طلبت الولايات المتحدة من الدول الأوروبية توضيح الضمانات الأمنية، التي ترغب في تقديمها لأوكرانيا، لضمان تسوية سلمية دائمة، وكيف ينبغي للحلفاء الرد إذا تعرضت أي قوات تنشرها لهجوم من قبل روسيا، وفق وثائق اطلعت عليها “بلومبرغ”.
وتسعى إدارة ترمب إلى معرفة القوات والأسلحة التي يمكن للدول الأوروبية الالتزام بها، بينما كان الأوروبيون، من جانبهم، يستكشفون فريق ترمب بشأن نوع الدعم العسكري المتاح وأشكاله، لا سيما على صعيد الاستخبارات أو الدفاعات الجوية.
وذكرت “بلومبرغ” أن إدارة ترمب تسعى للحصول على تفاصيل بشأن الضمانات التي يمكن للحلفاء الأوروبيين تقديمها لكييف وردع موسكو في المستقبل، كما تسعى أيضاً لمعرفة مدى استعداد حلفائها الأوروبيين لتقديم قوات كجزء من أي تسوية سلمية، وطبيعة الدعم الأميركي الذي يعتقد الأوربيون أنه مطلوب الآن وما يمكنهم فعله لتعزيز موقف كييف التفاوضي.
معدات وعقوبات
ومن أجل زيادة الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سألت إدارة ترمب الحلفاء عن المعدات الإضافية التي يمكنهم إرسالها إلى أوكرانيا، والخطوات التي يمكنهم اتخاذها لعزيز أثر العقوبات الحالية بشكل أفضل واستهداف الكيانات في دول ثالثة تساعد روسيا.
وتريد الولايات المتحدة أيضاً معرفة ما إذا كان الاتحاد الأوروبي قادراً على منح أوكرانيا إمكانية الوصول إلى المزيد من السوق الموحدة للكتلة مع تحركها نحو العضوية.
زخم أوروبي
واكتسب احتمال نشر قوات في أوكرانيا زخماً بين بعض الزعماء الأوروبيين في الأيام الأخيرة مع تحرك إدارة ترمب بسرعة نحو فتح مفاوضات مباشرة مع موسكو. ويسعى داعمو أوكرانيا الأوروبيون جاهدين للحصول على دور في المحادثات، التي تتقدم بدونهم، لكنها قد تعيد تشكيل المشهد الأمني للقارة، وفق “واشنطن بوست”.
ومن المتوقع أن يناقش المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب لأوكرانيا وروسيا، الجنرال المتقاعد كيث كيلوج، هذه القضايا أثناء لقائه بمسؤولين أوروبيين هذا الشهر، وفقاً لدبلوماسيين أوروبيين، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم، لمناقشة المداولات الخاصة.
وذكرت “بلومبرغ” سابقاً أن كيلوج يسعى للحصول على تفاصيل من الحلفاء قبل تقديم الخيارات للرئيس الأميركي.
وتأتي المناقشات بعد أن أصيب زعماء الاتحاد الأوروبي بالصدمة إزاء مساعي ترمب لبدء محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بعد اجتماع مسؤولين أميركيين وروس في السعودية، الثلاثاء.
اجتماعات فرنسا
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال قمة باريس إلى “تحفيز التخطيط للدعم الأوروبي لأوكرانيا والتوصل إلى إجماع بشأن نشر محتمل للقوات. وأجرى ماكرون مكالمة هاتفية لمدة 20 دقيقة مع ترمب قبل الاجتماع.
وقالت مصادر دبلوماسية، الثلاثاء، إن فرنسا تعتزم استضافة اجتماع ثان، الأربعاء، لمناقشة الوضع الأمني في أوروبا وأوكرانيا، لكنها دعت هذه المرة كندا ودولاً أوروبية لم تشارك في الاجتماع الأول، الاثنين.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدرين دبلوماسيين أن الدول المدعوة هي النرويج وكندا ودول البلطيق الثلاث (ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا) وجمهورية التشيك واليونان وفنلندا ورومانيا والسويد وبلجيكا.
وقال اثنان من المصادر إن بعض الدول قد تشارك عبر الفيديو.
قوات أوروبية إلى أوكرانيا؟
وعندما سُئل المستشار الألماني أولاف شولتز عما إذا كانت بلاده ستنشر جنوداً، وصف المناقشة بأنها “سابقة لأوانها تماماً” مع احتدام الحرب. وقال: “بالنسبة لي، من الواضح تماماً أن هذا نقاش غير مناسب في الوقت الخطأ وحول الموضوع الخطأ”.
ومع عزم الولايات المتحدة التحرك بسرعة كبيرة، تخاطر أوروبا بالتهميش في مفاوضات قد تحدد بنهاية المطاف التوازن الأمني في القارة لسنوات قادمة إذا لم تتوصل بسرعة إلى خطة ملموسة.
واقترحت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن رد أوروبا قد يشمل حزمة دفاعية جديدة كبرى. وقالت بيربوك في مقابلة على هامش اجتماع ميونخ: “سنطلق حزمة كبيرة لم يسبق لها مثيل”.
وفي الوقت نفسه، تعهد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في مقال رأي نشرته صحيفة “تليجراف”، الاثنين، بإرسال قوات حفظ سلام بريطانية إلى أوكرانيا إذا لزم الأمر كجزء من أي تسوية سلمية.