حذّرت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الأربعاء، من أن تصعيد إيران لبرنامجها النووي يُشكل تهديداً خطيراً للأمن الدولي، ودعت الدول الثلاث طهران إلى وقف أنشطتها في هذا المجال والتراجع عنها.
وحثت الدول الثلاث، المعروفة باسم “E3″، إيران في بيان مشترك على “الامتناع عن التهديدات المتعلقة بالأسلحة النووية”، مشيرة إلى أن طهران أثارت “أزمة” من خلال زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة تقترب من مستوى صنْع القنبلة، بحسب “بلومبرغ”.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أفادت الأسبوع الماضي، بأن إيران وسّعت مخزونها من المواد الانشطارية بأكثر من 50% خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
ويُعد تقرير الوكالة، الأول من نوعه منذ عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، إذ تعهّد بتشديد العقوبات على طهران، والسعي لإبرام اتفاق نووي جديد بديل عن الاتفاق الذي انسحب منه خلال ولايته الأولى.
وأكد بيان الدول الثلاث، الموجَّه إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن هذه الدول ستواصل العمل من أجل حل دبلوماسي، مؤكدة أنها “مستعدة لاستخدام جميع الأدوات الدبلوماسية” لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية.
وتنفي إيران باستمرار سعيها لامتلاك أسلحة نووية، مؤكدة أن أبحاثها النووية مخصصة لأغراض الطاقة والاستخدامات المدنية فقط.
وقبل نحو أسبوع كشف تقرير سري للأمم المتحدة أن إيران زادت بشكل حاد مخزونها من مادة اليورانيوم عالي التخصيب في الأسابيع الأخيرة، وباتت تملك ما نسبته 60% من المادة، ما يكفي لصناعة 6 أسلحة نووية، حسبما أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال”.
وأوضح التقرير الأممي، أن إيران تنتج الآن ما يكفي من المواد الانشطارية شهرياً لصنع سلاح نووي واحد، إذ جمعت حوالي 275 كيلوجراماً من اليورانيوم المُخصَّب بنسبة 60% حتى 8 فبراير الجاري، مقارنة بـ 182 كيلوجراماً في أواخر أكتوبر الماضي، ما يمثل قفزة بنسبة 50% خلال 15 أسبوعاً فقط.
ولفتت الصحيفة إلى أن الوقود المخصَّب بنسبة 60% يمكن تحويله في غضون أيام ليصبح مخصَّباً بنسبة 90%، وهي النسبة المطلوبة لصنع الأسلحة النووية، قائلة إن إيران بدأت في إنتاج اليورانيوم المخصَّب بنسبة 60% في عام 2021، ووسَّعت إنتاجها منه منذ أوائل ديسمبر الماضي، بعد أن تعرضت لانتقادات رسمية من أوروبا والولايات المتحدة.
وتأتي هذه الخطوات في وقت تشير طهران إلى استعدادها للتفاوض مع الولايات المتحدة بشأن حدود طموحاتها النووية، في حين أكدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على العودة إلى سياسة “الضغط الأقصى”، مع رغبتها في التفاوض على اتفاق نووي.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، حذر المرشد الإيراني علي خامنئي من التفاوض مع الولايات المتحدة، إلا أن المسؤولين الإيرانيين أبلغوا نظرائهم الأوروبيين أنهم حريصون على إجراء محادثات.
وفي ديسمبر الماضي، أفادت تقارير استخباراتية أميركية، بأن طهران لم تتخذ قراراً بعد بشأن صنع سلاح نووي، ولكن هناك قلق متزايد من أنها قد تفعل ذلك.
وبدأت الدول الأوروبية في اتخاذ إجراءات قد تؤدي إلى إعادة فرض جميع العقوبات الدولية على طهران بحلول أكتوبر المقبل، والتي كان قد تم رفعها بموجب الاتفاق النووي، لكن طهران هددت بالانسحاب من المعاهدة الدولية التي تحظر على الدول السعي للحصول على أسلحة نووية في حال حدوث ذلك.