قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، الأربعاء، إن موسكو ترى “فرصة صغيرة” لإبرام اتفاقيات مع الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترمب، حسب ما نقلت عنه وكالة “إنترفاكس” الروسية للأنباء.
وأضاف ريابكوف: “لا نستطيع أن نقول أي شيء اليوم عن مدى قدرة الإدارة القادمة على التفاوض، لكن مع ذلك، مقارنة باليأس في كل جانب من جوانب إدارة الرئيس السابق للبيت الأبيض (جو بايدن)، هناك فرصة اليوم، وإن كانت صغيرة”.
وأشار في كلمة ألقاها بمعهد الدراسات الأميركية والكندية، وهو مركز أبحاث في موسكو إلى أن “من المهم إذن أن نفهم مع ماذا ومع من سنتعامل، وأفضل السبل لبناء علاقات مع واشنطن، وأفضل السبل لتعظيم الفرص وتقليل المخاطر”.
وقال ترمب الذي تولى منصبه، مطلع الأسبوع الجاري، إنه يستطيع إنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة، دون أن يحدد كيفية ذلك.
ونقلت وكالة أنباء “تاس” الرسمية عن ريابكوف في وقت لاحق قوله إن روسيا تستعد للاتصالات بين بوتين وترمب، ولكن لم يتم الاتفاق على أي شيء حتى الآن.
وأوضح ريابكوف: “ربما عندما نسمع شيئاً أكثر وضوحاً وملموساً من واشنطن، فسننتقل إلى تنسيق الجداول والنقاط التنظيمية”.
ترمب يلمح إلى فرض عقوبات جديدة على روسيا
وحذر ترمب، الثلاثاء، من أنه سيفرض على الأرجح مزيداً من العقوبات على روسيا، إذا رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التفاوض لإنهاء الصراع المستمر منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.
ولم يذكر الرئيس الأميركي أي تفاصيل بشأن العقوبات الإضافية المحتملة على موسكو التي تخضع بالفعل لعقوبات غربية كبيرة، بسبب غزوها الكامل لأوكرانيا في فبراير 2022.
وقال ترمب إن إدارته تدرس أيضاً مسألة إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، وجدد دعوته بأن الاتحاد الأوروبي يجب أن يبذل المزيد من الجهد لدعم أوكرانيا.
وأضاف: “نحن نتحدث مع (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي، وسنتحدث مع الرئيس (فلاديمير) بوتين قريباً جداً.. سننظر في الأمر”.
وذكر ترمب أنه دعا الرئيس الصيني شي جين بينج للتدخل لوقف حرب أوكرانيا، وقال في هذا الصدد: “لم يفعل الكثير في هذا الشأن، لديه الكثير من القوة، مثلنا.. قلت له يجب أن تحسم الأمر.. لقد ناقشنا الأمر”.
ومن جهته، دعا شي إلى محادثات لإنهاء الحرب في أوكرانيا، واتهم الولايات المتحدة بإشعال الحرب بإمدادات الأسلحة إلى كييف، التي تقول إنها مستعدة للسعي إلى حل تفاوضي يحترم مصالحها.
تنسيق روسي- صيني
وناقش كل من بوتين وشي جين بينج، الثلاثاء، كيفية بناء علاقات مع دونالد ترمب، وآفاق التوصل إلى اتفاق سلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقال مساعد السياسة الخارجية في الكرملين يوري أوشاكوف للصحافيين في موسكو إن شي وبوتين “أعربا عن استعدادهما لبناء علاقات مع الولايات المتحدة على أساس المنفعة المتبادلة والاحترام المتبادل، إذا أبدى فريق ترمب اهتماماً حقيقياً بهذا الأمر”.
وأضاف: “كما لاحظنا من جانبنا أننا مستعدون للحوار مع الإدارة الأميركية الجديدة بشأن الصراع الأوكراني”.
وأشار أوشاكوف إلى أن بوتين يريد السلام “طويل الأمد” في أوكرانيا، وليس وقف إطلاق النار قصير الأجل، لكن أي اتفاق يجب أن يأخذ في الاعتبار مصالح روسيا، وقال إنه لم يتم تلقي أي مقترحات محددة لإجراء مكالمة هاتفية مع ترمب.
وقال بوتن مراراً إنه مستعد للتفاوض على إنهاء الحرب في أوكرانيا ولكن يجب قبول سيطرة روسيا الحالية على 20% من الأراضي الأوكرانية، وإن أوكرانيا يجب أن تظل محايدة.
واقترح شي وبوتين، اللذان تحدثا لمدة ساعة و35 دقيقة عبر مكالمة فيديو بعد أن أدى ترمب اليمين الدستورية كرئيس للولايات المتحدة، تعميق الشراكة الاستراتيجية بين بلديهما بشكل أكبر وهو ما يقلق الغرب.
وأعلنت الصين وروسيا عن شراكة “بلا حدود” في فبراير 2022 عندما زار بوتين بكين، قبل أيام من إرساله عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا، ووصف بوتين الصين في الأشهر الأخيرة بأنها “حليفة”.