أعلن زعيم الجمهوريين السابق في مجلس الشيوخ الأميركي ميتش ماكونيل، الخميس، عن عدم ترشحه لإعادة انتخابه في الانتخابات النصفية في عام 2026، ما يعتبر لحظة مهمة في تاريخ الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وقال السيناتور ماكونيل في خطاب أمام أعضاء مجلس الشيوخ: “أرسلني سكان ولاية كنتاكي إلى مجلس الشيوخ 7 مرات.. ولن أسعى إلى هذا الشرف مرة ثامنة، إذ ستكون ولايتي الحالية في مجلس الشيوخ هي الأخيرة”.
وأشار إلى أن لديه “أعمال لم يتم إنجازها، ويجب الاهتمام بها”، داعياً المجلس إلى “القتال” من أجل دعم أولويات الأمن القومي الأميركي، وزيادة موارد الدفاع بشكل أكبر.
وأضاف: “بفضل تصميم (الرئيس السابق) رونالد ريجان، كان العمل على تعزيز القوة الصارمة للولايات المتحدة مستمراً، وذلك عندما دخلت مجلس الشيوخ، لكن منذ ذلك الحين، سمحنا بأن تتدهور تلك القوة”.
وأشار إلى أنه عندما تنتهي ولايته، سيترك مجلس الشيوخ “وسط أمل كبير في قدرة المجلس على التحمل كمؤسسة”، لافتاً إلى “وجود عدد غير محدود من الأسباب للتشاؤم، لكن قوة مجلس الشيوخ ليست أحدها”.
وشكر ماكونيل ناخبيه الذي انتخبوه 7 مرات لتمثيلهم بالمجلس، كما تحدث عن الدعم الذي تلقاه من عائلته خلال السنوات الماضية، بما في ذلك “تصميم والدته على ضرورة حصوله على علاج من شلل الأطفال عندما كان طفلاً”.
وكان السيناتور من ولاية كنتاكي، الذي يبلغ من العمر 83 عاماً، شخصية رئيسية في الحزب الجمهوري، فهو يعتبر زعيم الحزب الأطول خدمة في تاريخ مجلس الشيوخ الأميركي، فيما كان هناك قلق شديد بشأن صحته خلال الأعوام الماضية.
وفي يوليو 2023، توقف ماكونيل عن الحديث خلال مؤتمر صحافي في مقر الكونجرس، وصمت لمدة 23 ثانية، أُبعد بعدها عن الصحافيين ليعود في وقت لاحق، ويقول: “أنا بخير”.
وقال بريان موناهان، الطبيب المعالج في الكونجرس في خطاب إلى الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ، حينها، إنه “تواصل مع ماكونيل بشكل شخصي، وتشاور مع أطباء الأعصاب المتابعين لحالته”، مشيراً إلى أنه “بعد تقييم الحادثة، أبلغت السيناتور بأن حالته الصحية تمكنه من مواصلة جدول أعماله كما هو مخطط له”.
وانتخب ماكونيل لأول مرة لمجلس الشيوخ الأميركي عام 1984، كما أعيد انتخابه في أعوام 1990 و1996 و2002 و2008 و2014، وكذلك أعيد انتخابه في عام 2020، فيما تنتهي الولاية الحالية في 3 يناير 2027.
ووجد ماكونيل، زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ منذ العام 2015 حتى نوفمبر 2024، نفسه على خط المواجهة ضد سياسات إدارة الرئيس الديمقراطي باراك أوباما (2009-2017)، لكن أيضاً في موقف داعم للرئيس دونالد ترمب الذي وصل إلى السلطة في يناير 2017.
لكن ماكونيل، الذي ولد عام 1942 في توسكومبيا بولاية ألاباما، انتقد الرئيس الأميركي عدة مرات، ووصفه بأنه “غبي” و”نرجسي”، كما كان مؤيداً قوياً لاستمرار المساعدات الأميركية المقدمة لأوكرانيا، وصوّت ضد عدد من كبار مرشحي ترمب للمناصب الحكومية.
ولم يتحدث ترمب وماكونيل لسنوات بعد انتخابات 2020. ومع ذلك، في النهاية، دعم ماكونيل ترمب في السباق الرئاسي لعام 2024، في خطوة بدت كاعتراف بالسيطرة الكاملة لحركة “MAGA” (اجعلوا أميركا عظيمة مرة أخرى) على الحزب الجمهوري.