قالت الصين إن أول محطة لها لمراقبة الغلاف الجوي في القارة القطبية الجنوبية بدأت عملياتها هذا الأسبوع، في خطوة تستهدف رصد التغيرات في أنتاركتيكا، وتعزيز الاستجابة العالمية لتغير المناخ.
وتسعى الصين، على غرار الولايات المتحدة، إلى تعزيز وجودها في القارة القطبية الجنوبية، والقطب الشمالي لاستكشاف الموارد الطبيعية في القطبين.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا” عن هيئة الأرصاد الجوية الصينية قولها إن محطة تشونجشان الخلفية الجوية الوطنية الصينية ستجري “ملاحظات تشغيلية مستمرة، وطويلة الأجل لتغيرات التركيز في مكونات الغلاف الجوي في القارة القطبية الجنوبية”.
وتقع المحطة في منطقة تلال لارسمان شرق أنتاركتيكا.
وقال دينج مينج هو، مدير معهد التغير العالمي والأرصاد الجوية القطبية التابع للأكاديمية الصينية لعلوم الأرصاد الجوية، إن المناطق القطبية تعتبر بمثابة “مكبرات الصوت” لتغير المناخ العالمي.
وأضاف أن بيانات المراقبة التي ستجمعها المحطة ستكون ذات “مزايا جغرافية فريدة وقيمة علمية”، وستساهم في دراسة تأثير الأنشطة البشرية على البيئة.
وفي فبراير الماضي، افتتحت الصين محطة أبحاث علمية في منطقة بحر روس بالقارة القطبية الجنوبية. كما أن لديها 5 محطات أبحاث أخرى في أنتاركتيكا تم بناؤها بين عامي 1985 و2014.
أنتاركتيكا في نقطة تحوّل
في يونيو الماضي، أفادت دراسة علمية بأن القارة القطبية الجنوبية تتجه نحو “ذوبان غير منضبط” لصفائحها الجليدية، وسط تحذيرات من بلوغ أنتاركتيكا “نقطة تحول” مناخية جديدة.
ويحدث الذوبان بسبب تسرب مياه المحيط الأكثر دفئاً بين الجليد والأرض التي تقع عليها.
كما أن نقطة التحول المناخية هي عتبة حرجة يعيد بعدها نظام ما تنظيم نفسه، غالباً بشكل مفاجئ و/أو بصورة لا رجعة فيها، ما يؤدي إلى سلسلة عواقب متتالية.
وتقع الصفائح الجليدية في القارة القطبية الجنوبية على قاعدة صخرية، وتمتد إلى ما وراء الساحل لتطفو على البحر.
وأظهرت دراسات سابقة أن مياه البحر، التي ترتفع درجة حرارتها نتيجة للاحترار المناخي الناجم عن الأنشطة البشرية، يمكن أن تتسلل إلى منطقة الالتقاء بين الأرض والبحر، وتتقدم تالياً تحت الجليد الأرضي، إلى داخل الأراضي أكثر من أي وقت مضى.
ذوبان متسارع
وتؤكد الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة “نيتشر جيوساينس” Nature Geoscience هذه الفرضية، وتقيسها من خلال نماذج بيانية، فمع ارتفاع درجة حرارة مياه البحر، يتسارع تسلل هذه المياه إلى مسافات قصيرة تصل إلى 100 متر حتى عشرات الكيلومترات، ما يؤدي إلى ذوبان الجليد عن طريق تسخينه من الأسفل، وفق ما يوضح مُعد الدراسة الرئيسي ألكسندر برادلي.
وحذَّرت الدراسة من أن هذا الأمر “قد يؤدي إلى بلوغ نقطة تحول، تدخل بعدها مياه المحيط بطريقة غير محدودة تحت الغطاء الجليدي، عبر عملية ذوبان غير منضبطة”.
وقد يؤدي هذا إلى ارتفاع مستوى سطح البحر، عندما يتجاوز الذوبان المتسارع تكوين الجليد الجديد في القارة، ما يهدد سكان المناطق الساحلية في جميع أنحاء العالم.
وسلطت نتائج الدراسة الضوء “على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات مناخية عاجلة لمنع بلوغ نقاط التحول هذه”، وفق برادلي، وهو باحث في هيئة المسح البريطانية لأنتاركتيكا.