اتهم رئيس بنما، خوسيه راؤول مولينو، الأربعاء، الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالكذب على الكونجرس، بعدما كرر الأخير نيته الاستيلاء على قناة بنما، حسبما ذكرت “بلومبرغ”.
وقال مولينو على منصة “إكس”:”الرئيس ترمب يكذب مرة أخرى، إن قناة بنما ليست في طور الترميم، وبالتأكيد هذه ليست المهمة التي تمت مناقشتها في محادثاتنا مع وزير الخارجية روبيو أو أي شخص آخر”.
وأضاف: “أرفض، نيابة عن بنما وجميع البنميين، هذه الإهانة الجديدة للحقيقة ولكرامتنا كأمة”.
وتابع: “إن التعاون بين حكومتينا يتطلب تفاهمات واضحة بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما حدث بالفعل، ولا علاقة لهذا الأمر باستعادة القناة، أو المساس بسيادتنا الوطنية، القناة بنمية وستبقى بنمية”.
وقال ترمب في خطاب حالة الاتحاد بواشنطن، الثلاثاء الماضي، إن “بنما انتهكت الاتفاقات التي أبرمتها عندما استولت على القناة قبل ربع قرن”.
وذكر ترمب في خطابه أمام الكونجرس: “لقد تم بناء قناة بنما من قبل الأميركيين من أجل الأميركيين، وليس من أجل الآخرين، ولكن يمكن للآخرين استخدامها”.
وأضاف: “لقد تم انتهاك هذه الاتفاقية بشكل صارخ، لم نسلمها للصين، بل أعطيناها لبنما، وسنستعيدها”.
ولم يرد البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي على الفور على الطلبات المكتوبة للتعليق، في الوقت الذي يتهم ترمب بنما مراراً وتكراراً بالسماح للصين بالسيطرة على القناة، دون تقديم دليل على أن هذا هو الحال.
وذكر ترمب في الخطاب أن “وزير الخارجية ماركو روبيو مسؤول عن استعادة القناة للولايات المتحدة”، مضيفاً: “نحن نستعيدها وروبيو هو المسؤول عنها. حظاً سعيداً ماركو، الآن نعرف من نلومه إذا حدث أي خطأ”.
وتدير شركة “سي كيه هاتشيسون” القابضة المحدودة في هونج كونج ميناءين على جانبي القناة، وقد وافقت الشركة، الثلاثاء، على بيع الموانئ إلى اتحاد بقيادة شركة “بلاك روك” الأميركية.
“إطلاق الأكاذيب”
وكان رئيس بنما، قد ذكر في مطلع فبراير الماضي، أن حكومة الولايات المتحدة تطلق الأكاذيب، عندما زعمت وزارة الخارجية أن “السفن الحكومية الأميركية سيكون بإمكانها عبور قناة بنما دون دفع رسوم”، معرباً عن “رفضه المطلق لإدارة العلاقات بين الولايات المتحدة وبنما على أساس الكذب والزيف”.
وذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن بنما وافقت على منح السفن الحكومية الأميركية مروراً مجانياً عبر قناة بنما، وهي خطوة فاجأت المسؤولين البنميين، إذ لم يتم التوصل إلى اتفاق رسمي بهذا الشأن، حسبما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، الخميس، نقلاً عن مصادر مطلعة على المفاوضات.
وذكرت الخارجية الأميركية في منشور على منصة “إكس”، أن “السفن الحكومية الأميركية ستتمكن من استخدام القناة “دون دفع رسوم، ما يوفر على الحكومة الأميركية ملايين الدولارات سنوياً”.
مناقشات أميركية بنمية
وقالت مصادر مطلعة على المناقشات لصحيفة “وول ستريت جورنال”، إن الحكومتين الأميركية والبنمية، اتفقتا خلال زيارة روبيو على دراسة إمكانية منح السفن التابعة للبحرية الأميركية مروراً مجانياً، إلا أن مسؤولين بنميين حذروا من أن مثل هذا الإجراء سيتطلب مراجعة قانونية للتأكد من عدم انتهاكه لمعاهدة وقعتها الدولتان في عام 1977، التي تنص على معاملة جميع مستخدمي القناة على قدم المساواة من حيث الشروط والرسوم.
وبحسب مسؤولي القناة، فإن السفن الحربية الأميركية الكبيرة، مثل “حاملات الطائرات، لا يمكنها عبور القناة نظراً لحجمها الكبير”، كما أن عبور السفن الحربية “نادر الحدوث”، إذ يبلغ متوسط عددها 40 سفينة سنوياً، أي أقل من 0.5% من إجمالي حركة السفن.
وتشير التقديرات إلى أن الاتفاق قد يوفر للبحرية الأميركية نحو 13 مليون دولار سنوياً، في ظل ميزانية وزارة الدفاع التي تبلغ 850 مليار دولار، بحسب الصحيفة.
وبعد زيارة روبيو، الشهر الماضي، أعلنت هيئة قناة بنما أنها ستعمل على “تحسين أولوية عبور” السفن الحربية الأميركية.