أعرب أسطورة ميلان رود خوليت عن تفهمه لحالة الغضب التي سيطرت على مهاجم ريال مدريد فينيسيوس جونيور بعد خسارته للقب أفضل لاعب في العالم لعام 2024 من مجلة فرانس فوتبول الفرنسية أمام لاعب وسط مانشستر سيتي رودري هيرنانديز يوم الاثنين الماضي، مشدداً أن “فيني” بحاجة لاستجماع قواه من أجل الرد على أرض الملعب، إذا ما أراد تأكيد خطأ الصحفيين الذين صوتوا لصالح بطل يورو 2024.
جاء حديث رود خوليت عن الكرة الذهبية، على هامش لقاء صحفي مطول مع صحيفة ماركا المدريدية، ضمن تغطيتها لمباراة قمة دوري أبطال أوروبا هذا الأسبوع بين ريال مدريد وميلان، والمقرر لها على ملعب سانتياغو برنابيو يوم الثلاثاء الخامس من نوفمبر.
وكان خوليت جزءًا من البيج ميلان العظيم الذي كان قادرًا على فعل كل شيء خلال فترة التسعينات، حين أذهل عالم كرة القدم بتحقيق لقب دوري أبطال أوروبا 3 مرات في الفترة من 1989 إلى 1994.
وأصبح ميلان بعد تلك التتويجات كابوسًا لريال مدريد على وجه الخصوص فيما يخص الرقم القياسي لأكثر فريق حقق دوري أبطال أوروبا، قبل أن ينتفض الريال مع فلورنتينو بيريز في العقد الثاني من الألفية الجديدة بالوصول إلى 15 لقباً مقابل 7 للميلان.
بيريز وبيرلسكوني
قال خوليت لصحيفة ماركا “لدي ذكريات لا تصدق في مباريات الفريقين، خاصة أننا لعبنا ضد فريق عظيم وتمكنا من الفوز عليه بنتيجة 5-0”.
واعترف نجم هولندا في كأس أوروبا 1988 أن رؤوساء لهم مفعول السحر في نجاح الأندية، موضحاً “كان لدى ميلان سيلفيو بيرلسكوني، أحد أفضل الرؤساء الذين يمكن أن أتخيلهم. كان يأتي إلى التدريب كل أسبوع، ويتحدث إلينا، وكان يتمتع بشخصية كاريزمية. لقد قام بعمل عظيم. أنا سعيد لأنني تمكنت من العمل مع رئيس مثله”.
أضاف “أعتقد أن رئيس ريال مدريد (فلورنتينو بيريز) يتمتع بنفس الكاريزما. من المهم أن يكون لديك شخصية رئيسية تحب النادي لأنه عندها سيعرف بالضبط ما يجب عليه القيام به وسيجلب الشغف للفريق. وهذا هو القاسم المشترك بين بيرلسكوني وبيريز”.
وحول المشكلة التي تواجه بعض الأندية الكبرى، قال “الفرق اليوم تستعين بالرؤوساء الأجانب خاصةً من أميركا، أولئك يشترون الأندية بهدف تحقيق الربح وكسب المال، وليس من أجل تاريخ النادي أو اللعبة. ولهذا السبب يصعب أحيانًا الشعور بهذا الشعور. ليس من قبيل الصدفة أن أفضل الأندية لديها شخصية الشخص الذي يحب النادي ويعرف تاريخه”.
أتفهم غضب فينيسيوس كما تفهمت هالاند
عند سؤاله عن قضية الكرة الذهبية، ورأيه في الظلم الذي وقع على فينيسيوس جونيور بمنح الإسباني رودري هيرنانديز الجائزة بدلاً منه، رفض خوليت الانحياز للاعب على الآخر.
وقال الهولندي “رودري لاعب مذهل، لقد قام بأشياءً مذهلة في أهم المباريات سجل الأهداف كلاعب خط وسط. رودري وفيني لاعبان مختلفان للغاية، قد يعتقد بعض الناس أن فينيسيوس كان يجب أن يفوز باللقب. وأنا أتفق مع ذلك”.
أوضح “سبب عدم فوزه يعتمد على الصحفيين الذين صوتوا له. أستطيع أن أتفهم غضبه مثلما فهمت غضب هالاند العام الماضي. كم عدد الأهداف التي يجب عليك تسجيلها حتى يمنحوها لك؟ الأمر كله شيء شخصي. الصحفيون الذين قرروا التصويت لصالح رودري، يمكنني أن أتفق معهم أيضاً، لكنني أتفهم فينسيوس، وسأتفهم الأمر أيضًا لو كان الأمر بالعكس وكان رودري غاضبًا”.
أكمل في هذا الصدد “إنه شيء صعب للغاية. الكرة الذهبية شيء مهم للغاية في مسيرة اللاعبين، وأنا فخور جداً لأنني فزت بها من قبل. الشيء الوحيد الذي يستطيع فينيسيوس فعله الآن هو إخبارهم بأنهم على خطأ وإظهار مدى جودته”.
هل حاول ريال مدريد التعاقد مع خوليت؟
كشف رود خوليت أنه لم يتلق عرض جاد للانتقال إلى ريال مدريد في بداية فترة تسعينيات القرن الـ 20، مؤكداً أن النادي الملكي لم يتحرك نحو ضمه في تلك الأيام بسبب قوة ميلان والدوري الإيطالي.
تابع حديثه “كانت إيطاليا تستضيف أفضل منافسة دوري كرة قدم في العالم. وبعد سنوات، أصبح ريال مدريد واحدًا من أفضل الفرق مرة أخرى. والآن أصبحت إنجلترا صاحبة أفضل دوري، الأمور تتغير، ويعتمد ذلك على الأجواء”.
أوضح “العديد من اللاعبين العظماء هم إسبان أو يأتون من أندية إسبانية، وكذلك من البرتغال وألمانيا. لطالما كانت المسابقة الإسبانية من أفضل المسابقات، خاصة من الناحية الفنية. الآن ما هو الأكثر قيمة هو المال. العديد من اللاعبين يحفزهم المال فقط”.
اعترف “من الطبيعي أن يؤثر المال لأن الحياة المهنية للاعب صارت قصيرة جدًا، المتوسط هو 16 عامًا، وعليك أن تفعل كل شيء في تلك الفترة. عندما تبدأ، عادة ما تكون السنوات الخمس الأولى مخصصة للتعلم، وأفضل فترة هي من 25 إلى 32 عاماً. هذا هو الوقت الذي تطمح فيه للفوز بالألقاب ثم تذهب إلى مكان آخر للاستمتاع بكرة القدم”.
ختم حديثه عن الفارق الكبير بين ميلان التسعينيات والفترة الحالية، قائلاً “ميلانو مختلف تمامًا، ولم أعد أعرف أي شخص يعمل هناك. إنه عار، لأنه جزء من قصتي. أتمنى أن يصنع مالكو ميلان إرثهم الخاص، لكن هذا سيستغرق وقتًا”.
“الفريق خسر الأسبوع الماضي في الكأس أمام نابولي، نحن بين صعود وهبوط، نخسر وننتصر، حتى اللحظة لم يجد النادي الطريق للعودة أو الطريق للبقاء على طريق الانتصارات أو على الطريق الصحيح. قبل عامين حصل على لقب الدوري الإيطالي وكنت سعيدًا جدًا، لكن يبدو أن إنشاء تراثك الخاص يستغرق وقتًا طويلاً”.