توقع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الخميس، أن تدخل بلاده في “حرب تجارية” مع الولايات المتحدة “في المستقبل المنظور”، مشيراً إلى أن كندا ستواصل التواصل مع كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب من أجل “إزالة جميع الرسوم الجمركية”.
وبدأت إدارة ترمب، الثلاثاء الماضي، فرض رسوم جمركية ليس فقط على كندا، ولكن أيضاً على المكسيك والصين، مما أشعل فتيل حرب تجارية محتملة يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة، بحسب وكالة “رويترز”.
وردت كندا بفرض رسوم جمركية فورية بنسبة 25% على واردات أميركية قيمتها 30 مليار دولار كندي، وقالت إنه إذا لزم الأمر، ستستهدف واردات أخرى قيمتها 125 مليار دولار كندي في غضون 21 يوماً.
وقال ترودو للصحافيين، إنه بحث خلال اتصاله الهاتفي الذي جرى، الأربعاء، مع ترمب، مسألة “الرسوم الجمركية”، مشدداً: “هدفنا هو إزالة جميع الرسوم الجمركية.. ولن نتراجع عن رفع الرسوم الجمركية التي فرضناها على الولايات المتحدة حتى يتم رفع الرسوم الأميركية غير المبررة على السلع الكندية”.
وأشار إلى أن المحادثات بين البلدين جارية من أجل “التأكد من أن هذه الرسوم الجمركية لا تضر بشكل كبير على قطاعات معينة”، لكنه ذكر أن “لا توجد إشارة” على استعداد ترمب لرفع هذه الرسوم الجمركية بالكامل.
وأوضح أن هناك “مناقشات جارية لإزالة جميع الرسوم الجمركية حتى 2 أبريل المقبل”، مضيفاً أن هذه المحادثات “لم يتم الانتهاء منها”، وأنه “متردد” في التعليق عليها وذلك “حتى يكون هناك شيء ملموس للإعلان عنه”.
وأعرب ترودو، الذي استقال من منصبه في يناير الماضي، عن تطلعه لانتقال “قانوني” للسلطة الجديدة المنتخبة “خلال أيام أو الأسبوع المقبل”.
ترمب: ترودو يريد الترشح مجدداً لمنصب رئيس الوزراء
وعقب هذه التصريحات، قال ترمب في منشور على منصة “تروث سوشيال”: “صدق أو لا تصدق، على الرغم من العمل الفظيع الذي قام به من أجل كندا، أعتقد أن جاستن ترودو يستخدم مشكلة الرسوم الجمركية، التي تسبب فيها إلى حد كبير، من أجل الترشح مجدداً لمنصب رئيس الوزراء”.
وكان ترمب أفاد بأنه بحث خلال اتصال هاتفي مع ترودو، الأربعاء، مسألة التعريفات الجمركية، والحد من تدفق مادة الفنتانيل الأفيونية القاتلة، مشيراً إلى انتهاء المكالمة بـ”طريقة ودية إلى حد ما”.
وقال ترمب على منصة “تروث سوشيال”، إن ترودو “اتصل بي ليسألني عما يمكن فعله بشأن التعريفات الجمركية”، مضيفاً: “أبلغته أن العديد من الأشخاص ماتوا بسبب الفنتانيل الذي جاء عبر حدود كندا والمكسيك”.
وخلال المنشور وصف ترمب، ترودو بأنه “حاكم ولاية كندا”، وقال: “لأي شخص مهتم، أبلغت حاكم ولاية كندا جاستن ترودو أنه تسبب إلى حد كبير في المشاكل التي لدينا معهم؛ بسبب سياساته الحدودية الضعيفة، والتي سمحت بتدفق كميات كبيرة من الفنتانيل، والمهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة”.
من جهته، وصف مكتب رئيس الوزراء الكندي في بيان، الاتصال بين ترودو وترمب الذي استمر 50 دقيقة، بأنه “بناء”، متوقعاً أن يتحدث الجانبان “مجدداً اليوم”.
تدهورت علاقات ترودو مع ترمب، والتي لم تكن دافئة أبداً، في الأشهر القليلة الماضية بعد أن تحدث الرئيس الأميركي مراراً عن أن تصبح كندا الولاية الأميركية الـ51، وأشار ساخراً إلى ترودو باعتباره “حاكمها” وليس رئيس الوزراء.
وأظهرت بيانات كندية رسمية، الخميس، أن الفائض التجاري لكندا في يناير الماضي تجاوز التوقعات بشكل كبير حيث بلغ 3.97 مليار دولار كندي (2.78 مليار دولار)، وكان المحللون الذين استطلعت “رويترز” آراءهم قد توقعوا أن يبلغ الفائض التجاري لكندا 1.28 مليار دولار كندي.
ويرى خبراء الاقتصاد أن كندا، التي ترسل 75% من جميع الصادرات إلى الولايات المتحدة، سوف تنزلق إلى الركود ما لم تُرفع الرسوم الجمركية سريعاً.