اعتبر مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الخميس، أن خطة مصر بشأن إدارة وإعادة إعمار قطاع غزة “خطوة أولى حسنة النية” من الجانب المصري.
وقال ويتكوف في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض: “لقد انتهيت للتو من قراءة المقترح المصري. إنه يحتوي على العديد من الميزات الجذابة. نحن بحاجة إلى المزيد من المناقشة حوله، ولكنه خطوة أولى حسنة النية من جانب المصريين”.
وكانت القمة العربية الطارئة بشأن فلسطين في القاهرة، التي عُقدت الثلاثاء، تبنَّت خطة مصر المتعلقة بإدارة غزة وإعادة إعمار القطاع، وأعلنت دعمها للقرار الفلسطيني بتشكيل لجنة لإدارة القطاع لفترة انتقالية تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.
وبعد ساعات من انتهاء أعمال القمة، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي برايان هيوز، إن المقترح المصري لإعادة إعمار غزة “لا يعالج حقيقة أن غزة غير صالحة للسكن حالياً”.
حماس وحكم غزة
وفي سياق متصل، قال ويتكوف إن حركة “حماس” لن تكون جزءاً من حكم قطاع غزة، مشيراً إلى أن أي إجراء ضدها سيكون من جانب إسرائيل، وبدعم من إدارتنا.
وبشأن المرحلة الثانية من اتفاق غزة، قال: “هذا ما نبحثه، سواء النظر في تمديد المرحلة الأولى، أو نبحث المرحلة الثانية. بالنسبة لي، لا يهمني حقاً ما نسميه، ما يهم، هل سنتوصل إلى حل؟ هل سنتوصل إلى اتفاق سلام؟ هل سنعيد كل هؤلاء الرهائن إلى ديارهم، وهو هدف إدارة ترمب، وهذا سيتطلب بعض التفكير المعقول”.
وأعاد التأكيد على أن “حماس لن تكون جزءاً من حكومة غزة، والجميع يدركون ذلك، وهذا متضمن في إطار عمل السابع والعشرين من مايو، والذي تجري بموجبه هذه المفاوضات”.
ونبَّه إلى أن أي نقاشات مع حماس يجريها المبعوث الخاص لشؤون الرهائن آدم بوهلر وهو مفوض للقيام بذلك، موضحاً أنها “كانت تتمثل في إجراء محادثة لمعرفة ما إذا كان من الممكن تحقيق أي شيء. للأسف، ما اكتشفناه هو أن حماس أخبرتنا أنها ستتعامل مع الأمر بطريقة معينة، لكنها لم تفعل”.
ولفت إلى أن ذلك ما دفع الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى تحذير حماس من أن “سلوكها غير مقبول. عليكم تصحيح سلوككم”، منوهاً إلى أن “حماس لم تكن واضحة معنا بشأن المحتجزين. آن الأوان لتتصرف بطريقة مسؤولة، وهذا ما لا تفعله”.
وتابع ويتكوف: “نرغب في حل الأمور عبر الحوار، وإن لم ننجح فالبديل لن يكون جيداً لحماس”، لافتاً إلى أن لدى حماس فرصة لاتخاذ القرار الصائب.
محادثات سرية
كشف مصدر مطلع على كواليس المفاوضات السرية بين حماس والولايات المتحدة عن تفاصيل ما جرى تداوله بين الجانبين بشأن المرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار مع إسرائيل في غزة.
وقال المصدر المقرب من “حماس” لـ”الشرق” إن الحركة الفلسطينية أبلغت المسؤولين الأميركيين أنها “تتطلع لإطلاق سراح الأسرى الأميركيين وكافة الإسرائيليين في إطار اتفاق أشمل يتضمن الاتفاق على مفاتيح جديدة بشأن الأسرى العسكريين الإسرائيليين وبدء مفاوضات المرحلة الثانية”.
ويستخدم مصطلح “المفاتيح” في المفاوضات بين “حماس” وإسرائيل للإشارة إلى المعايير التي تحدد عدد الأسرى الفلسطينيين المطلوب الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية مقابل كل محتجز إسرائيلي يتم إطلاق سراحه من غزة.
وأشار المصدر إلى أن الاتصالات واللقاءات المباشرة جرت بترتيب قطري وبناءً على رغبة أميركية، مضيفاً أن “حماس تعاملت بمرونة عالية في مناقشة مسألة المحتجزين الإسرائيليين الذين يحملون جنسية أميركية، ولا تمانع بتقديم بادرة حسن نية في هذا الأمر”، دون تفاصيل أكثر.