أصدرت السلطات القضائية الفرنسية مذكرة توقيف بحق الرئيس السوري السابق بشار الأسد، للاشتباه بتواطئه في ارتكاب جرائم حرب، خاصة شن هجمات متعمدة على المدنيين في سوريا.
وصدرت هذه المذكرة في 20 يناير الجاري، بعد أن أثبتت التحقيقات أن صلاح أبو نبوت، وهو مواطن فرنسي سوري، توفي عام 2017 إثر قصف منزله من قبل مروحيات الجيش السوري، حسبما نقلت صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية.
وحملت المذكرة الفرنسية بشار الأسد بصفته “القائد الأعلى للقوات المسلحة” مسؤولية تفجير وقع في درعا عام 2017 أدى إلى سقوط أبو نبوت. واعتبر القضاء الفرنسي أن بشار الأسد أمر بهذا الهجوم ووفّر له الوسائل.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في تغريدة على “إكس”: “لقد أصدر القضاء الفرنسي مذكرة اعتقال بحق بشار الأسد: جرائم النظام، التي تمكنت من قياس فظائعها في سجن صيدنايا، يجب ألا تمر دون عقاب”.
بدوره قال عمر أبو نبوت، نجل الضحية، في بيان، إن “هذه القضية تمثل تتويجاً لكفاح طويل من أجل العدالة، الذي آمنت به أنا وعائلتي منذ البداية”، آملا أن “تتم المحاكمة وأن يتم القبض على الجناة ومحاكمتهم أينما كانوا”.
ويأتي إصدار هذا المذكرة في أعقاب لائحة اتهام تكميلية من مكتب المدعي العام الفرنسي لمكافحة الإرهاب، الذي طلب إصدارها ضد بشار الأسد، حسب “لوباريزيان”.
وأصدر القضاء الفرنسي حتى الآن 14 مذكرة اعتقال بحق مسؤولين سوريين منذ بدء التحقيقات في عام 2018.
ومن بين المستهدفين ثلاثة مسؤولين حُكم عليهم غيابياً في باريس بالسجن المؤبد في مايو، لدورهم في الاختفاء القسري.
انتهاء حصانة بشار الأسد
وبحسب وثائق التحقيق، ترى المحكمة أن بشار الأسد، الذي لم يعد رئيساً في سوريا، لم يعد يتمتع بالحصانة الشخصية، التي من المفترض أن تحميه من أي إجراءات قانونية أمام ولايات قضائية أجنبية، بحكم ممارسة القانون الدولي على أساس الاحترام المتبادل للسيادة، وفق الصحيفة الفرنسية.
وهذه هي مذكرة الاعتقال الثانية التي يصدرها قضاة فرنسيون بحق الأسد الذي أطاحت به من الحكم جماعات من المعارضة المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام في أوائل ديسمبر 2024.
وفي نوفمبر 2023، أصدر قضاة فرنسيون أول مذكرة اعتقال بحق الأسد لاتهامه بالتواطؤ في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.
وجاء ذلك بعد تحقيق فرنسي في هجمات بأسلحة كيماوية في دوما والغوطة الشرقية في أغسطس 2013 قتلت أكثر من ألف شخص.
ونفت حكومة الأسد من قبل استخدام أسلحة كيماوية ضد المعارضين في الحرب الأهلية التي اندلعت في مارس 2011.