قال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن بلاده، التي تمتلك ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بعد الولايات المتحدة، قد تساهم في مهمة حفظ سلام محتملة في أوكرانيا.
وأوضح المصدر لصحافيين في أنقرة “سيجري النظر في مسألة المساهمة في المهمة إذا اعتبرت ضرورية لإرساء الاستقرار والسلام الإقليميين، وسيجري تقييمها بشكل مشترك مع جميع الأطراف المعنية”.
وناقشت بريطانيا وفرنسا، القوتان العسكريتان الرئيسيتان في أوروبا، بالفعل نشر قوات في إطار قوة محتملة لمراقبة وقف إطلاق النار في أوكرانيا بعد التوصل إلى اتفاق سلام في المستقبل، في حين قالت واشنطن إنها لن ترسل جنوداً أميركيين.
وتقول أوكرانيا إن أي اتفاق سلام سيتطلب قوة قوية على الأرض لتوفير ضمانات أمنية. ورفضت موسكو أي نشر لقوات من دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي، لكن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يقول إنه يعتقد أن روسيا قد توافق.
لا قرارات ملموسة بعد
وقال المصدر التركي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن المناقشات بشأن نشر القوات التركية لا تزال مجرد تصور، ولم تُتخذ قرارات ملموسة بعد.
وأكد المصدر أنه إذا قررت تركيا نشر قوات، فيجب أولاً إعلان وقف إطلاق النار بين أوكرانيا وروسيا، ويجب أن تشمل عمليات النشر الأولية وحدات غير مقاتلة لمراقبة وقف إطلاق النار.
وذكرت وسائل إعلام تركية الأسبوع الماضي، أن الرئيس رجب طيب أردوغان ناقش نشراً محتملاً للقوات مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال اجتماعين منفصلين في أنقرة الشهر الماضي.
استضافة محادثات سلام
قال مصدر دبلوماسي تركي مطلع مارس، إن وزير الخارجية هاكان فيدان سيعرض مجدداً استضافة أنقرة محادثات سلام بين أوكرانيا وروسيا.
واستضافت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي محادثات أولية بين الجانبين بعد أشهر من الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، مما ساعد في إبرام اتفاق للمرور الآمن لصادرات الحبوب في البحر الأسود. وتقول أنقرة إن أي محادثات سلام مستقبلية يجب أن تشمل البلدين.
وتدعو تركيا منذ العام الماضي، إلى إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار وأعلنت ترحيبها بالمبادرة الأميركية لإنهاء الحرب، والتي خرجت عن مسارها بسبب مشادة كلامية بين رئيسي أوكرانيا والولايات المتحدة في واشنطن.
وباعتبارها دولة مطلة على البحر الأسود مثل أوكرانيا وروسيا، ترتبط تركيا بعلاقات جيدة مع كليهما منذ بداية الحرب. كما قدمت دعماً عسكرياً لكييف، لكنها رفضت المشاركة في العقوبات الغربية على موسكو.
وزار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تركيا الشهر الماضي، في اليوم نفسه الذي اجتمع فيه مسؤولون أميركيون وروس في الرياض لإجراء محادثات بهدف إنهاء الحرب دون مشاركة كييف.