قال أبو عبيدة، المتحدث باسم “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس”، الخميس، إن تهديدات إسرائيل بالحرب لن تحقق سوى الخيبة لها، ولن تؤدي للإفراج عن أسراها.
وأكد أبو عبيدة في بيان أن “ما لم تأخذه إسرائيل بالحرب لن تحصل عليه بالتهديدات والحيل”، محذراً عائلات المحتجزين الإسرائيليين بأن لدى الحركة “إثبات حياة” حتى اليوم لمن تبقى منهم على قيد الحياة، مشيراً إلى أن “أي تصعيد على غزة سيؤدي غالباً إلى مقتل بعض أسرى العدو كما حدث من قبل في الكثير من الحالات”.
وشدد على أن كتائب القسام “في حالة جهوزية ومستعدة لكل الاحتمالات”، لافتاً إلى أن “الاحتلال هو الذي يتسبب بمقتل أسراه، فضلاً عن معاناتهم وتنصله من التفاهمات”.
ونوَّه إلى أن “المقاومة التزمت أمام العالم وأمام الوسطاء ببنود اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة”. ونبَّه بأن “المقاومة لديها ما يؤلم العدو في أي مواجهة مقبلة”.
وتابع بالقول إن “قيادة العدو لا تزال تحاول التنصل من الاتفاق سعياً للحصول على غطاء أميركي لممارسة العدوان على شعبنا، وسعياً من رئيس الحكومة (بنيامين نتنياهو) لتغليب المصلحة الحزبية على حياة أسراه”.
وانتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، السبت، وفرضت إسرائيل منذئذ حصاراً كاملاً على جميع البضائع التي تدخل غزة، وطالبت حماس بإطلاق سراح المحتجزين المتبقين دون بدء مفاوضات إنهاء الحرب.
وتوقفت الحرب في غزة منذ 19 يناير، وأطلقت حماس سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً و5 تايلانديين مقابل نحو ألفي أسير ومعتقل فلسطيني.
مفاوضات سرية
كشف مصدر مطلع على كواليس المفاوضات السرية بين حركة “حماس” والولايات المتحدة، الخميس، عن تفاصيل ما جرى تداوله بين الجانبين بشأن المرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار مع إسرائيل في غزة.
وقال المصدر المقرب من “حماس” لـ”الشرق” إن الحركة الفلسطينية أبلغت المسؤولين الأميركيين أنها “تتطلع لإطلاق سراح الأسرى الأميركيين وكافة الإسرائيليين في إطار اتفاق أشمل يتضمن الاتفاق على مفاتيح جديدة بشأن الأسرى العسكريين الإسرائيليين وبدء مفاوضات المرحلة الثانية”.
ويستخدم مصطلح “المفاتيح” في المفاوضات بين “حماس” وإسرائيل للإشارة إلى المعايير التي تحدد عدد الأسرى الفلسطينيين المطلوب الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية مقابل كل محتجز إسرائيلي يتم إطلاق سراحه من غزة.
على سبيل المثال، “كان المفتاح في المرحلة الأولى إطلاق سراح 50 أسيراً فلسطينياً من الصادر بحقهم أحكام بالسجن المؤبد أو لفترات طويلة مقابل كل محتجز إسرائيلي مجند أو في سن التجنيد”.
وأشار المصدر إلى أن الاتصالات واللقاءات المباشرة جرت بترتيب قطري وبناء على رغبة أميركية، مضيفاً أن “حماس تعاملت بمرونة عالية في مناقشة مسألة المحتجزين الإسرائيليين الذين يحملون جنسية أميركية، ولا تمانع بتقديم بادرة حسن نية في هذا الأمر”، دون تفاصيل أكثر.