضرورة أن تأخذ أي مفاوضات مقبلة في الاعتبار الحقائق على الأرض.
وفي 14 يونيو الماضي، حدد بوتين شروطه لإنهاء الحرب وهي تخلي أوكرانيا عن طموحات الانضمام إلى حلف الناتو، وسحب قواتها من المناطق الأربعة التي تطالب بها روسيا.
وتسيطر موسكو على شبه جزيرة القرم، التي ضمتها من أوكرانيا في عام 2014، ونحو 80% من إقليم دونباس، وهي منطقة منتجة للفحم والصلب وتضم دونيتسك ولوغانسك، وأكثر من 70% من منطقتي زابوروجيا وخيرسون.