مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة الأميركية، يحتدم السباق نحو البيت الأبيض بين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، ومنافسها الجمهوري دونالد ترمب، إذ أظهرت بيانات التتبع من مختبر الانتخابات بجامعة فلوريدا، أن 25 مليون ناخب تقريباً أدلوا بأصواتهم بالفعل، إما عن طريق التصويت المبكر حضورياً أو التصويت بالبريد.
كما سجلت عدة ولايات، من بينها ولايتا نورث كارولاينا وجورجيا المتأرجحتان، أعداداً قياسية في اليوم الأول للتصويت المبكر الأسبوع الماضي.
وكشف استطلاعان منفصلان للرأي أن ترمب يتقدم بفارق ضئيل على هاريس في السباق، حيث تبنى أغلب ممن شاركوا بالاستطلاع وجهة نظر أكثر إيجابية لأجندته وأدائه السابق ووجهة نظر أكثر سلبية لمنافسته، في وقت تشير به النتائج إلى أن المنافسة شديدة ومتقاربة للغاية بين المرشحيْن بالولايات السبع المتأرجحة.
كما أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة “فاينانشال تايمز” ونشرت نتائجه، الخميس، أن ترمب يتقدم على منافسته الديمقراطية في قضايا الاقتصاد.
في المقابل، أحدث استطلاع للرأي أجرته “رويترز/إبسوس” ذكر أن هاريس تفوقت قليلاً على ترمب، وحصلت على 46% مقابل 43% للرئيس السابق.
هاريس تنأى بنفسها عن بايدن
وتحاول هاريس أن تنأى بنفسها عن سياسة الرئيس جو بايدن في الوقت الذي أظهرت فيه عدة استطلاعات رأي أن الرئيس يشكل ضغطاً على ترشيحها، وأن الناخبين يتوقون إلى توجه جديد قبل أقل من أسبوعين على الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في الخامس من نوفمبر.
وتجاهلت هاريس إلى حد كبير الأسئلة التي وجهت إليها خلال حملتها الانتخابية عن كيفية ومدى اختلافها سياسياً عن بايدن.
وقالت هاريس في ندوة نظمتها شبكة CNN بولاية بنسلفانيا: “إدارتي لن تكون امتداداً لإدارة بايدن.. سأحمل معي أفكاري وخبرتي الخاصة في هذا الدور. أنا أمثل جيلاً جديداً من القيادة في عدد من القضايا، وأعتقد أنه يتعين علينا بالفعل اتباع نهج جديد”.
واللقاء الذي حضرته هاريس في بلدة تشيستر هو محاولة لإقناع عدد يتضائل من الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد بدعمها في سباق متقارب جداً يمكن حتى لنسبة صغيرة من الأصوات أن تكون حاسمة فيه.
وتعهدت هاريس بمكافحة ارتفاع أسعار الأغذية الاساسية، وقالت إن الوقت قد حان لإنهاء الحرب في الشرق الأوسط، ووصفت ترمب بأنه فاشي يشكل “خطراً على رفاهة وسلامة أمريكا”.
ترمب يغير موقفه
وعلى الجانب الآخر، قال ترمب خلال فعالية في زيبولون بولاية جورجيا: “الأصوات في جورجيا سجلت مستويات قياسية.. الأصوات في كل ولاية، بصراحة، وصلت إلى مستويات قياسية. نحن نعمل بشكل جيد جداً ونأمل في أن نتمكن من إصلاح بلدنا”.
وأضاف: “من المحزن في كثير من النواحي” أن وقته كمرشح سياسي يقترب من نهايته، وإنه إذا فاز في الخامس من نوفمبر، فسيقضي فترة ولايته الثانية والأخيرة.
وبعد زيبولون، تحدث ترمب خلال تجمع انتخابي في دولوث بنفس الولاية في حضور مشاهير من ضمنهم نجم موسيقى الريف جيسون ألدين، الذي شجع الحاضرين على التصويت المبكر، وهي رسالة بدأ ترمب يتبناها بعد أن ظل يندد بها لسنوات.
وتعد بنسلفانيا وجورجيا من الولايات السبع المتأرجحة التي ستحدد من الفائز بالرئاسة، ومن المرجح أن يقضي المرشحان جزءاً كبيراً من الوقت المتبقي لحملاتهما الانتخابية في زيارتهما.