نقل حساب على منصة “إكس” منسوب إلى أسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري السابق بشار الأسد، عدة تدوينات نُسبت إليها بدأتها بالقول: بعد فترة من الصمت، حان الوقت للانطلاق من جديد.. الأمل والتغيير لا يتوقفان، فلنبدأ معاً”.
وأضاف الحساب المُنشأ حديثاً، ولم يتم توثيقه بعد، إذ جرى نشر أول تدوينة يوم الأحد: “سوريا، بكل جمالها وتاريخها العريق، تظل في قلبنا، ونتمنى لشعبها الأمان والازدهار، وأن تعود الأيام السعيدة لتملأ كل زاوية من أرضها الطيبة.. الوطن هو القوة التي لا تنكسر، وأبناؤه هم الأمل الذي لا ينطفئ.. مهما كانت التحديات، يبقى عزيمتهم أقوى من كل الصعاب.. معاً نواجه المستقبل بكل إصرار وأمل”.
وأكمل الحساب الذي لم يتسن التأكد من صحته: “خلال السنوات الماضية، كنت دائماً ملتزمة بالصمت في ما يتعلق بالقضايا السياسية، ولن يكون لي أي تدخل في هذا المجال مستقبلاً.. لكن الأمل يبقى في أن يعم السلام والأمان في كل زاوية من هذا الوطن، ويعيش شعبه في أمان وطمأنينة”.
وختم الحساب: “كل يوم جديد يحمل معه فرصة لبداية أجمل.. لا شيء يبقى على حاله، والأمل هو سر الاستمرار.. الوطن ليس مجرد مكان، بل هو شعور يسكن في القلب مهما ابتعدنا، وسوريا ستظل دائماً الحكاية الأجمل.. الحياة تأخذنا في طرق لم نخطط لها، تعلمنا، تغيرنا، تفتح لنا أبواباً لم نتخيلها يوماً، كل مرحلة تحمل درسها، وكل تغيير له معنى.. لكل شخص مساره الخاص، وبعض المسارات لم تكن يوماً خياري.. كما كنت دائماً، أشارك هنا أفكاري بعيداً عن أي عناوين أخرى.. هناك مراحل في الحياة لا تمحى، تبقى عالقة في الذاكرة بكل تفاصيلها هل حان الوقت لمشاركتها؟”.
وقبل أيام، نشر حافظ بشار الأسد، نجل الرئيس السوري السابق بشار الأسد تدوينات على منصتي “إكس”، و”تليجرام”، تتضمن تفاصيل جديدة عن ليلة الخروج من دمشق قبل دخول الفصائل المعارضة، العاصمة، وإسقاط حكم عائلة الأسد الذي استمر قرابة نصف قرن، وقال فيها إنه “لم يكن هناك أي خطة ولا حتى احتياطية، لمغادرة دمشق، ناهيك عن سوريا”.
ولتأكيد ما جاء في هذه التدوينات، ظهر حافظ الأسد في مقطع فيديو، الأربعاء الماضي، أكد فيه أنه هو من يدير الحسابات التي تحمل اسمه على منصتي “إكس” و”تليجرام”، وذلك بعد شكوك بشأن صحتها.
كما قالت الناشطة الكندية الأميركية إيفا كارين بارلتليت، المعروفة بدعمها لنظام بشار الأسد، إن الحساب يعود بالفعل لنجل بشار الأسد، مؤكدة أنها كانت على تواصل مع حافظ بشار الأسد، وأعادت نشر التفاصيل.
بيان بشار الأسد
وكان الرئيس السوري السابق قال في منسوب له نشر في 16 ديسمبر الماضي، إنه “لم يغادر الوطن بشكل مخطط له كما أشيع”، وأضاف: “كما أنني لم أغادره خلال الساعات الأخيرة من المعارك”، مشيراً إلى أنه بقي في دمشق “يتابع مسؤولياته حتى ساعات الصباح الأولى من يوم الأحد 8 ديسمبر 2024”.
وذكر أنه “بعد تمدد الإرهاب داخل دمشق، انتقلت بتنسيق مع الأصدقاء الروس للانتقال إلى محافظة اللاذقية الساحلية لمتابعة الأعمال القتالية منها، وعند الوصول إلى قاعدة حميميم صباحاً تبين انسحاب القوات من خطوط القتال كافة، وسقوط آخر مواقع الجيش”.
وتابع: “مع ازدياد تدهور الواقع الميداني في تلك المنطقة. وتصعيد الهجوم على القاعدة العسكرية الروسية نفسها بالطيران المسيّر. وفي ظل استحالة الخروج من القاعدة في أي اتجاه طلبت موسكو من قيادة القاعدة العمل على تأمين الإخلاء الفوري إلى روسيا مساء يوم الأحد 8 ديسمبر، أي في اليوم التالي لسقوط دمشق، وبعد سقوط آخر المواقع العسكرية وما تبعه من شلل باقي مؤسسات الدولة”.
وأردف أنه “خلال تلك الأحداث، لم يطرح موضوع اللجوء أو التنحي من قبلي، أو من قبل أي شخص أو جهة، والخيار الوحيد المطروح كان استمرار القتال دفاعاً في مواجهة الهجوم الإرهابي”.
محاسبة الأسد
ومنحت روسيا بشار الأسد حق اللجوء بعد أن ساعدته عسكرياً في مواجهة الفصائل المسلحة المعارضة لسنوات.
وكان وزير الدفاع في الإدارة السورية الجديدة مرهف أبو قصرة رفض، في وقت سابق، الإجابة بشكل مباشر عن سؤال لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية بشأن ما إذا كان الشرع طلب من موسكو تسليم الأسد خلال مباحثاته في دمشق التي جرت، في يناير الماضي، مع وفد روسي برئاسة نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف، لكنه قال إن “قضية محاسبة الأسد أثيرت خلال الاجتماع”.
وأضاف: “عندما قرر بشار الأسد الذهاب إلى روسيا، توقع أنه من المستحيل علينا (الإدارة السورية الجديدة) التوصل إلى اتفاق مع موسكو. ربما يتم استعادة العلاقات معها بطريقة تخدم مصالح سوريا أولاً ثم مصالحهم”.