أفاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنه بحث خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الأربعاء، مسألة التعريفات الجمركية، والحد من تدفق مادة الفنتانيل الأفيونية القاتلة، مشيراً إلى انتهاء المكالمة بـ”طريقة ودية إلى حد ما”.
وقال ترمب على منصة TRUTH SOCIAL، إن ترودو “اتصل بي ليسألني عما يمكن فعله بشأن التعريفات الجمركية”، مضيفاً: “أبلغته أن العديد من الأشخاص ماتوا بسبب الفنتانيل الذي جاء عبر حدود كندا والمكسيك”.
وأعرب ترمب عن عدم قناعته بأن عمليات تدفق الفنتانيل “قد توقفت”، لكنه اعتبر أن “المكالمة انتهت بطريقة ودية إلى حد ما”.
وتابع: “لم يتمكن من إخباري (ترودو) بموعد إجراء الانتخابات الكندية، مما أثار فضولي.. أدركت بعد ذلك أنه يحاول استخدام هذه القضية للبقاء في السلطة. حظاً موفقاً جاستن”.
وخلال المنشور وصف ترمب ترودو بأنه “حاكم ولاية كندا”، وقال: “لأي شخص مهتم، أبلغت حاكم ولاية كندا جاستن ترودو أنه تسبب إلى حد كبير في المشاكل التي لدينا معهم؛ بسبب سياساته الحدودية الضعيفة، والتي سمحت بتدفق كميات كبيرة من الفنتانيل، والمهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة”.
واعتبر أن هذه السياسية “مسؤولة عن وفاة العديد من الناس”.
“اتصال بناء”
من جهته، وصف مكتب رئيس الوزراء الكندي في بيان، الاتصال بين ترودو وترمب الذي استمر 50 دقيقة، بأنه “بناء”، متوقعاً أن يتحدث الجانبان “مجدداً اليوم”.
وأوضح مكتب ترودو، أن الجانبين ناقشا “الفنتانيل وقضايا التجارة”، مؤكداً أن “المحادثات ستستمر بين البلدين”.
وقال مصدر كندي مطلع على المحادثة لوكالة “رويترز”، إن فرق من البلدين ستواصل إجراء المناقشات، الأربعاء، مشيراً إلى أن وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك ونائب الرئيس جيه دي فانس كانا ضمن المكالمة.
وعقب الإعلان عن الاتصال، أعلنت منظمة التجارة العالمية، أن كندا قدمت طلباً من أجل إجراء مشاورات لبحث مسألة النزاع بشأن الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة على السلع القادمة من كندا.
إعفاء السيارات من الرسوم الجمركية
من جهتها، أفادت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفات، بأن ترمب منح السيارات القادمة من المكسيك وكندا إعفاءً من الرسوم الجمركية لمدة شهر واحد.
وقالت ليفات في بيان منسوب لترمب خلال الإفادة اليومية بالبيت الأبيض: “تحدثنا مع تجار السيارات الثلاثة الكبار، وسنمنح إعفاءً لمدة شهر واحد لأي سيارات متوافقة مع لوائح اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا USMCA”، في إشارة إلى شركات “فورد”، و”جنرال موتورز” و”ستيلانتس”.
وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن الرسوم الجمركية التي أعلنها ترمب مؤخراً وتبلغ 25% “ستبدأ في 2 أبريل المقبل”، لكنها أضافت: “بناءً على طلب الشركات المرتبطة باتفاق USMCA، منح الرئيس إعفاءً لمدة شهر واحد من الرسوم، حتى لا تكون في وضع اقتصادي غير جيد”.
وكان وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك قال في وقت سابق الأربعاء، إن “ترمب قد يستثني السيارات أو المنتجات الأخرى” من الرسوم الجمركية، وتابع: “الرسوم الجمركية البالغة 25% ستظل سارية، ولكن بعض القطاعات التي امتثلت لاتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا قد تحصل على إعفاء”.
“شيء غبي للغاية”
وسبق أن وصف رئيس الوزراء الكندي الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي على واردات بلاده بأنها “شيء غبي للغاية”. كما اتهم ترودو، الذي يتنحى هذا الأسبوع، ترمب بالرغبة في “تدمير” الاقتصاد الكندي.
وفي حديثه بعد ساعات من شن ترمب حرباً تجارية على المكسيك وكندا، أعلن ترودو فرض رسوم جمركية فورية 25% على واردات أميركية قيمتها 30 مليار دولار كندي. وقال إنه إذا لزم الأمر، ستستهدف كندا واردات أخرى قيمتها 125 مليار دولار كندي في غضون 21 يوماً.
وأشار ترودو لصحافيين، إلى أنه “لا يوجد مبرر أو حاجة على الإطلاق لهذه الرسوم الجمركية”، مضيفاً أن كندا ستتحدى التدابير الأميركية في منظمة التجارة العالمية، ومن خلال اتفاقية تجارية بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
تدهورت علاقات ترودو مع ترمب، والتي لم تكن دافئة أبداً، في الأشهر القليلة الماضية بعد أن تحدث الرئيس الأميركي مراراً عن أن تصبح كندا الولاية الأميركية الـ51، وأشار ساخراً إلى ترودو باعتباره “حاكمها” وليس رئيس الوزراء.
ويرى خبراء الاقتصاد أن كندا، التي ترسل 75% من جميع الصادرات إلى الولايات المتحدة، سوف تنزلق إلى الركود ما لم تُرفع الرسوم الجمركية سريعاً.