قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، إنه يخطط لاستبدال رئيس الأرشيف الوطني في البلاد، وهو عبارة عن وكالة اتحادية تدير المكتبات الرئاسية والمتاحف الوطنية، ومرافق الأرشيف في جميع أنحاء أميركا، فضلاً عن المتحف الشعبي في واشنطن العاصمة، الذي يعرض وثائق قيّمة، والنسخ التاريخية من إعلان الاستقلال الأميركي، والدستور، ووثيقة الحقوق.
وبحسب صحيفة “آرت نيوز”، أدلى ترمب بتصريحه خلال حوار مع المذيع هيو هيويت في السادس من يناير، لافتاً إلى أنه “سيسعى إلى تعيين رئيس أكثر ولاءً للوكالة، كي يحل مكان الأمينة الحالية للأرشيف الوطني، كولين شوجان”.
ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريراً مفصّلاً حول الموضوع، نقلت فيه عن ترمب قوله: “أستطيع أن أقول إننا سنحصل على شخص ما، نعم سيكون لدينا أمين أرشيف جديد”.
وذكرت الصحيفة “أن إدارة الأرشيفات الوطنية، كانت نبّهت وزارة العدل في أوائل عام 2022، بشأن المشكلات المتعلقة بتعامل السيد ترمب مع الوثائق السرية، بعد أن أخذ أكثر من عشرة صناديق من السجلات الرئاسية والوثائق السرية إلى منزله في فلوريدا، بعد تركه منصبه”.
تمّ تعيين شوغان، وهي أوّل امرأة تقود الأرشيف الوطني، في هذا المنصب عام 2023، أي بعد عام من كتابة سلفها، القائم بأعمال الأرشيف ديبرا ستيدل وول، رسالة إلى وزارة العدل أثار فيها “المخاوف بشأن أخذ ترامب أكثر من عشرة صناديق من الأرشيف الوطني”.
واعتبرت “نيويورك تايمز” أن تعهّد ترمب بتغيير أمين المحفوظات الوطنية، “هو مجرد مثال حديث على نوع الانتقام الذي يخشاه البعض من إدارته الثانية، إذ هدّد هو وحلفاؤه بالفعل، بالتحقيق وإزالة أو حتى سجن أولئك الذين يعتبرهم ترمب أعداء له”.
وكانت صدرت الرسالة التي تنبّه وزارة العدل بشأن السجلات الرئاسية المفقودة في أوائل عام 2022. وفي أغسطس من ذلك العام، أصدر مكتب التحقيقات الفيدرالي (F.B.I) أمر تفتيش في مارالاغو بعد محاولته لأكثر من عام إقناع ترمب بإعادة المستندات. وبموجب قانون السجلات الرئاسية، يتعيّن على الرؤساء تقديم معظم سجلاتهم إلى الأرشيف الوطني بمجرد تركهم لمناصبهم.
مليارات النصوص والخرائط
يتمّ تعيين الموظفين في المحفوظات الوطنية من قِبل رئيس البلاد، ويحتوي الأرشيف الوطني الأميركي على أكثر من 15 مليار صفحة من السجلات النصية، وأكثر من 18 مليون خريطة ومخطط ورسوم معمارية، وأكثر من 43 مليون صورة، وأكثر من 365 ألف بكرة فيلم، وأكثر من 110 آلاف شريط فيديو، كما يضم مليارات السجلات الإلكترونية.
قبل سبعين عاماً، تمّت إضاءة المبنى الخارجي للأرشيف الوطني للمرّة الأولى. وبينما أضيئت معالم أخرى في واشنطن العاصمة، بقي مبنى الأرشيف الوطني مظلماً على مدى 19 عاماً بعد افتتاحه.، على الرغم من أن جون راسل بوب، مهندس المبنى، وضع خططاً للإضاءة الخارجية، لكن نقص الأموال حال دون إضاءة الأرشيف الوطني. لم يكن الأمر كذلك حتى عام 1954 عندما أصبحت الأموال متاحة لتشغيل 280 مصباحاً خارجياً.
ومنذ ذلك الحين، تتمّ إضاءة مبنى الأرشيف الوطني بألوان مختلفة في المناسبات الخاصة والأعياد الوطنية.
وقالت ميغان رايان جوثورن، القائم بأعمال نائب الرئيس التنفيذي للعمليات في الوكالة: “نحن نركز على الانفتاح، وتنمية المشاركة العامة، وتعزيز الديمقراطية في بلادنا، من خلال وصول الجمهور إلى السجلات الحكومية ذات القيمة العالية. وكالة الأرشيف مثل خزانة الملفات في البلاد”.