قال متمردو حركة “23 مارس” (M23)، المدعومون من رواندا، والذين استولوا على أكبر مدينة في شرق الكونغو الديمقراطية، الخميس، إنهم يريدون نقل معركتهم إلى العاصمة البعيدة كينشاسا، بينما دعا الرئيس إلى “تعبئة عسكرية ضخمة لمقاومة التمرد”، فيما رفض وزير دفاعه الدعوات لإجراء محادثات.
وخلال مؤتمر صحافي، سعى المتمردون إلى تأكيد سيطرتهم على مدينة جوما الشرقية والأراضي المحيطة بها في إقليم جنوب كيفو، وأشاروا إلى أنهم “منفتحين على الحوار مع الحكومة”، وهو ما اقترحته أيضاً كتلة شرق إفريقيا، التي تعد رواندا عضواً فيها، حسبما نقلت “أسوشيتد برس”.
وقال كورنيل نانجا، أحد الزعماء السياسيين في M23 خلال المؤتمر الصحافي، “إننا نُخطّط لنقل المعارك إلى العاصمة كينشاسا، ونستولي على السلطة ونقود البلاد”. ولم يشر إلى الكيفية التي يخطط بها المتمردون للتقدم نحو العاصمة التي تبعد أكثر من 1500 كيلومتر.
“لا حوار مع المتمردين”
وفي رسالة بالفيديو، قال وزير الدفاع الكونغولي، جاي كابومبو موادايامفيتا، إنه وجّه إلى حرق أي خطط للحوار مع المتمردين “على الفور”. وقال موادايامفيتا، الحليف المقرب لرئيس الكونغو الدمقراطية: “سنبقى هنا في الكونغو ونقاتل. إذا لم نبق على قيد الحياة هنا، فلنبق موتى هنا”.
وقال زعيم رواندا، بول كاجامي، إنه تحدث مع رئيس أنجولا، جواو لورينكو، وهو وسيط في الصراع، التقى أيضاً بزعيم الكونغو الديمقراطية في اليوم السابق.
ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصراع بأنه “مشكلة خطيرة للغاية” عندما سئل عنه الخميس، لكنه رفض التعليق أكثر، وعبر متحدث باسم الأمم المتحدة عن “انزعاجها” من التقارير التي تفيد بأن القوات الرواندية المجاورة عبرت الحدود في الاتجاه، الذي يقال إن المتمردين يتقدمون فيه.
ويدعم متمردو حركة M23 نحو 4000 جندي من رواندا المجاورة، وفقاً لخبراء الأمم المتحدة، وهو عدد أكبر كثيراً من عددهم في عام 2012 عندما استولوا على جوما لأول مرة. وهم واحد من أكثر من 100 جماعة مسلحة تتنافس على السيطرة على شرق الكونغو الغني بالمعادن، والذي يحتوي على رواسب ضخمة تقدر قيمتها بنحو 24 تريليون دولار والتي تشكل أهمية بالغة لمعظم التكنولوجيا العالمية.
التعبئة العامة
وفي الوقت نفسه، دعا الرئيس الكونغولي، فيليكس تشيسكيدي، الشباب إلى الالتحاق بالجيش على نطاق واسع.
في المقابل، هدد زعيم رواندا بـ”التعامل” مع أي مواجهة مع جنوب إفريقيا، التي اشتكت من أن القتال في شرق الكونغو، أودى بحياة عدد من عناصر قوات حفظ السلام من جنوب إفريقيا.
وفي أول تصريحات علنية له منذ تقدم متمردي حركة M23 إلى جوما، الاثنين، تعهد تشيسكيدي بـ”رد قوي ومنسق” من قواته لصد المتمردين مع إعادة تأكيد التزامه بالتوصل إلى حل سلمي.
وقالت الرئاسة الكونغولية على منصة “إكس”، إن وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، التقى تشيسكيدي في كينشاسا، الخميس، مشيرة إلى أن فرنسا قدمت دعماً كبيراً للكونغو في اجتماعات الأمم المتحدة الأخيرة بشأن هذه القضية. وأضافت أن “(الكونغو) تتوقع المزيد من العمل في مواجهة هذه الأزمة”.
جثث ونهب في جوما
وظلت جوما بلا كهرباء وماء إلى حد كبير، الخميس، إذ كانت جثث العديد من الجنود ملقاة في الشوارع، مما أثار الرعب بين السكان، بما في ذلك الأطفال، وفق مراسل “أسوشيتد برس”.
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الكونغو الديمقراطية، إن الخدمات الأساسية مشلولة إلى حد كبير في جوما، وهي مركز إنساني بالغ الأهمية لأكثر من 6 ملايين شخص نزحوا بسبب الصراع. وقال برونو ليماركيز منسق الشؤون الإنسانية “بعد عدة أيام من الاشتباكات العنيفة، تواجه المدينة الآن احتياجات إنسانية هائلة وقدرات استجابة متأثرة بشدة”.
وأظهرت لقطات من جوما، سكاناً يحملون مواداً غذائية وبضائع نهبت من المتاجر والمستودعات في المدينة. وقالت سينثيا جونز، منسقة الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في شرق الكونغو، الخميس، “هذا شيء من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم حلقة خطيرة من العنف، حيث تتطلب الأوقات اليائسة تدابير يائسة”.