قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” مارك روته، الخميس، إن أوكرانيا ستشارك “بأي شكل من الأشكال” في أي محادثات سلام مع روسيا، واصفاً في الوقت نفسه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ”المفاوض القوي” الذي “لا يمكن التنبؤ بتصرفاته”، فيما اعتبر وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث، أنه من الصعب عودة أوكرانيا إلى حدود ما قبل 2014.
وشدد روته على أن “الغرب متحد” في دعم أوكرانيا، وأن “تكون في أفضل وضع ممكن عندما تبدأ محادثات السلام”، مضيفاً: “كما أننا متفقون بشكل كامل بضرورة أن تكون نتائج المحادثات قابلة للتنفيذ”.
وتحدث عن عدم تقديم أطراف وعوداً لأوكرانيا بأن تكون جزءاً من الاتفاقية، داعياً إلى ضرورة “التأكد من أن بوتين لن يحاول أبداً مهاجمة أوكرانيا مجدداً، وهذا أمر مهم جداً”.
وأشار إلى أنه “لم يكن هناك وعد لأوكرانيا أبداً بأنها ستكون جزءاً من حلف شمال الأطلسي”.
لا عودة لحدود 2014
من جهته، رفض وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث، الخميس، الانتقادات الموجهة إلى استراتيجية واشنطن التفاوضية مع موسكو بشأن الحرب في أوكرانيا، محذراً أوروبا من التعامل مع الولايات المتحدة باعتبارها “مغفلة عبر جعلها مسؤولة في الدفاع عن القارة”، على حد وصفه.
وقال هيجسيث في مؤتمر صحافي بمقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل: “لن يسمح الرئيس ترمب لأحد بتحويل العم سام لمغفل”، داعياً أوروبا إلى وجوب أن “تكون مسؤولة في المقام الأول بالدفاع عن القارة الأوروبية”.
وأضاف: “لن أقف هنا وأعلن ما الذي سيفعله الرئيس ترمب أو لن يفعله، أو ما الذي سيكون جزءاً من المفاوضات أو لن يكون، أو ما التنازلات التي سيتم تقديمها، أو لن يتم تقديمها. يمكنني أن أنظر، كما فعل فريقنا، إلى ما هو واقعي ومتوقع كنتيجة”.
وأعرب عن اعتقاده بأن “الواقعية جزء مهم من النقاش، وهو أمر لم يحضر بشكل كافي في المناقشات بين الحلفاء والأصدقاء”، معتبراً أن “الحدود الأوكرانية لن تعود إلى ما كانت عليه في عام 2014 كما يرغب البعض”.
وأردف: “لا يُعتبر هذا تنازلاً لفلاديمير بوتين، بل هو اعتراف بالحقائق العسكرية على الأرض بعد الكثير من الاستثمارات والتضحيات، أولاً من قبل الأوكرانيين، ثم من قبل الحلفاء”.
واعتبر أيضاً ذلك “إدراكاً بأن السلام عبر المفاوضات سيتطلب نوعاً من الترسيم الذي لن يرضي أياً من الطرفين بالكامل. ولكن ليس من واجبي كوزير للدفاع أن أحدد معايير هذه المفاوضات، فالرئيس ترمب هو من يقود واحدة من أعقد وأهم المفاوضات في هذا العصر”.
الإنفاق الدفاعي
ودعا الوزير الأميركي الدول الأوروبية لـ”زيادة الإنفاق الدفاعي” الذي وصفه بأنه “أمر مهم”، معتبراً أن تخصيص نسبة 2% من النتائج المجلس الإجمالي للشق الدفاعي “هي بداية كما قال الرئيس ترمب، لكنه ليس كافياً لا 2% ولا 3% ولا 4% بل يجب أن تكون أقرب لـ5%”.
وأعرب عن “التزام الولايات المتحدة ببناء حلف (ناتو) أقوى”، كما شدد على ضرورة “التزام أوروبا وكندا بالمادة الثالثة من المعاهدة بنفس القدر”.
وتنص المادة الثالثة من ميثاق “الناتو” على أنه يجب على الدول الأعضاء في حلف الأطلسي بذل الجهود المناسبة “بشكل منفصل أو جماعي” على الحفاظ وتطوير قدراتها الدفاعية الفردية والجماعية، غير أنها لا تنص على أنه يجب على الدول إنفاق ما لا يقل عن 2% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع.
وأكد “وجوب أن تتحمل قيادات حلفائنا الأوروبيين المسؤولية الأساسية عن الدفاع عن القارة، مما يعني أن يتحمل جميع الحلفاء مسؤولية الأمن، وفقاً لفهم واضح للواقع الاستراتيجي”.
واعتبر أن “الأهداف الاستراتيجية لحلف (الناتو) كما تراها الولايات المتحدة، هي منع نشوب صراع بين القوى العظمى في أوروبا، وردع أي اعتداء نووي أو غير نووي، وهزيمة أي تهديدات تواجه الدول الحليفة وفقاً للمعاهدة، في حال فشل سياسة الردع”.
ووفقاً لمكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض، ستنفق الولايات المتحدة حوالي 3.1% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع في عام 2024. وخلال العام الأخير من رئاسة ترمب الأولى في عام 2020، بلغ إنفاق وزارة الدفاع الأميركية 3.4%.
لقاء ترمب وبوتين في السعودية
وقبل أن يتصل مع زيلينسكي، تحدث ترمب وبوتين لأكثر من ساعة، الأربعاء، وهو أول اتصال مباشر معروف بين رئيسين أميركي وروسي منذ أن أجرى بوتين مكالمة مع الرئيس السابق جو بايدن قبل وقت قصير من الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.
وأبدى الكرملين، الخميس، إعجابه بموقف ترمب بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، وذكر أن الاستعدادات جارية لعقد اجتماع بين الزعيمين.
قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن أوكرانيا ستشارك “بطريقة أو بأخرى” في أي محادثات لإنهاء الحرب، مشيراً إلى وجود “مسار أميركي-روسي منفصل للمحادثات”.
وأضاف بيسكوف أن “التحضيرات لعقد اجتماع بين الرئيسين الروسي والأميركي قد تستغرق عدة أشهر”، لكنه أضاف: “الجانبين اتفقا على أن العاصمة السعودية الرياض هي المكان المناسب”.