اتهم رئيس وزراء سلوفاكيا، روبرت فيتسو، المؤيد لروسيا، قوى المعارضة في بلاده، بالتخطيط لانقلاب على غرار ما حدث في “ميدان”، في إشارة إلى الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس الأوكراني الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش في عام 2014.
وشهدت 20 مدينة سلوفاكية، الجمعة، احتجاجات مؤيدة لأوروبا، فيما أعرب فيتسو، عن استعداده لـ”التعامل مع أي سيناريو، والذي يقول إنه مبرر بمعلومات استخباراتية”.
وتم الإعلان عن احتجاجات مدنية على مستوى البلاد، تحت شعار “سلوفاكيا هي أوروبا”، رداً على موقف فيتسو المؤيد لروسيا والمعادي للغرب.
وزعم فيتسو، الذي زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو قبل عيد الميلاد، ودافع عن مصالح موسكو داخل الاتحاد الأوروبي، أن الاضطرابات “ممولة من الخارج ومرتبطة بالمعارضة السلوفاكية”. وقال: “إنها محاولة لتنظيم انقلاب”.
وحذر فيتسو من أن المتظاهرين قد يحتلون المباني الحكومية، أو يدعون إلى إضراب وطني، أو يواجهون قوات الأمن. كما زعم أن “مجموعة من المخربين” في سلوفاكيا شاركت بنشاط في الأحداث في جورجيا و”ميدان” وأوكرانيا و”تعمل الآن محلياً”، في إشارة إلى الاحتجاجات المؤيدة لأوروبا.
واتهمت المعارضة فيتسو، الذي نجا من محاولة اغتيال في مايو من العام الماضي، بإساءة استخدام جهاز المخابرات العامة لتقويض الإجراءات البرلمانية ومنع التدقيق العام في حكومته التي تتمتع بأغلبية ضئيلة. وحذر فيتسو من إجراء انتخابات مبكرة إذا لم يحل حلفاؤه في الائتلاف خلافاتهم.
إعادة “سيناريو ميدان”
وفي حديثه إلى الصحافيين، اتهم فيتسو المعارضة بمحاولة الإطاحة بحكومته المنتخبة ديمقراطياً، وهي ائتلاف من الأحزاب اليسارية والقومية والشعبوية. وقال: “لا أستطيع أن أعطيكم أسماء ولا أستطيع مناقشة الظروف، ولكن يمكنني أن أخبركم بكل جدية أن المعارضة السلوفاكية تخطط لأحداث ميدان”.
وأضاف: “المعارضة السلوفاكية تخطط لاحتلال المباني الحكومية. وهي تنوي منع السلطات من أداء واجباتها الرسمية”.
في وقت لاحق، أصدرت المخابرات السلوفاكية، بياناً، قالت فيه، إنها حصلت على معلومات خطيرة حول “عملية نفوذ منظمة طويلة الأمد بهدف زعزعة استقرار الجمهورية السلوفاكية”.
بدوره، قال بيتر بيليجريني، الرئيس السابق لحزب الائتلاف الحاكم “هلاس”، إن “الوضع في سلوفاكيا خطير”، ويظهر “علامات تصعيد متعمد ومنظم للتوترات بهدف زيادة التعبير عن المعارضة حتى خارج الاحتجاجات السلمية”.
التسلسل الزمني لادعاءات “الانقلاب”
وبدأ الحديث عن انقلاب محتمل في سلوفاكيا يكتسب زخماً، الثلاثاء الماضي، إذ دفعت المعارضة البرلمانية باتجاه التصويت بسحب الثقة من حكومة فيتسو، حسبما نقلت شبكة Euractiv.
قاطع فيتسو، الاجتماع البرلماني، مدعياً أنه لديه تقرير سري من جهاز الاستخبارات السلوفاكي SIS يريد قراءته، زاعماً وجود “جهد منسق لزعزعة استقرار سلوفاكيا”.
ونتيجة لذلك، عقدت جلسة سحب الثقة خلف أبواب مغلقة، وهو أمر لم يحدث أبداً في سلوفاكيا منذ استقلالها قبل 30 عاماً.
وأثار التقرير الاستخباراتي بعد قراءته، السخرية والغضب من المعارضة، لكن نواب المعارضة لم يتمكنوا من مناقشة التفاصيل بسبب طبيعته السرية. وأشار النائب المعارض السابق، فرانتيسك ميكلوشكو، إلى أن محتويات التقرير تذكره بأسلوب قوة الشرطة السرية في تشيكوسلوفاكيا الشيوعية.
كما أثار النائب عن حزب “سمير”، تيبور جاسبار، المزيد من المخاوف، قائلاً إن التقرير كان مبنياً على عمليات التنصت وتضمن أسماء محددة. وعندما أصرت مجموعة فيتسو على مواصلة بقية جلسة حجب الثقة سراً، انسحب المعارضون وتعهدوا بالمطالبة بإجراء تصويت جديد.
تقرير سري مبني على ChatGPT
في مساء الثلاثاء، كشفت صحيفة SME السلوفاكية أن القصة تدور حول رسالة بريد إلكتروني تم إنشاؤها بواسطة ChatGPT وتبادلها منظمو الاحتجاجات المؤيدة للاتحاد الأوروبي في جميع أنحاء سلوفاكيا.
حدد البريد الإلكتروني أفكاراً لزيادة الضغط على الحكومة مع ضمان بقاء الاحتجاجات سلمية وغير عنيفة.
وفي وقت لاحق، أصدر المنظمون رسالة البريد الإلكتروني، مؤكدين أنهم ليس لديهم ما يخفونه وأنهم ينظمون فقط مسيرات سلمية للتعبير عن عدم موافقتهم على تصرفات الحكومة.
ونتيجة لهذا، تقدمت المعارضة بشكوى جنائية ضد إساءة استخدام جهاز الاستخبارات السلوفاكي لأغراض سياسية، وأعلنت خططاً لإنشاء لجنة برلمانية لمراقبة جهاز الاستخبارات السلوفاكي.
وقال النائب مارتن دوبيسي: “نحن قريبون بشكل خطير من الممارسات الشمولية”.
ومؤخراً، كتب ما يصل إلى 650 طبيباً نفسياً رسالة مفتوحة يدقون فيها ناقوس الخطر بشأن السلوك السياسي الحالي لفيتسو، والذي يتضمن الاستبداد المتزايد، والتلاعب بالحقائق، والكذب، ومهاجمة الصحفيين. ورد فيتسو قائلاً إنه سيبلغ عن منظمي الرسالة إلى الهيئات المهنية الدولية، وفق شبكة Euractiv.