قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب عقب إجرائه اتصالاً هاتفياً مع نظيرته المكسيكية كلوديا شينباوم، الخميس، إن العلاقات بين البلدين “جيدة جداً”، وأن العمل “الجاد” مستمر من أجل منع دخول المهاجرين غير الشرعيين إلى أميركا، مشيراً إلى أن المكسيك لن تكون ملزمة بدفع أي رسوم جمركية على البضائع المتوافقة مع لوائح الاتفاقية المبرمة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا USMCA.
وأوضح ترمب في منشور على منصة TRUTH SOCIAL، أن هذه الاتفاقية سارية حتى 2 أبريل المقبل، لافتاً إلى أن الإجراء جاء كنوع من “التكيف، واحتراماً للرئيسة شينباوم”.
وأضاف: “كانت علاقتنا جيدة جداً، ونحن نعمل معاً بجد بشأن الحدود عبر منع دخول المهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة، وكذلك منع (مادة) الفنتانيل”، وختم ترمب المنشور بالقول: “شكراً للرئيسة شينباوم على عملك الجاد وتعاونك”.
“اتصال ممتاز محترم”
من جهتها، وصفت رئيسة المكسيك الاتصال مع ترمب، بأنه “ممتاز ومحترم”، وقالت، إن الولايات المتحدة والمكسيك ستواصلان العمل لوقف تدفق مادة الفنتانيل الأفيونية القاتلة من المكسيك إلى الولايات المتحدة، وكذلك الحد من تهريب الأسلحة من الولايات المتحدة إلى المكسيك.
وتسمح اتفاقية USMCA، التي سبق أن أشاد بها ترمب خلال ولايته الأولى باعتبارها “انتصارا تفاوضياً” للولايات المتحدة، للبضائع بالانتقال بين الدول الثلاث بدون رسوم جمركية في حال استوفت معايير معينة.
وبدأت إدارة ترمب، الثلاثاء الماضي، بفرض رسوم جمركية ليس فقط على المكسيك، ولكن أيضاً على كندا والصين، مما أشعل فتيل حرب تجارية محتملة يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة، ودفع الاقتصاد المكسيكي إلى الركود، بحسب وكالة “رويترز”.
وبعد يوم من فرض الرسوم الجمركية، أفاد البيت الأبيض، الأربعاء، بأنه سيبدأ في إعفاء السيارات من الرسوم الجمركية في حال امتثلت الشركات لمعايير اتفاقية USMCA.
ويأتي الاتصال مع تراجع تدفق السلع المكسيكية إلى الولايات المتحدة، وسط تصاعد قلق الشركات المكسيكية من استمرار ترمب في فرض الرسوم الجمركية والبالغة بنسبة 25%، بحسب “رويترز”.
وفي ذات السياق، قال وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك، صباح الخميس، إن ترمب قد يؤجل الرسوم الجمركية الجديدة المفروضة على كندا والمكسيك لجميع السلع والخدمات “المتوافقة” مع اتفاقية USMCA.
وأشار لوتنيك لشبكة CNBC، إلى أن “من غير المرجح أن يقتصر الأمر على شركات صناعة السيارات”، متوقعاً أن يشمل الإعفاء “جميع السلع والخدمات المتوافقة مع اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا”.
وأضاف: “نأمل أن تكون المكسيك وكندا قد قامتا بعمل جيد بما فيه الكفاية بشأن (منع تدفق) الفنتانيل، وذلك من أجل تجاوز هذا الجزء خلال المحادثات، والانتقال إلى مناقشة الرسوم الجمركية”.
“تأثير سلبي كبير”
من جهتها، توقع صندوق النقد الدولي، الخميس، أن تتسبب الرسوم الجمركية الأميركية المفروضة على المكسيك وكندا “تأثيراً سلبياً كبيراً على تلك الدول في حال استمرت”، مشيراً إلى مستوى التكامل القوي بين البلدين مع الاقتصاد الأميركي.
وقالت المتحدثة باسم الصندوق جولي كوزاك، إن “الرسوم الجمركية الأميركية وكذلك ردود الفعل من الصين وكندا وربما المكسيك، تشكل تطورات جديدة مهمة”.
وأوضحت أن “صندوق النقد الدولي سيصدر تقييماً أكثر شمولاً خلال اجتماعات الصندوق والبنك الدوليين في واشنطن المقررة في أبريل المقبل”، مستشهدةً بـ”زيادة تقلبات أسواق المال ما يعكس حالة عدم اليقين الدولية”.