“الأورومتوسطي”: “إسرائيل” تتعمد حرمان أهالي غزة من الإنتاج الزراعي
26 سبتمبر 2024 – 12:27
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان-مقره جنيف- اليوم الخميس، إن “إسرائيل” تتعمّد حرمان أهالي قطاع غزة من الإنتاج الزراعي، في وقت تواصل فيه حصار القطاع بشكل غير قانوني وتقيد بشدة دخول الإمدادات الغذائية منذ نحو عام.
وأضاف الأورومتوسطي في بيان تلقته “وكالة سند للأنباء“، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي عملت على إخراج نحو 80% من مساحة الأراضي الزراعية عن الخدمة إما بعزلها تمهيدًا لضمها للمنطقة العازلة بالقوة على نحو يخالف القواعد الآمرة بالقانون الدولي أو بتدميرها وتجريفها.
ووثق المرصد الحقوقي، توغل القوات الإسرائيلية مصحوبة بالجرافات صباح أمس الأول الثلاثاء في بيت لاهيا شمالي القطاع وشروعها بعمليات تجريف واسعة طالت أكثر من 500 دونم من الأراضي التي أعيد مؤخرًا زراعتها ببعض الخضروات؛ لتلبية احتياجات الأهالي الذين يعانون من تجويع ممنهج وحصار تعسفي.
وأكد أن إهلاك جيش الاحتلال الإسرائيلي مئات الدونمات الزراعية، هو تدمير لما تبقى من السلة الغذائية للمجوّعين في قطاع غزة واستمرار ممنهج لأدوات جريمة الإبادة الجماعية.
وأشار إلى أن تدمير جيش الاحتلال الأراضي المزروعة بالخضروات شمالي قطاع غزة يعكس إصرارها على إبادة الفلسطينيين جماعيًّا هناك بفرض ظروف معيشية تؤدي بهم إلى الهلاك الجسدي والتجويع وتدمير الموارد التي لا غنى عنها للبقاء.
وبيّن أن ذلك يعكس إصرار “إسرائيل” على حرمان الفلسطينيين من الاعتماد على السلة الغذائية الزراعية المحلية، في وقت تمنع فيه إدخال كميات مناسبة من الخضار والمواد الغذائية لشمالي القطاع ما أدى إلى تفشي المجاعة بشكل حاد.
وعملت “إسرائيل” على مدار العام الماضي بشكل منهجي على تدمير السلة الغذائية من الخضروات والفواكه واللحوم ومقومات الإنتاج الغذائي المحلي الأخرى، بالتوازي مع منعها إدخال المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية، وفق البيان.
وقال المرصد الأورومتوسطي، أن القوات الإسرائيلية جرفت ودمرت جميع الأراضي الزراعية على امتداد السياج الأمني الفاصل شرقي قطاع غزة وشماله بعمق يصل لنحو 2 كيلو متر، وبذلك تكون أخرجت نحو 96 كيلو مترًا مربعًا من الأراضي الزراعية.
وأوضح أن الغالبية العظمى من هذه الأراضي التي باتت ضمن نطاق المنطقة العازلة التي يحظر على المدنيين ولاسيما المزارعين الوصول إليها، كانت تمثل الجزء الأكبر من مساحة الأراضي الزراعية في القطاع.
أما ما تبقى من مساحات مخصصة للزراعة محدودة للغاية، غالبيتها في منطقة “المواصي” غربي خانيونس جنوبي قطاع غزة، وهي المنطقة التي باتت تؤوي مئات الآلاف من النازحين قسرًا.
وحذّر الأورومتوسطي من أن الهجمات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة تحمل آثارًا وخيمة على الصحة العامة والبيئة والأراضي الزراعية وجودة المياه والتربة والهواء، بينما تتفاعل تأثيرات ذلك بشكل تراكمي وعند لحظة معينة يمكن أن نشهد قفزات مرعبة في حالات الوفاة.