قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، في ختام المحادثات الروسية الأميركية في الرياض، الثلاثاء، إن واشنطن ستشرك الأوروبيين في مرحلة ما من المحادثات بشأن أوكرانيا، فيما اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن “الوصول إلى التوافق الكلي مع أميركا غير ممكن، لكن الحوار مهم”.
وشدد روبيو على أنه “من أجل إنهاء أي صراع، يجب أن تكون هناك تنازلات من جميع الأطراف، ولكن سيكون من الخطأ تحديد هذه التنازلات مسبقاً”.
وأشار روبيو خلال مؤتمر صحافي في الرياض، إلى مشاركة الاتحاد الأوروبي في المحادثات المستقبلية بشأن إنهاء الصراع في أوكرانيا، قائلاً إن “هناك أطرافاً أخرى فرضت عقوبات على روسيا، وسيتعين على الاتحاد الأوروبي أن يكون على الطاولة في مرحلة ما، لأن لديهم عقوبات أيضاً تم فرضها”، مضيفاً: “من أجل إنهاء الصراع، يجب أن يكون كل من شارك في هذا الصراع موافقاً عليه، ويجب أن يكون مقبولًا لهم”.
“دبلوماسية المكوك”
وقال وزير الخارجية الأميركي، إن الزعيم الوحيد في العالم الذي يمكنه وقف الحرب هو الرئيس دونالد ترمب”، مشدداً على أن اجتماع الرياض كان “الخطوة الأولى في رحلة طويلة وصعبة”. وتابع أن “الهدف هو إنهاء هذا الصراع بطريقة عادلة ودائمة ومستدامة ومقبولة من قبل جميع الأطراف المعنية”.
وكشف روبيو أن المحادثات بشأن أوكرانيا ستركز على ضمانات الأراضي والأمن، مضيفاً أنه “يجب أن تكون هذه نهاية دائمة للحرب، وليس نهاية مؤقتة، كما رأينا في الماضي”.
بدوره أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل والتز، عن محادثات جديدة بشأن الأراضي في أوكرانيا، وقال “ستكون هناك مناقشة حول الضمانات الأمنية. هذه هي المبادئ الأساسية التي ستدعم وتدعم أي نوع من المناقشات”، مضيفاً أن “الجزء الأكثر أهمية هو أن الرئيس (ترمب) أعلن رغبته وعزمه إنهاء هذه الحرب، وإنهاء القتل المستمر… إنه ليس في مصلحة أي من البلدين. إنه ليس في مصلحة العالم، وبالتأكيد ليس في مصلحة الولايات المتحدة وأوروبا”.
وقال والتز إن الولايات المتحدة تجري مشاورات مع حلفاءها بشأن أوكرانيا، مضيفاً “إذا كنت تريد جمع الجانبين معاً، فعليك التحدث إلى الجانبين. وسنستمر في تذكير الجميع، حرفياً، في غضون دقائق من إنهاء الرئيس ترمب المكالمة مع الرئيس بوتين، اتصل [وتحدث] مع الرئيس زيلينسكي”، مشيداً بما وصفها بـ”دبلوماسية المكوك”.
وأضاف رداً على ما يتردد بشأن تهميش الأوروبيين “سنستمر في الرد على هذه الفكرة القائلة بأن حلفائنا لم يتم التشاور معهم، إنهم يتعرضون للتشاور بشكل يومي تقريباً، وسنستمر في القيام بذلك”.
في المقابل، قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إن الحوار كان مفيداً، واستمعنا بعمق لمواقف واشنطن، مضيفاً أن “موسكو ردت بالمثل على طرد السفراء، بالإضافة إلى الحجز على الأموال الروسية وهي كلها قضايا مطروحة على طاولة النقاش اليوم”.
مسار “أميركي روسي” لإنهاء حرب أوكرانيا
واعتبر لافروف، أن الوصول إلى توافق كلي مع الولايات المتحدة غير ممكن، لكن الحوار مهم ومفيد جداً، مشدداً على ضرورة ألا تخرج الخلافات بين موسكو وواشنطن عن الأطر العامة، لافتاً إلى أن العمل جار على تحديد موعد لعقد لقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأميركي دونالد ترمب.
وأعلن لافروف، في ختام المحادثات الروسية الأميركية التي استضافتها السعودية، الثلاثاء، عزم بلاده تشكيل “مسار خاص مع أميركا بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا”، بعد تحديد فريقي التفاوض بين الجانبين، مشيراً إلى أن موسكو تنتظر من واشنطن أعضاء وأسماء الوفد الأميركي المنتظر أن يشارك في المفاوضات بشأن أوكرانيا، مستدركاً: “لم يتم تحديد موعد بدء مفاوضات وقف الحرب”.
وقال: “عقدنا في الرياض مناقشات مثمرة مع الوفد الأميركي، استمع كل طرف إلى الآخر، في أقرب وقت ممكن سيتم الاتفاق على لقاء لمناقشة العديد من المعوقات التي تؤدي إلى صعوبة في العلاقات الثنائية”، مشيراً إلى وجود فرص واعدة في السياسة والاقتصاد بين الجانبين، كما أن موسكو تسعى لعودة التنسيق بين الجانبين في الأزمات العالمية.
التنسيق بشأن الأزمات العالمية
وأضاف لافروف خلال المؤتمر الصحافي، أن “هناك فرصاً واعدة في السياسة والاقتصاد بخصوص علاقتنا مع أميركا”، وقال إن “الأطراف المعنية ستشكل لجاناً للمساعدة في الوصول إلى توافق شامل وكلي”.
وقال وزير الخارجية الروسي، إن موسكو تسعى لعودة التنسيق بين روسيا وأميركا بشأن الأزمات العالمية، مضيفاً أن “موسكو وواشنطن اتفقا على إطلاق البعثات الدبلوماسية والاتصالات الاقتصادية”.
وشدد على أن “روسيا لن تسمح بنشر قوات تابعة للناتو في أوكرانيا تحت رايات أوروبية”.
وكان مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، قال إن المحادثات الروسية الأميركية في العاصمة السعودية الرياض “سارت بشكل جيد” وكانت “نقاشاً جاداً بشأن جميع القضايا”، حسبما نقلت وكالتي “تاس” و”رويترز”.
وأضاف أوشاكوف، أن الجانبين اتفقا على أن يتحدث المفاوضون بشأن أوكرانيا، وناقشا بإيجاز الشروط اللازمة لقمة بوتن وترمب، رغم أنه أشار إلى أنه من غير المرجح أن تعقد الأسبوع المقبل.
واعتبر أنه من الصعب تحديد تاريخ معين لعقد لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأميركي دونالد ترمب.
وقال، في ختام المحادثات الروسية الأميركية التي تستضيفها السعودية، إن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على مراعاة مصالح بعضهما البعض، مشيراً إلى أن الوفدين أجريا “نقاشاً جدياً للغاية بشأن كافة القضايا”، لكنه استدرك: “حتى الآن من الصعب القول إن مواقف روسيا والولايات المتحدة متقاربة، وجرى الحوار عن ذلك في الرياض”.