حذر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس، الدول الأعضاء في “مجموعة بريكس” من استبدال الدولار كعملة احتياطية، مكرراً تهديده السابق بفرض رسوم جمركية بنسبة 100%، والذي أطلقه بعد أسابيع من فوزه في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر الماضي.
وقال ترمب في بيان على منصة Truth Social، مطابق تقريباً لبيان نشره في 30 نوفمبر الماضي: “سنطلب التزاماً من هذه الدول المعادية على ما يبدو بألا تطلق عملة جديدة لمجموعة بريكس، ولا تدعم أي عملة أخرى لتحل محل الدولار الأميركي العظيم، وإلا فإنها ستواجه رسوماً جمركية بنسبة 100 %”.
وأضاف: “لا توجد فرصة لأن تحل مجموعة بريكس محل الدولار في التجارة الدولية أو في أي مكان آخر، وأي دولة تحاول ذلك يجب أن تقول مرحباً بالرسوم الجمركية، وداعاً لأميركا”.
ووجه ترمب تحذيره لمجموعة بريكس في وقت تترقب فيه كندا والمكسيك قراره بشأن تعهده بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 % على بضائع البلدين إلى بلاده، اعتباراً من مطلع فبراير.
ويدرس ترمب استخدام الرسوم الجمركية أداة لحمل المكسيك وكندا على المساعدة في وقف تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة، وخاصة مادة الفنتانيل القاتلة، وكذلك المهاجرين الذين يعبرون بشكل غير قانوني إلى أميركا.
عملة البريكس
وتسعى دول البريكس، التي تتألف في الأصل من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، إلى إنشاء عملة احتياطية جديدة مدعومة بسلة من عملاتها، وأصبحت إندونيسيا عضواً في وقت سابق من الشهر الجاري، فيما تمت دعوة 6 دول لتصبح أعضاء: الأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران والإمارات. وانضمت جميع الدول باستثناء الأرجنتين، رسمياً إلى التحالف في يناير 2024.
وقالت روسيا في ذلك الوقت، إن أي محاولة أميركية لإجبار الدول على استخدام الدولار ستؤدي إلى نتائج عكسية. ولا تملك بريكس عملة مشتركة، لكن المناقشات طويلة الأمد بشأن هذا الأمر اكتسبت بعض الزخم بعد أن فرض الغرب عقوبات على روسيا بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وكانت كل الأنظار موجهة إلى قمة البريكس في عام 2024، التي عقدت في الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر في كازان الروسية، إذ كان متوقعاً على نطاق واسع أن تواصل الدول مناقشاتها لإنشاء عملة مدعومة بالذهب، تُعرف باسم “الوحدة”، كبديل للدولار الأميركي.
وقد يكون للعملة الجديدة فوائد لدول “البريكس”، بما في ذلك زيادة كفاءة المعاملات عبر الحدود وزيادة الشمول المالي، ومن خلال الاستفادة من تكنولوجيا البلوك تشين والعملات الرقمية والعقود الذكية، يمكن للعملة أن تحدث ثورة في النظام المالي العالمي، وبفضل المدفوعات السلسة عبر الحدود، يمكنها أيضاً تعزيز التجارة والتكامل الاقتصادي بين دول المجموعة وخارجها.
ووفق شبكة investing news المختصة بأسواق المال والأسهم، فإن عملة البريكس تسمح لهذه الدول بتأكيد استقلالها الاقتصادي في حين تتنافس مع النظام المالي الدولي الحالي.